عبد الله مسار يكتب.. تأجيل المدارس في ولاية الخرطوم

ولاية الخرطوم هي فيها عاصمة السودان، الخرطوم وهي من أكبر ولايات السودان، زاد عدد سكانها في الآونة الأخيرة زيادات كبيرة، وذلك بسبب نقص الخدمات في أمصار السودان الأخرى وخاصة ولايات دارفور وكردفان وولايات الوسط عدا الجزيرة وولايات الشرق، وكذلك بسبب الحروب المُنتشرة في معظم ولايات السودان، وفِي وقت من الأوقات بسبب الجفاف  الذي ضرب بعض مناطق السودان كشمال كردفان.

وكثرة السكان هذه جعلت الخرطوم تكون في ضغطٍ شديدٍ في مجال خدمات الصحة والتعليم، بل تضاعف عدد المدارس في الخرطوم أضعافاً مضاعفة ونتجت عن ذلك زيادة كبيرة في عدد التلاميذ في سن الدراسة، وأيضاً ظهر النقص في المعلم المُدرِّب والمُؤهِّل،  وكذلك نقص في الكتاب وتدهور في بيئة المدرسة،  وبعد كل هذه العقبات ظلت الأعوام حتى عام 2018م مستقرة، والعمل في التعليم يسير بانتظام في كل المدارس “حكومية وأهلية وخاصة”، بل ظلت الدراسة في مواعيدها ووفق الجداول المعمول بها في موسم الدراسة، وظل الطلاب ومعلموهم في نشاط دائم وعمل مستمر لن تقف ولا تتقطع الدراسة، بل ظلت حتى الامتحانات ونتائجها منتظمة، ولكن بعد قيام الثورة واستلام القحاتة الحكم تدهور التعليم “أساس وثانوي خاص وعام”، بل انعدم الكتاب وسرح وشرد المعلم،   وتم فصل عدد مهوول منهم للصالح العام على نظرية أنهم كيزان وحتى الكتاب المدرسي صار تأليفه وطباعته أزمة!

وصار العام الدراسي نتيجة للمنهج السياسي المتبع في إدارة التعليم والمدارس مُتعطِّلاً باستمرار وبسبب كورونا وبأسباب أخرى، منها سياسية ومنها أسباب مالية ومنها تغيير المنهج وعدم القدرة على طبع الكتاب،  بل ظلّت في الآونة حتى وزارة التعليم العام بدون وزير  لفترة ومازالت، وهكذا تدهور التعليم في كل شيء، وظلت المدارس بين الفتح والقفل، وظل العام الدراسي مُعطّلًا لفترات طويلة، وتداخلت المراحل والصفوف، وصارت هنالك أكثر من دفعة في الجامعات، بل تأخرت حتى الجامعات لأكثر من عام دراسي وبعضها ظل في العام الواحد سنتين، وهنا تأثر كل التعليم في السودان من الأساس والثانوي وحتى الجامعة، ومن كثرة تعطيل الجامعات، أخذ المقتدرون أبناءهم إلى جامعات العالم وصار الموجود في الجامعة في داخل السودان هو ابن الفقير الذي لا حيلة له، وهذا الوضع اثر سلباً على الأبناء والآباء والأسر، بعضهم ينتظر تخرُّج ابنه او ابنته بفارغ الصبر حتى يساعدهم في الحياة، بل صار الابن والابنة عالة على الأسرة لا تعليم ولا عمل، واختلط الحابل بالنابل وصار التعليم أُس المشاكل في السودان للدولة والأسرة والتلميذ، وبل للمجتمع!

الآن التعليم في أزمة كبيرة وتُضاف إليه أزمات أخرى،  أزمة الكهرباء وأزمة المعاش وأزمة الخدمات الصحية وأزمة الدواء وأزمة المياة. والوساخة في الخرطوم ومحنة كورونا وأزمة الفساد وأزمة الاستبداد وأزمة التدخلات الخارجية في الشأن الوطني، عليه صار السودان مكب كل الأزمات.

إن أزمة التعليم مُركّبة، وقفل وفتح المدارس صار كالغول والعنقاء، وصار العام الدراسي خبط عشواء، قفل ففتح وفتح فقفل، وصارت الأزمة المهنية مُضاعفة بالأزمة السياسية وتحسّر الكل حتى قال الجميع رجِّعونا محل ما لقيتونا!

أيها السادة.. معقول المواطن السوداني صاحب العُمر المحدود كُتب عليه الشقاء طول عمره..؟ إنها مأساة!

أيتها الحكومة، فشلتم في كل شيء، اذهبوا بنا إلى صناديق الاقتراع والى الانتخابات.

اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى