تهديدات (فولكر) بالقتل.. إلى من توجه أصابع الاتهام؟

هل تعيق العملية السياسية

تهديدات (فولكر) بالقتل.. إلى من توجه أصابع الاتهام؟

تقرير- صبري جبور

يبدو أن العملية السياسية الجارية في السودان، ستزداد تعقيداً خلال الفترة المقبلة، لاسيما في ظل عدم توافق وطني، لكن التهديدات التي تلقاها رئيس بعثة يونيتامس فولكر بيرتس،  بالقتل من قبل ما أسماهم بسودانيين متطرِّفين لايعجبهم مايقوم به ضمن الآلية الثلاثية لحل الأزمة السياسية. تلك التهديدات ستلقي بظلال سالبة على سير العملية السياسية الراهنة التي أفضت إلى اتفاق إطاري يمهِّد إلى مرحلة نهائية تقود إلى تكوين حكومة مدنية ومؤسسات الانتقال لإدارة الشأن  في غضون الفترة المقبلة لحين الوصول لانتخابات، يشارك فيها الجميع،  بجانب أن الوضع السياسي يشهد صراعات وخلافات بين أجسام المكوِّن المدني،  لاسيما الحرية والتغيير، خاصة عقب التوقيع على الإطاري، إذ تباينت وجهات النظر بين الجيش وأطراف مدنية حول تنفيذ الاتفاق الإطاري وشموليته.

بالعودة إلى تحديات الآلية الثلاثية ورئيس يونيتامس فولكر، خلال الفترة الماضية،  كانت التظاهرات التي تسيِّرها مجموعات لمقر البعثة، ردَّدوا خلالها شعارات معادية للأمم المتحدة وجهودها الرامية لنقل السلطة للمدنيين، فضلًا عن مطالبتها بمغادرة فولكر، لجهة أن تلك الجهات تتهمه بالانحياز الواضح إلى طرف واحد في المشهد، الأمر الذي يخالف مهمته ودوره في التوسط بين السودانيين.. فيما يرى محلِّلون سياسيون أن تهديدات فولكر مؤشر غير جيِّد في ظل الظروف الراهنة التي تتطلب الوصول إلى اتفاق وتوافق حول القضايا الوطنية والخروج بالبلاد إلى بر الأمان من خلال الجلوس بين المكوِّنات السودانية، مما يحتِّم بين المسهِّل الأممي فولكر، في وضع آمن، كما قلَّل آخرون من تلك التهديدات، باعتبار أن القصد منها التهديد فقط، من أجل إرسال رسائل في بريد فولكر..

نشير إلى رئيس البعثة الأممية تسلم مهامه في السودان في فبراير 2021.. وقبل تعيينه، شغل فولكر منصب الرئيس التنفيذي ومدير المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، وشغل قبلها منصب كبير مُستشاري المبعوث الخاص للأمين العام لسوريا.

تهديد بالقتل

(الاثنين).. كشف رئيس بعثة يونيتامس في السودان فولكر بيرتس، عن تعرُّضه للتهديد بالقتل من قبل سودانيين متطرِّفين لا يعجبهم ما يقوم به ضمن الآلية الثلاثية لحل الأزمة السياسية الناشبة منذ انقلاب 25 أكتوبر 2021.

وقال فولكر خلال حديثه لبرنامج (دارهم) الذي يقدِّمه الصحفي شوقي عبد العظيم، إنه مرتاح لوجوده في السودان، وأضاف (أنا بشكل عام مرتاح في هذا البلد برغم أن بعض الناس هدَّدوني بالقتل عن طريق الانترنت ربما لأن ما نقوم به لا يعجبهم وهناك من لا يعجبه تفويضي).

وأضاف فولكر في رده على سؤال عن أمانه الشخصي في السودان “من يهدِّدون بالقتل قليل من الناس المتطرِّفين، لكن أغلبية الناس يقدِّرون ما نقوم به، وأشعر بالارتياح وسط الناس عندما نذهب إلى السوق”، وأضاف ” الذين يهدِّدون بالقتل لا يعبِّرون عن الدين الإسلامي ولا عن ثقافة السودانيين”.

 رسالة حماية

يقول الباحث في الشأن السياسي الطيب عبد الرحمن الفاضل، إن تهديدات فولكر بالقتل لها مدلولات تخصه هو وبعثته يريد بها إرسال رسالة إلى حمايتها ورفع مستوى البعثة، وأضاف عبد الرحمن في إفادة لـ(الصيحة)  إن هذا التصريح الفطير  يريد  فولكر تعليق فشله في هذا الادعاء الباطل الفارغ الذي ليس له معنى، ومعروف أن السودانيين بعدم تطرفهم وهذا ثابت والدليل صولاته وجولاته شمالاً وشرقاً وغرباً، كما السفير الأمريكي وبقية البعثات التي تعيش في أمان، وتابع الطيب ” فولكر فشل ويعتقد أن السودان مثله ومثل العراق وسوريا ..  لكن الشعب السوداني فطن وأفشل كل محاولات التي كان يخطط لها ومعه”.

ترويج للتسوية

قلَّل عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، كمال كرار، من حديث رئيس البعثة الأممية فولكر بيرتس،  بشأن تلقيه تهديدات بالقتل، وأضاف “حديث فولكر ترويج للتسوية بين المكوِّن العسكري والمدنيين ” وتابع ” السودانيون مابهدِّدوا بالقتل، بل شعب مسالم لكن عنيد “.

وقطع كرار في إفادة لـ(الصيحة) إن التسوية السياسية تواجه برفض كبير من الشارع الذي يتمسَّك بشعار لا تفاوض لا مساومة، مشيراً إلى أن هناك عمل مضاد ضد المواكب بتكتيكات متعددة، وذلك من خلال العنف والقتل، بجانب بث الإشاعات والترويج للتسوية بأنها ستنتج حكومة مدنية، وجزم كرار إن فولكر هو عرَّاب التسوية، بين العسكر والقوى السياسية  من أجل إعادة الشراكة وتقنين الوضع الحالي، مشيراً إلى أن بيرتس خالف تفويضه بتعزيز الانتقال الديموقراطي،  وقال: “لكن الشعب ماشغال بما يدور الآن.. المواكب والإضرابات ستستمر لحصار السلطة الانقلابية “.

من المتهم؟

يؤكِّد المحلِّل السياسي الفاتح محجوب، تحدث فولكر رئيس البعثة الأممية في السودان عن تلقيه تهديدات بالقتل وهو أمر لم يوضح تفاصيله أو طبيعته وهل هو تهديد محلي أم من جهة خارجية، وقال محجوب في إفادة لـ(الصيحة): لكن بشكل عام كل القوى السياسية السودانية تعرف جيداً إن دور  فولكر في العملية السياسية الجارية -الآن- قاصر فقط على الوساطة ولا يمتلك القدرة على فرض أي شكل من أشكال التسوية السياسية على القوى السياسية السودانية،  بالرغم من أنه لا يخفي تأييده لقوى الحرية والتغيير “المجلس المركزي”، وأشار إلى أن فولكر يرى قوى التغيير بأنها المعبِّر عن الثورة السودانية بالرغم من فقدانها لتأييد غالب لجان المقاومة وتجمُّع أسر الشهداء،ويؤكد الفاتح خلال إفادته للصحيفة ” إذا حديث فولكر طالما أنه غير مسنود بتفاصيل تؤكده قد يكون مجرَّد تهديدات لا معنى لها عبر الوسائط الرقمية، وقال: “لكن العرف السياسي في السودان هو التوجه السلمي والابتعاد عن العنف واحترام الأجانب ..ولهذا لن يكون لهكذا تهديدات أي تأثير على العملية السياسية الجارية الآن”.

رفض التدخل

في فترة سابقة، طالبت مسيرة نفذتها مبادرة نداء أهل السودان للوفاق الوطني، أمام مقر “يونيتامس”، مطالبين بطرد البعثة،بعدم التدخل الخارجي في الشأن السياسي السوداني، وعدم فرض ما اعتبرته “رؤية أجنبية” على الشعب السوداني، وذلك بتبني دستور اللجنة التسييرية لنقابة المحامين أساسًا للحل السياسي..وهتف المشاركون في المسيرة بطرد فولكر ورفعوا شعارات وردَّدوا : “السودان دولة حرة وفولكر يطلع بره”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى