الخبز.. صُفُوفٌ مُستمرّةٌ وأزمةٌ مُتجدِّدةٌ

 

الخرطوم: جمعة عبد الله

أدّى استمرار إغلاق الشرق وعرقلة حركة الشّاحنات لتجدد المخاوف من حدوث نقص في السلع الاستراتيجية خاصة دقيق الخُبز، وما يُعزِّز من صحة هذه المخاوف هو مُواجهة المُواطنين صُعوبات بالغة في الحُصُول على الخُبز خلال الأيام الماضية، وامتدّت الصفوف أمام المخابز، فيما أغلقت بعض المخابز أبوابها كلياً لأسباب متفاوتة، ولم تسلم حتى المخابز التجارية التي تشهد ازدحاماً وصفوفاً لساعات طويلة.

أزمة قديمة

وطوال العامين الأخيرين, لم تغب أزمة الخبز عن المشهد الاقتصادي كلياً، فما أن تخبو حتى تظهر للسطح مجدداً وبصورة أوسع مِن سَابقتها بالرغم من المجهودات التي تبذل واتباع السُّلطات إجراءات للسيطرة على سُوق إمداد الدقيق في البلاد، إلا أنّ ظاهرة صفوف الخبز في الخرطوم ومدن أخرى ما زالت مستمرة.

تطمينات حكومية

ورغم تزايُد مُؤشِّرات الأزمة خاصة نقص الدقيق والغاز، إلا ان مدير عام التجارة الداخلية بوزارة التجارة والتموين، نائب رئيس ومقرر الغرفة المركزية للقمح والدقيق، الفاتح عبد الله يوسف، يقول ان السودان لديه ما يكفي من حصص القمح والدقيق، مشيرا الى ان الشحنة الخامسة بحمولة 50 الف طن من المعونة الأمريكية قد وصلت للبلاد وتم تفريغها بميناء بورتسودان.

واكد الفاتح ان الغرفة المركزية للقمح والدقيق تطمئن المواطنين بوجود مخزون يكفي لنهاية العام، منوهاً الى ان المطاحن تعمل بشكل منتظم في الطحن والتوزيع.

تناقص الحصص

ومنذ الشهر الماضي, قلصت الحكومة دعم دقيق الخبز بنسبة 30%، من 535 جنيهاً لجوال الدقيق إلى 800 جنيه، كما رفعت اسعار غاز المخابز بنسبة 700% من 1.8 جنيه الى 8 جنيهات للتر الغاز.

واكد رئيس اللجنة التسييرية لاتحاد المخابز، الباقر عبد الرحمن، تواصل ارتفاع كل مدخلات إنتاج الخبز، بما فيها الدقيق والغاز التي يتم دعمها.

وأوضح الباقر لـ”الصيحة” ان سعر جوال الدقيق ارتفع من 535 جنيهاً الى 800 جنيه، فيما ارتفع سعر الغاز من من 1.15 الى 8 جنيهات للتر، مشيراً الى ان هذه الأسعار تغيّرت رغم أنها مدعومة من الحكومة, ولفت الى رفع اصحاب المخابز مطالبة لوالي الخرطوم لزيادة السعر لتغطية التكلفة، بيد أنهم لم يتلقوا رداً من الولاية حتى الآن.

غياب المعلومة

تقول الخبيرة الاقتصادية د. ايناس إبراهيم لـ”الصيحة” إن ما يحدث في مسألة الخبز نتيجة طبيعية لحالة البلاد التي تمر بظروف معقدة منها إغلاق الموانئ، بالإضافة إلى غياب معلومات الدقيقة عن حجم النقص سواء في الدقيق او الغاز.

صفوف بالمخابز

ووفق متابعات لـ”الصيحة” بعدة مناطق بالخرطوم تشهد المخابز صفوفاً، مُتفاوتة, فيما أغلقت بعض المخابز أبوابها بسبب عدم توفر الدقيق، وقال صاحب مخبز بمحلية بحري إنّ حصص الدقيق غير منتظمة، مشيراً إلى أنهم لم يتسلموا حصتهم الأسبوع الماضي مَا تسبب في الأزمة بعودة الصفوف، مشيراً إلى تراجع حصة الدقيق للمخبز.

أما منطقة الخرطوم وسط ما زالت تشهد صفوفاً طويلة أمام المخابز خاصة مناطق الشجرة واللاماب والعزوزاب وجنوباً حتى مناطق الكلاكلات، وشكا عدد من المواطنين بالمنطقة من استمرار أزمة الخبز، وأشاروا إلى أنهم يجدون صعوبة بالغة في الحصول عليه في ظل الوقوف لساعات في الصفوف أمام المخابز، مُطالبين بضرورة إيجاد حلول جذرية لإنهاء الأزمة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى