دقلو في مُقابلة مع “بوليتيكو”: السودان قد يكون مصدراً لموجات مُهاجرين إلى الغرب

 

ليس أمام أوروبا والأمريكيين غير دعم السودان

لو لا التزامنا نحو المجتمع الدولي.. ستكون هناك مُشكلة على مُستوى العالم

رسالتا لأوروبا والولايات المتحدة التخلي عن شُكوكها والتعامل معنا كمصدر للاستقرار

البلد بحاجة لرئيس مُنتخب وتحرك الجيش الأخير “واجب” لمنع “انهيار” السودان.

 

أعدّه للنشر: فرح أمبدة        4ديسمبر2021م 

نشر موقع “بوليتيكو” قبل يومين، مقابلة مع نائب رئيس مجلس السيادة، قائد أول قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو، أثار اهتماماً كبيراً وسط وسائل الإعلام الغربية، ونقلت مختطفات منها وسائل إعلام عربية، وقد شرح “حميدتي” وجهة نظره تجاه تدفق المهاجرين من أفريقيا إلى الدول الغربية، خاصة عبر الأراضي السودانية، ومعلوم أن قوات الدعم السريع أوكل إليها منذ سنوات، مهمة مكافحة الإتجار بالبشر ومحاربة الجريمة العابرة، خاصة في الصحراء الشاسعة التي تفصل بين السودان وليبيا ومصر.

وقال “بوليتيكو” وهو موقع شهير في أوروبا وأمريكا، في صدر المقابلة التي عنونها بـ”جنرال سوداني يحذر من أن بلاده قد تكون مصدراً لتدفق اللاجئين إلى أوروبا” إن “حميدتي” طرح ورقة المهاجرين في مساومة الغرب قائلاً “ليس أمام أوروبا والولايات المتحدة خيارُ غير دعم الحكومة الجديدة في السودان حتى تمنع تدفق المزيد من اللاجئين”.

وخلال المقابلة التي تمت عبر الفيديو من الخرطوم, قال “حميدتي”: “نظراً لالتزامنا نحو المجتمع الدولي والقانون, فإننا نحد من هؤلاء الناس, لكن ولو فتح السودان الحدود، فستكون هناك مشكلة على مستوى العالم”.

ولأن المقابلة كانت قد أثارت جدلاً وتخوفاً وسط الأوروبيين والأمريكيين، وعلق عليها عدد كبير من السياسيين والخبراء الغربيين، رأت “الصيحة” أن تقوم بترجمتها وإعادة نشرها تعميماً للفائدة.

وكان نائب رئيس مجس السيادة السوداني قد صرح بأنّ بلاده قد “تكون مصدراً لموجات مهاجرين إلى أوروبا”، مؤكداً أن الحكومة السودانية ستسيطر على اللاجئين من السودان في الوقت الحالي, وأن أوروبا والولايات المتحدة لا خيار أمامهما إلا دعم الحكومة الجديدة لمنع وقوع أزمة لاجئين، وأشار إلى أن الحدود السودانية تسيطر عليها وتحرسها القوات المسلحة السودانية.

وتابع “حميدتي”: “نظراً لالتزامنا نحو المجتمع الدولي والقانون, فإننا نحد من هؤلاء الناس, ولو فتح السودان الحدود، فستكون هناك مشكلة على مستوى العالم”.

وتالياً ما جاء على لسانه في الموقع:

صرح الجنرال الكبير محمد حمدان دقلو لصحيفة “بوليتيكو” أن أوروبا والولايات المتحدة سيواجهان تدفقاً للاجئين من السودان إن لم يدعما الحكومة الجديدة تحت قيادة الجيش، وإنهما ليس لديهما خيار سوى دعم الحكومة الأخيرة لتجنب أزمة اللاجئين, مشيراً إلى أن حدود السودان تُخضع لمراقبة الجيش الذي يتعرّض لانتقادات من الغرب.

وفي مقابلة عبر الفيديو من الخرطوم قال “حميدتي”: “نظراً لالتزامنا نحو المجتمع الدولي والقانون, فإننا نحد من هؤلاء الناس, ولو فتح السودان الحدود، فستكون هناك مُشكلة على مستوى العالم”.

وحسب الموقع، تلعب تعليقات الجنرال السوداني على مخاوف وقلق المجتمع الدولي من اللاجئين. فهناك حالة من السخط لدى الدول الأوروبية من تدفق اللاجئين وتحاول تخفيض عدد القادمين إليها. وقلّلت الولايات المتحدة حصتها من اللاجئين في ظل إدارة دونالد ترمب، قبل أن تزيد من النسبة بداية العام الحالي.

وفي رده على سؤال، قال “حميدتي” إن رسالته إلى أوروبا والولايات المتحدة هي التخلي عن شكوكها والتعامل معه والفريق أول عبد الفتاح البرهان كمصدر للاستقرار.

وتشير وكالة دولية إلى أن حوالي 7 ملايين سوداني ومن جنوب السودان نزحوا بالقوة ويعيشون داخل الدولتين أو في الدول المُحيطة بهما. وعلق موقع “بوليتيكو” قائلاً إن “حميدتي” الذي يشغل منصب نائب البرهان، لا يُحظى بثقة من الدوائر الدولية..

ونفى “حميدتي” أثناء اللقاء كل المزاعم التي تقول بأن له علاقة بجرائم حرب وانتهاكات، وقعت في السودان خاصة في دارفور، واعتبرها حملات “أخبار مزيفة”.

وأكد “حميدتي” في المقابلة، أن الجيش سيسمح بانتخابات حرة في يوليو 2023, واصفاً الإجراءات الأخيره بأنها “حركة تصحيحية” للعملية الانتقالية. وقال: “نُريد انتخابات والبلد بحاجة لرئيس منتخب”, مبرراً تحرك الجيش الأخير بأنه “واجب” قام به لمنع “انهيار” السودان.

وحسب قوله في المقابلة, فإن السودان يمكنه المساعدة في حل النزاعات التي تعيشها دول الجوار في ليبيا وإثيوبيا وجنوب السودان وإريتريا، وإن البلاد وجيشها يجب أن يكون جزءاً من النقاشات الدولية حول مستقبل المنطقة. وقال: “هؤلاء هم جيراننا ونفهم بعضنا البعض ونستطيع المُساهمة في الحل، ويمكن أن نلعب دوراً كبيراً في حل النزاع حول السودان لأنه مركز المنطقة”. وأضاف: “للأسف لم يعط المجتمع الدولي السودان الاهتمام الذي يستحقه في هذه القضايا الكبيرة. جهودهم مقدرة, لكنني لا أعتقد أنها ستحل المشكلة”.

وقال الموقع إن جيش السودان، تعرض لامتحان في الأسابيع الماضية وسط تقارير عدة بشأن استخدام العنف ضد المتظاهرين الداعين للديمقراطية، لكن “حميدتي” وعد بإجراء “تحقيق حقيقي” في الموضوع, ونفى أي علاقة للجيش بالعنف، واتّهم عوضاً عن ذلك “جهة ثالثة”، مؤكداً أن الجيش لن يكسب أي شيء من هذا التصرف, وقال: “في 2019 عندما وقفنا مع الشعب, فإننا وفّرنا الحماية للمتظاهرين السلميين وإلا لسقط ملايين الأشخاص”، لكن الموقع نقل عن لاتيتيا بادر، مديرة برنامج القرن الأفريقي في منظمة هيومان رايتس ووتش: “على مدى العامين الماضيين لم تتم مُحاكمة سوى مسؤولين من الصف الثاني في حالات قليلة بمقتل محتجين”.

وقال الموقع إن “حميدتي” يقوم ما أسماه “تحركات لتخفيف مظاهر القلق الدولي”, فقد تعهد قبل فترة بتسليم عمر البشير إلى المحكمة الجنائية الدولية، واصفاً استيلاء الجيش الأخير على السلطة بأنه “حركة تصحيحية” للعملية الانتقالية. وقال: “نريد انتخابات والبلد بحاجة لرئيس مُنتخب”, مبرراً تحرك الجيش الأخير بأنه “واجب” قام به لمنع “انهيار” السودان.

وأضاف: “للأسف لم يُعط المُجتمع الدولي السودان الاهتمام الذي يستحقه في هذه القضايا الكبيرة وجهودهم مقدرة, لكنني لا أعتقد انها ستحل المشكلة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى