قمة (الإيقاد) بكمبالا.. تبادل أدوار أم انتهازية؟ 

 

الخرطوم: مريم أبشر    17مارس2022م 

يتوجه رئيس المجلس السيادي الفريق عبد الفتاح البرهان صباح اليوم الى العاصمة اليوغندية  كمبالا مترئساً وفداً وزارياً رفيعاً، للمشاركة في اجتماعات منظمة الإيقاد التي دعا لها الرئيس اليوغندي يوري موسيفيني . ويتوقع ان تبحث قمة اجتماعات دول مجموعة الإيقاد المقرر لها يوما واحدا،  جملة من القضايا والمشكلات التي تواجه دول المنظمة التي في مقدمتها مشكلة دولة جنوب السودان ممثلة في النزاع القائم بين الرئيس سلفا كير مياريت ونائبه الدكتور رياك مشار. ويرجّح أن تتم مناقشة القضايا الأمنية في المجمل بدول المنظمة، خاصةً أنها يُواجه معظمها مشكلات امنية وتوترات داخلية من بينها السودان.

تشكيلة الوفد

حسب مراقبين، فإن تشكيلة الوفد المرافق للبرهان يضم قيادات عسكرية وأمنية خلاف وزير الخارجية، ويوضح ذلك ان الاجتماعات ذات طبيعة امنية في المقام الاول، بجانب البحث عن ملفات التعاون والتنسيق في المواقف الإقليمية والدولية. حيث يتوقع أن يرافق البرهان بجانب وزير الدفاع ومدير الاستخبارات، عدد من القيادات العسكرية.

اختطاف موقف

معلوم ان السودان يترأس حالياً منظمة الإيقاد، فقد آلت إليه الرئاسة إبان تولي  الحكومة التنفيذية برئاسة الدكتور عبد الله حمدوك لرئاسة وزراء حكومة الفترة الانتقالية ، كذلك معلومٌ بالضرورة ان السودان عاد لمحيطه الإقليمي والمحيط الدولي بعد انتهاء حقبة العزلة التي كان يقبع فيها خلال سنين حكم الإنقاذ. وسبق ان استضاف السودان قمة للإيقاد بالخرطوم، غير أن الاستضافة لم تشفع له بتولي رئاسة الإيقاد نظراً للعقوبات الدولية المفروضة عليه آنذاك من قبل المجتمع الدولي، بيد ان بعد عودة السودان للمحيطين الإقليمي والدولي محمولاً على أكتاف ثورة ديسمبر، استرد السودان مكانته الطبيعية, ونال حقه الإقليمي في تولي قيادة الدول الأفريقية، فكان أن آلت إليه رئاسة الإيقاد, وقد شهد العامان الماضيان قبيل إجراءات الخامس والعشرين من أكتوبر التي عاد السودان بسببها الى وضع أشبه بالعزلة الكاملة، شهدت تحرُّكات عديدة للسودان وسط دول المجموعة برئاسة الدكتور عبد الله حمدوك، حيث عقد قمة إسفيرية إبان الحصار المفروض بسبب جائحة كورونا وأخرى بأديس أبابا وغيرها من تحركات تأتي في صميم مسؤولية السودان خلال توليه الرئاسة, ولكن ما أن غادر الدكتور عبد الله حمدوك رئاسة مجلس الوزراء مستقيلاً من منصبه جراء الأحداث المتتالية التي فجّرتها قرارات الفريق البرهان، تجمدت رئاسة السودان للمنظمة وأصبح بالتالي دولة يوغندا عبر وزير خارجيتها والآن رئيسها يوري موسيفيني تقوم بالدور المُفترض كان حق للسودان بموجب رئاسته للمنظمة. واعتبر مراقبون تحركات يوغندا رغم انها يُرجّح أن تتولى الرئاسة القادمة للمنظمات هو اختطاف لحق ودور أصيل للسودان.

تقليص متعمد

مصادر دبلوماسية عزت تهميش دور السودان الخارجي لتناقص الدور الحقيقي لوزارة الخارجية وتوزيعه بين اطراف أخرى ليست ذات صلة.

ويرى السفير والخبير الدبلوماسي الطريفي كرمنو ان تقليص دور الخارجية بدأ منذ عهد النظام البائد، حيث كان تتوزع ملفات العمل الخارجي  بين اكثر من مسؤول ويقوم بدور الوزير من هم في الرئاسة من عينوا لتولي مهام هي من صميم العمل الدبلوماسي الخارجي للوزير والسفراء. وقال لـ(الصيحة) من هنا بدأ تناقص سيادة الخارجية، وأضاف حالياً يقوم بأعباء الخارجية عدد من أعضاء السيادة يتوزعون في زيارات خارجية هي في الأصل عمل دبلوماسي مسؤولة عنه وزارة الخارجية، لافتاً إلى أن البعض لا يكترث حتى  بالنصائح الدبلوماسية المتعلقة بأهمية الزيارة وتوقيتاتها. وقال الآن السودان هو الرئيس الحالي للإيقاد، غير أن عدم وجود رئيس وزراء حرم السودان هذا الحق، وبالتالي لن تنتظر دول الإيقاد الى ما لا نهاية لمآلات الوضع في السودان وحالة الارتباك الشديدة التي تواجه كل مفاصل الدولة، ومن هنا بدأت يوغندا في التحرك داخل دول المنظمة باعتبارها الرئيس القادم متخذة من سيولة الوضع في السودان مطيةً لنقل رئاسة المنظمة لها في تحرك أشبه ما يكون بالانتهازية.

تجميد عضوية

معلومٌ أيضاً ان عضوية السودان تجمّدت في الاتحاد الأفريقي عقب الإجراءات التي اتخذها البرهان، وبما أن دول الإيقاد أعضاء في الاتحاد الافريقي، فانه وفق مراقبين لا يتوقع ان تخرج الاجتماعات باي نتائج ايجابية للسودان، خَاصّةً وأن القضية الأساسية للاجتماع هي تطورات الأوضاع بدولة جنوب السودان، ورجّحوا أن تكون الزيارة بمثابة إخراج بشكل مقبول لنقل رئاسة الإيقاد من السودان ليوغندا، سيما وأن الأوضاع في السودان في شتى مناحيها سياسية، أمنية، اقتصادية وغيرها يكتنفها الغموض وانسداد الأفق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى