محمداني عبد الحميد رابح يكتب: زلزال

محمداني عبد الحميد رابح يكتب: زلزال

جاءني صديقي مسرعاً تكاد أن تتفطر قدماه، يحمل وردة حمراء فاقع لونها، اقترب مني وعلى عينيه تبدو ملامح الحزن قال لي: بمَ تذّكرك هذه الوردة؟

قُلت له وأنا غير مكترث بالمرة: لا أتذّكر أحداً وأني لا أحب الورود إطلاقًا!

نظر إلىّ نظرة المَغْشِيّ عليه من الموت وهو يتمتم بعبارات لم أفهمها… ما إن أخذ نفساً عميقاً ثم قال لي: خطيبتي التي أهدتني هذه الوردة ولأنك صديقي الوحيد قامت بإهدائها لي أمامك، هل نسيتها؟ قلتُ له: يا..؛

قاطعني هذه المرة قبل أن أكمل الجُملة!

قال لي وهو مرتبك من هول تلك الصدمة: نعم، هي عُثرَ عليها بالأمس من تحت الأنقاض بسبب الزلزال الذي ضرب تركيا، قلتُ له: قدر الله وما شاء فعل!.

قال لي: أنت تعلم أنها ذهبت إلى الدراسة الجامعية هناك وهي الآن في السنة الرابعة، في آخر مكالمة معها قالت لي بعد أسبوعيين سوف تُعقد جلسة لمناقشة التخرج والشهر القادم سوف نعود إلى السودان لنبدأ مراسم الزواج، أريدك أن تكون بجانبي، هذه آخر مرة أسمع فيها صوتها وبعدها لم أسمع لها حِساً إلى هذه اللحظة، فقط رأيت فِرق الإنقاذ تحمل جثث الموتى وقالوا إنها من ضمنهم، ثم فجأة فإذا بهاتف صديقي يرن، مكالمة واردة من رقم خطيبته المفقودة حتى هذه اللحظة، نظر إلى هاتفه لبرهةٍ من الوقت وهو في حالة ذهول، قبل أن يرد عليها وشفتاه ترتجفان من هول تلك الصدمة الوو.. آآنتٍ حقًا المتصلة

قالت له: نعم، أنا حقًا يا حبيبي، لقد تناقلت الأسافير خبر موتي ولكن أطمئنك أنا بخير وصحة جيدة، ثم بعدها رأيتُ في عيني صديقي ما لم أره من قبل، مزيج من الفرح مخلوط بالدهشة في آنٍ واحد، ثم ابتسم ابتسامة عريضة وبعدها اختفى من المكان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى