الجيش أكَّد تأييده لأي مساعٍ جادة.. من سيخرج السودان من أزمته السياسية؟

الجيش أكَّد تأييده لأي مساعٍ جادة.. من سيخرج السودان من أزمته السياسية؟

تقرير- نجدة بشارة

ظلت قيادات الجيش تؤكد بصورة متكررة خروجها من المشهد السياسي، وتؤيد أي مساعٍ جادة لإخراج البلاد من أزماتها ..لكن بالمقابل ظلت الخلافات والمشاكسات بين الفرقاء السياسيين تتفاقم وتعصف بأي بارقة أمل ومبادرات أو وساطات يمكن أن  تفضي إلى حلول وانفراج للأزمة السياسية.

ومع استمرار تأكيد الجيش رمي الكرة في ملعب المدنيين تتصاعد التساؤلات وسط المتابعين عن من سيخرج السودان من أزمته السياسية الحالية؟

أدوار إقليمية وداخلية

قال القيادي بقوى الحرية والتغيير محمد موسى باني  لـ(الصيحة): إن السودان سوف يخرج من الأزمة السياسية عبر المزيد من التوافق حول العملية السياسية التي تجري في مراحلها النهائية، وأضاف بأن التوافق متروك للوساطات والمبادرات التي تنطلق من هنا وهناك لتقريب وجهات النظر بين الأطراف والفرقاء السياسيين لاسيما وأن زيارة رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد،  وجدت ارتياحاً وسط الأطراف السياسية في السودان، ومتفائلون بهذه الوساطات السياسية الإقليمية وصولاً إلى عملية توافق تخرج البلاد من مأزق الخلاف السياسي .

وقال: إن الجيش ظلت مواقفه وأدواره واضحة تجاه المشهد السياسي، وظهر ذلك جلياً من خلال الخطابين المشهورين للرئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ونائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو، في خطابين منفصلين، أكدا فيه التزامهما الصارم بالخروج من المشهد السياسي والتفرُّغ للدور الأمني بالبلاد .

وفي ذات الإطار أوضح موسى بأن الشعب السودان هو من سيخرج البلاد من أزماتها، وأضاف: اعتقد أن الشعب سيقول كلمته مثلما حدث في ثورة ديسمبر المجيدة، خاصة الشوارع لاتزال تعبِّر سلمياً عن تطلعاته وأهدافه ..وبمساعدة كل الفاعلين من المجتمع الدولي والإقليمي ومساعدته البلاد للخروج من استحكام حلقة الأزمة إلى التغيير المنشود.

صراع عسكري مدني  

ومؤخراً أكد رئيس هيئة الأركان الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين، إن القوات المسلحة ستظل موحدة خلف قيادتها وجاهزة للوقوف ضد كل أشكال التآمر والارتزاق التي تواجه البلاد بكل قوة وجدارة، وستفوِّت الفرصة على المتربصين بأمن الوطن وأمانه.

وأكد أن الجيش سوف يمضي في أداء رسالته رغم التحديات، ويؤيد أي مساعٍ سياسية يمكن أن تخرج البلاد من أزماتها الراهنة.

في مقال سابق للفريق أول ركن :حسن يحيى محمد أحمد، عدَّد فيه أدوار قيادات الجيش، قال: إن النظام  السابق لم تسقطه التظاهرات، بل أسقطه الجيش، ولكن بدون رؤية شاملة منه قد تسبب في الأزمة السياسية الراهنة بقبوله التسوية الثنائية سابقاً ومن خلال تصريحات قائده البرهان فإن تكرار ذلك الخطأ الاستراتيجي ليس ممكناً الآن.

وبرهن بأن التظاهرات التي انطلقت طيلة الفترة الانتقالية منذ حكومتي حمدوك الأولى والثانية ولم تسقط الحكومة ولكن إجراءات 25 أكتوبر، هي التي أسقطتها المظاهرات التي انطلقت بعد إجراءات 25 أكتوبر، ومازالت مستمرة حتى يومنا هذا وفشلت فشلاً ذريعاً في إسقاط حكومة الأمر الواقع .إذا كان الحل الخارجي مرفوضاً شعبياً والحل السوداني اختطفته القوى الخارجية، إذاً مسؤولية الخروج من الأزمة يقع على عاتق المجلس السيادي الذي جاء بإجراءات 25 أكتوبر، لتصحيح كل مايجري -حالياً- بالبلاد من هشاشة سياسية تسعى لها القوى الخارجية وترغب فيها قحت

التي عسكرت السياسة بتحويلها للصراع السياسي حول السلطة إلى بين مدنيين ضد عسكريين.

الوطني.. الوطني

في حديث سابق يقول رئيس حزب الأمة المكلف، فضل الله برمة ناصر، إن البلاد تقف على حافة الهاوية، وأن الأوضاع تحتاج إلى حلول عاجلة لتدارك الأمر، ودعا القوى السياسية لترك التلكؤ والجلوس مع بعضهم البعض وحل مشكلات بلدهم.

وقال المحلِّل الاستراتيجي  والدبلوماسي السفير الطريفي كرمنو لـ(الصيحة): إن من الصعوبة -حالياً- الإجابة على تساؤلات عن من سيخرج السودان من الأزمة السياسية؟ لاسيما وأن الجيش قابض على زمام الأمور من الناحية الأمنية ، ولايمكن ترك حبل قارب البلاد  قبل تشكيل حكومة مدنية قوية تبنى على توافق القوى السياسية الحالية.

وأضاف كرمنو، بأن حل الأزمة  غير متاح في الوقت الراهن لاسيما وأن المجتمع الدولي والإقليمي مرتبط بوضع وتشكيل خارطة البلاد السياسية والأمنية منذ اللحظة التي أتيحت له الفرصة بالتدخل وتسيير كفة الثورة نحو غاياته وأهدافه عقب الثورة والإطاحة بالبشير وخلفه أبنعوف، فقد أصبح فاعلاً في المشهد السوداني طيلة السنوات الثلاث الماضية وحتى اتفاق السلام الذي وقع في جوبا لعب المجتمع الدولي والإقليمي فيه دوراً كبيراً.

وبالتالي ظل يضيِّق الخناق على القوى المدنية الفاعلة، وزاد: ولكن من الملاحظ أنه ومنذ انقلاب أكتوبر الماضي، الذي أطاح بالمكوِّن المدني الشريك في الحكم، وأبقى على المكوِّن العسكري وأطراف السلام في السلطة، برزت أصوات تردد بضرورة الحل الوطني للأزمة السياسية في البلاد سيما بعد تضييق الخناق على السلطة الحاكمة والرفض الكبير الذي وجدته بالداخل والخارج، وبالتالي ما من سبيل  سوى الاستفادة من المتاح أمامهم من نوافذ مخارج لترجيح الكفة والوزن في ميدان الصراع السياسي بالبلاد لحين الوصول إلى حل الأزمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى