محيي الدين شجر يكتب : الحكاية (جاطت)!!

بعد أن كان لتنسيقيات كيانات الشمال بولايتي الشمالية ونهر النيل رأي في أبو القاسم برطم وقدّموا قائمة بتوقيعات للمكون العسكري لإبعاده عن السيادي, ارتضوا مؤخراً باختياره كممثلهم في المجلس, بل وتقدم تحالف أبناء الشمال بقيادة الفاتح صالح إدريس بمبادرة للم الشمل وتوحيد الصفوف لدعم برطم في المجلس السيادي لأجل مصلحة مواطني الشمال الذين يُعانون من التهميش مثلهم ومثل مواطني دارفور ومواطني شرق السودان.

الزائر لمناطق الشمال, يرى التهميش ظاهراً للغاية في كل قراه وبقاعه, لأن قيادات الشمال وعلى مر التاريخ لم تقدم شيئاً للشمال, وكان الخلاف ديدنهم والتشاكس هو طريقهم, انشغلوا بالمكاسب الشخصية وتركوا قضايا الشمال على قارعة الطريق ولم يلتفت إليها أحدٌ.

والشمال الذي اعتبر كثير من أبنائه أنه خرج بالفتات من اتفاق سلام جوبا, يشبه في مطالبه تلك التي يصر عليها أبناء شرق السودان, الذين اعتبروا كذلك أن ما تحقّق لهم في اتفاق مسار الشرق لا يتناسب مع الإقليم ولا يُلبي طُموحاتهم.

وبعد قرارات البرهان الأخيرة وابتداءً من الخامس والعشرين من أكتوبر, أصبح هنالك وضعٌ جديدٌ في السودان وحاضنة جديدة لا أحدٌ يعرف ما هي, ولا أحدٌ يعرف كيف سيختار رئيس الوزراء الذي سيقبل التّكليف وزراء حكومته عبرها وهي غير المعروفة أم سيختار على هواه وبتوصيات تحت الطربيزة؟

أسئلة كثيرة تدور في أذهان السودانيين هذه الأيام وأبرزها على الإطلاق كيف سيختار رئيس الوزراء حكومته هل عبر تنسيقيات الأقاليم وكياناته التي تكوّنت بعدد الحصى والرمل أم عبر الحرية والتغيير “ب”؟

وإذا كان كذلك, فما مصير مسارات الوسط والشمال والشرق وهل سيتم إلغاؤها.

إذا استمر الفريق البرهان في استبعاد الحاضنة القديمة الحرية والتغيير تماماً عن المشهد, فما هي الحاضنة الجديدة وهل يستطيع أن يقف في وجه التظاهرات التي من المتوقع أن تستمر؟

في تقديري الخاص, إن استمر البرهان في خُطته باستبعاد الحاضنة القديمة, فإنه سيصطدم بعوائق كثيرة, لأن الحواضن الجديدة كالحرية والتغيير “ب” وقّعوا على مسار الشمال الذي يمثله الجاكومي, ومسار الوسط الذي يمثله التوم هجو, وهنالك مسار الشرق الذي يقوده أسامة سعيد والأمين داؤود وآخرون, علماً بأن برطم ومبارك عباس وهم من أبناء الشمال يُعارضون مسار الشمال, والناظر تِرِك ومن معه يُعارضون مسار الشرق, فكيف إذن في ظل كل هذه التعقيدات أن يتم اختيار الحكومة الجديدة؟

وإذا تم إلغاء مسار الشرق هل سيرضى المُوقِّعون عليه الإلغاء وهي قبائل كثيرة من شرق السودان أيضاً؟

وإذا تم إلغاء مسار الشمال فما موقف المُوقِّعين عليه.. وهل سيرضون بالإلغاء, وكذلك مسار الوسط الذي يقوده التوم هجو؟ الحكاية (جاطت)!!

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى