علي الصادق البصير يكتب: فجيعة في داري وأخرى بشرطة الرميلة

فُجعت فجر أمس بزائرين أدخلا الرعب والهلع على أسرتي الصغيرة، أحدهما يحمل سكيناً بيمينه وطوبة بيساره، ولولا لطف الله لكانت كارثة دموية داخل جدار منزلي بالرميلة مربع (4)، وهي تفاصيل مأساوية تكشفت من ورائها حقائق مؤلمة.

أسكن في مبنى مكون طابق أول وآخر أرضي، أتقاسم وجاري عابدين الطابق الأول، تتكون الشقة التي أسكنها من غرفتين تفصل بينهما برندة ويتوسطها حوش صغير، يستغل أولادي أحمد ومحمود غرفة عند المدخل بينما كانت أمهم في ذاك الحوش وكنت وقتها بالبرندة التي تطل على الحوش.

اتفقت مع ابني محمود أن نستيقظ قبل الفجر لنحظى برغيفات تكفينا شر الصفوف والكفوف، وما حدث فجر أمس وقبيل ميعادي بدقائق مع محمود تسور الزائران غير المرغوب فيهما جدار البيت، فاستيقظت أم أولادي وقبل أن تتنفس كانت السكين على عنقها، وأمرها المجرم بألا تُصدر أي صوت، وإلا تم ذبحها، ساعتها لو قيل لها اصرخي ما صرخت من شدة الرعب والهلع، وطلبا منها أن تصف لهم مكان المال، .. شعرت بحركة غريبة في الحوش وظننته ابني فناديته بصوت مسموع، وقتها انتبه المجرمان واختفيا كالبرق ومعهما هاتف أحمد وهاتف أمه.

حاولنا تعقب الجناة إلا أنه وعند نزولنا الشارع لم نجد أي أثر، فتوجهنا للشرطة مباشرة، وبها بعض التفاصيل التي لا تصلح للنشر حرصاً على هيبة هذا الجهاز الذي يعمل في ظروف بالغة التعقيد، المهم وبعد إبلاغ الشرطة اعتذر لنا الضابط المناوب برتبة نقيب عن عجزهم في ملاحقة معتادي الإجرام والنهب والسلب، وقال إن القسم يفتقر إلى عربة مجهزة لكن لوعندكم سيارة ممكن يطلع معاكم عسكري مسلح، وهذا ما حدث، والحمد لله فانه لم يتعرض أي من أفراد الأسرة باذى.

*أفق قبل الأخير 

الحقائق المؤلمة التي تكشفت عندي هو التعرف على مفهوم (الهشاشة الأمنية)، بمفهومه الشامل والذي كنت أظنه مرتبطاً بالمناطق الطرفية، فان تكرر هذ المشهد لاي مواطن بالرميلة او القوز أو الحلة الجديدة أو مجمع الرواد فان الشرطة بوضعها الحالي ستكون مكتوفة الأيدي، ولن تستطيع حمايته، وقد تكون الكارثة أكبر.

*أفق أخير

حال قسم شرطة الرميلة كان أكبر من فجيعة داري.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى