الغالي شقيفات يكتب: ترس الشمال

أقام بعض مواطني الولاية الشمالية، حواجز ومتاريس في الطريق القاري الرابط بين مصر والسودان، وتوقّفت حركة نقل البضائع بين البلدين، وانعكس ذلك في أسعار السلع بين البلدين، حيث انخفضت أسعار اللحوم في الخرطوم وارتفعت في القاهرة.. وتصدر الخرطوم سلعاً مهمة واستراتيجية لمصر، منها على سبيل المثال الثروة الحيوانية والسمسم والصمغ العربي وحَب البطيخ، ونستورد من القاهرة بعض الكماليات كالفرشات البلاستيكية والعفش المطبخي والأواني البلاستيكية، ومصر تستورد حتى الكركدى والسنمكة من السودان، وتستفيد المراكز الطبية والمستشفيات من المواطن السوداني الذي يسافر الى مصر للعلاج ويستأجرون عشرات الآلاف من الشقق المفروشة، يعني بصورة كبيرة السودان مُساهمٌ في الاقتصاد المصري.

ولتروس الشمال أجندات وأهداف مختلفة، فمنهم من كان ضد الوالي آمنة المكي في ولاية نهر النيل وهم مُعظمهم من الفلول وقد تم فضحهم وكشف مخططهم، لأن المواطن يفهمهم من لحن القول من يوم خرجوا إليه بأردية الدين المزيفة، وآخرون لهم مشكلة مع السدود في نواحي أبو حمد ومناطق المناصير، ومجموعة أخرى بمسميات جهوية كانت تتحرك قبل وصول برطم للسيادي واليوم لا يسمع لها صوتٌ، والحراك الأخير كان هنالك تخوفٌ من ان يصبح صوت  جهوي ومناطقي فقط، ولكن بالنضوج السياسي وتحوله من اعتصام وتتريس مناطقي  إلى حديث عن الاقتصاد السوداني وحمايته وكشف المتلاعبين به، وجد الترس تعاطفاً واهتماماً ومتابعة من بقية أهل السودان، ومن القوى السياسية في الداخل والخارج، وكشف الترس حجم التبادل التجاري بين مصر والسودان، ولفت انتباه الحكومة وعلم المواطن    المصري أهمية البضائع السودانية بالنسبة لدولته.

وهذ العملية تجعل وزارة المالية والجمارك تفكران ألف مرة في كيفية الاستفادة من هذه السلع وفرض رسوم بالدولار، وإجبار المصريين للشراء بالدولار، خاصةً وأنه أصبح يتردّد بصورة كبيرة بان هنالك عملات مزيفة تم ضبطها ولا ندري مدى صحة ذلك.!

عموماً ترس الشمال هذا سوف يكون نقطة فاصلة ومهمة في التعامل التجاري بين الخرطوم والقاهرة، وان السلطات سوف تستجيب لمطالبهم كما استجاب جبريل واعتذر.

والولاية الشمالية تنموياً اعتقد أنها مُهمّشة مثلها مثل باقي الولايات، وإن أسطورة التهميش قد انتهت وكل المناطق مُهمّشة، ودونكم الخرطوم.. لم أزر الشمالية قط في حياتي، ولكن لا أرى شيئاً يميزها عن غيرها، فالسودان كله مُتساوٍ في التخلف التنموي والخدمي طالما الخرطوم بهذا الشكل.!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى