آمال عباس تكتب : وقفاتٌ مُهمّة عيد المرأة العالمي

شهدت مدينة كوبنهاجن بالدنمارك عام 1910م، حدثاً كبيراً ومهماً في تاريخ حركة النساء عندما تجمّعن لصد القهر والاستغلال والاضطهاد الذين كان يمارسه أصحاب المصانع الرأسماليين ضد النساء العاملات، والذي وصل حدّ إطلاق الرصاص على تظاهراتهن العادلة من أجل حقوقهن في العمل.. وكان أن سقطت الشهيدات في عام 1909م وبعدها بعام تجمّعت النساء من مُختلف أنحاء العالم، وقرّرن أن يكون يوم الاجتماع لإدانة القهر والاضطهاد هو يومٌ للمرأة في جميع أنحاء العالم من أجل الدفاع عن حقوق المرأة ومُباركة مسيرتها النضالية.. وقد صادف يوم أمس الجمعة الثامن من مارس الذكرى الرابعة والستين ليوم المرأة العالمي.

وهنا تجب الوقفة من أجل تحية جميع النساء في العالم في نضالهن الشريف من أجل الاشتراكية والحق والسلم والديمقراطية للمرأة العربية الفدائية.. الى أم الشهيد.. وأخت الشهيد وزوجة الشهيد.. الى الشهيدة.. الى.. والى الفيتنامية البطلة.. والى الأفريقية التي تخوضها ضروساً ضد الاستعمار والتفرقة العُنصرية.. وفي هذه الآونة التحية بصفة خاصة للجمع الذي تشهده أرض المليون شهيد.. الى ندوة الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي المنعقدة بالجزائر.

إليهن تحية النضال والكفاح من أجل حياة يسودها الاستقرار وتحكمها المَوَدّة.

والجديد في احتفال هذا العام بعيد المرأة، هو تخصيص عام 1974م للمرأة من أجل مُساهمتها الفعّالة في التنمية والتطوُّر الاجتماعي حسبما أعلنت منظمة الأمم المتحدة.

والسؤال الذي قد يتبادر للأذهان.. هو لماذا المرأة؟ لماذا يوم المرأة؟ وعام المرأة؟ ودور المرأة؟ هذا هو الموضوع.

صحيح أن المرأة في كثير من بلدان العالم قد نالت قدراً من حقوقها السياسية والاقتصادية.. وفُتحت أمامها العديد من أبواب العمل. ولكنها على الصعيد الاجتماعي والذي بحكم فعالية دورها في المُجتمع المعين فما زالت كائناً تابعاً لا يملك غير الحريات الجزئية في عبودية الظروف والتقاليد والعادات والمفاهيم المُتوارثة عن تخلف النظم الاجتماعية التي في الأساس كانت ثورة الرجال والنساء ضدها.

ولنفهم معنى أن يخصص عاماً بكامله لدراسة دور المرأة في الحياة. ولنفهم متاعب المرأة في عالمنا المُعاصر تلزمنا عودة سريعة.. نقفز خلالها من فوق المراحل التاريخية لنصل الى النتائج التي تُشكِّل واقع المرأة في الماضي البعيد والقريب.

وباختصار شديد، نستطيع القول بأنّ تاريخ البشرية ومن مختلف التشكيلات السياسية والاجتماعية التي توصل اليها الإنسان.. خلق وضعاً خاصاً للنساء.. فبعد الفترة التي أعقبت مجتمع الأم مُباشرةً ومع ظهور المجتمع الرعوي والزراعي والاقطاعي والرأسمالي.. نشأت المفاهيم والعلاقات الاجتماعية التي أخذت تشد المرأة الى الوراء حتى اقتصرت وظيفتها في بعض المجتمعات على إنتاج الأطفال.. وإمتاع الرجال.. والحق أن الاضطهاد الذي تُعاني منه المرأة ليس واقعاً عليها من قِبل الرجل وإن كان يبدو كذلك.. بقدر ما هو تلخيصٌ وتكثيفٌ لكافة المشاكل والمتاعب التي عانت منها الإنسان ككائن بشري يتأثر بسبل كسب العيش ونوع الحياة على مَرّ العُصُور.

وبمناسبة أن يكون 1974م عاماً من أجل إثبات فعالية دورها في الحياة، هناك حقيقة يجب الانتباه إليها وهي حسبما ظهر من فلسفات واتّجاهات في سبيل تنظيم حياة البشر على طول تاريخ النضال البشري.. فإنّ العالم الذي تُبشِّر به الاشتراكية.. هو عالم الإنسان المُتحرِّر من العذاب. وبالتالي نستطيع أن نقول إن المرأة هي صاحبة المصلحة المطلقة في أن تسود الاشتراكية العالم.

ففي هذا العام والذي يقع مجازاً في الربع الأخير من القرن العشرين، لم تعد قضية المرأة في مشكلة المساواة في الحقوق كما كان الحال من قبل.. فقد بانت الحقوق وتكشّفت الأمور على صعيد النضال اليومي.. وأصبح واضحاً أن الشرط الأساسي لفعالية تحرك المرأة في بناء مُجتمعها هو أن النضال الذي تقوده لا يتجزّأ من النضال في سبيل الاشتراكية على الصعيد المحلي.. وعلى الصعيد العالمي.. فالمسألة في المقام الأول مسألة علاقات اقتصادية وإنسانية بوجه عام.. فلا يمكن أن تكون حقوق متساوية في مجتمع منقسم الى مستغلين ومستقلين، فقد أدى النضال الثوري المعادي للاستعمار بشقيه الحديث والقديم والصهيونية الى قيام دول جديدة مستقلة على طول العالم وعرضه سواء أكان في أمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا.. وتُساهم النساء بصورة جماهيرية في حركات التحرر الوطني.

ونستطيع أن نقول بأنّ الشيء المُعلن حول قضايا المرأة على الصعيد العالمي هو مبدأ إلغاء التمييز على أساس الجنس في الشرائع الدستورية لجميع الدول تقريباً ومنصوص على ذلك في وثائق عالمية مثل ميثاق الأمم المتحدة والبيان العالمي لحقوق الإنسان وغيرها من المواثيق الدولية التي تقول “المساواة في الأجر مقابل العمل المتساوي.. ورعاية الأمومة.. وتحديد يوم العمل بساعاتٍ مُعيّنةٍ.. وحظر العمل الليلي على النساء”.

وفي هذا إذا ألقينا نظرة عابرة على المطبق من هذه المواثيق على الصعيد الواقعي بفعل التطور أو عن طريق الثورات التقدُّمية، نرى أن تحولاً كبيراً قد حدث في العالم أجمع من الصعب، بل من المستحيل تحوُّله الى غير صالح المرأة.

ويبقى السؤال المهم والذي أرى أن الإجابة عليه من صميم الواجبات المطروحة أمام نساء العالم الثالث في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.. وهو هل يكفي لتحرير المرأة وفعالية دورها إعلان الاشتراكية.. وإعلان الثورة الاقتصادية؟ أم هنالك عملٌ دؤوبٌ وشاقٌ على منظمات النساء في هذه البلدان القيام به على الوجه الأكمل؟

بالقطع هناك العمل والعمل، فيجب في البداية أن تتحوّل جميع الشعارات الى قوانين.. ومن خلال تطبيق القوانين تتغيّر المفاهيم ولو بعد حين.. وبخلاف تغيير المفاهيم تكون مساهمة النساء في المجال الاقتصادي على وجه الخصوص مبتورة.

من التراث

الطلاق أو الغناء

يُحدِّثنا كُتّاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني في سيرة ابن عينيه هذا الخبر.

“تزوج سعيد بن عباد بن حبيب بن المهلب بنت سفيان بن المهلب، وقد كان تزوّجها قبله رجلان من أهلها فدفنتهما.. فكتب اليه أبو عينيه يحثه على الطلاق منها ويحذره من مستقبله قائلاً:

رأيت أثاثها فرغبت فيه        ولم نصبت لغيرك بأثاث

الى دار المنون فجهزتهم       تحثهم بأربعة حثــــــاث

فصير  أمرها بيدي أبيها   وعيشك من حبالها بالثلاث

وإلا فالسلام عليك فهي     سايلا من غد لك بالمراثي

مقطع شعر:

قال أحمد عبد المعطي حجازي:

الحزن نظرة بلا أهداب

كسيرة جبانة يخنقها الضباب

ولحظة السرور حينما تمر

تزهر في عيني بنفسجية ندية

يهيج في عروقها الشباب

مربع شعر:

قال ود الفراش:

نارك يا أم رشوم في الجوف تكاوي

كان عقلي انسلب أباني غادي

بحلف باليمين ريقك بداوي

من أمثالنا:

الحسنة في الما سواها مغصة للسوّاها.

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى