الشيخ الله جابو سرور يكتب : العلاقات السودانية ــ الأماراتية

تقع دولة الأمارات العربية المتحدة في شرق شبه الجزيرة العربية جنوب غرب آسيا، وتطل على الشاطئ الجنوبي للخليج العربي ولها حدود مشتركة مع بعض الدول العربية من الشمال الغربي دولة قطر ومن الغرب حدود بحرية وبرية مع المملكة العربية السعودية.

نالت دولة الإمارات العربية المتحدة الاستقلال من قبضة المستعمر البريطاني في ديسمبر من عام 1971م على يد مؤسس الدولة الراحل المقيم الشيخ  زايد بن سلطان آل نهيان عليه رحمة الله، وتتكون دولة الأمارات العربية المتحدة من سبع أمارات متحدة هي أبو ظبي ودبي والشارقة ورأس الخيمة وعجمان و القوين والفجيرة وترجع تسميتها لاتحادها فيما بينها الذي أفضى أخيرًا لتكوين دولة الأمارات العربية المتحدة.

نظام الحكم في دولة الأمارات شبه ملكي، حيث ينتخب رئيس الدولة ونائبه من حكام الأمارات السبع الأعضاء في المجلس الأعلى الاتحادي ويخضع النظام الحاكم لأحكام الدستور الأماراتي الذي يستعرض القواعد الأساسية للدولة.

الديانة الإسلامية هي الغاية والمرجعية واللغة العربية هي المتعامل بها في تسيير دولاب العمل الميداني في البلاد وإنها اللغة الرسمية المعتمدة فيها أما فيما يتعلق بالعلاقات السودانية الأماراتية فإنها قوية ومتينة ومبنية على الثقة المفرطة والاحترام المتبادل وعلى الرحب السعة وتوجت تلك العلاقات بتبادل الزيارات الميدانية من رؤساء الدولتين الأماراتية والسودانية من قبل نصف قرن ونيف من الزمان إذ زار سمو الشيخ زايد بن سلطان جمهورية السودان في 29 فبراير من عام 1972م متفقداً جميع المديريات السودانية واستقبل بحفاوة وتقدير فائق وبادله الرئيس الراحل جعفر محمد نميري رحمة الله عليه ورضوانه بنفس الشعور والإحساس وزار دولة الأمارات العربية المتحدة واستقبل استقبالا رسميًا وشعبياً كاستقبال الفاتحين ينم عن العلاقات المتجذرة بين الشعبين الشقيقين.

وبعد وفاة الشيخ زايد تغمده الله بواسع رحمته عام 2004م تولى ابنه الأكبر الشيخ خليفة بن زايد فكان بالنسبة للسودانيين من شتى دروب الحياة الاجتماعية الاقتصادية منها والثقافية بمثابة خير خلف لخير سلف (واقف قنا) على جانب السودان في جميع المحافل الدولية خاصة من ناحية العقوبات الاقتصادية التي فرضها النظام العالمي ضد السودان إبان حكم الرئيس المخلوع عمر حسن أحمد البشير، فكان لدولة الامارات نصيب الأسد في دعم الاقتصاد السوداني بالسر والعلانية ويرجع لها الفضل الكبير في تقديم المساعدات العينية والمادية لدرء الأوبئة والكوارث الطبيعية والفيضانات والسيول والأمطار، فلما أفل نجم النظام البائد بفضل ثورة الشعب المجيدة ظلت دولة الأمارات بنفس القدر بل زادت عليه بالعمل المثمر والدؤوب لم تكل أو تمل ويدها ممدودة بالدعم المالي والمعنوي وأصبحت العلاقات أقوى وأمتن مما مضى ويرجع الفضل للسفير الأماراتي المقيم حالياً في الخرطوم / سعادة السفير / أحمد محمد حميد الجنيبي فليحفظه الرب ويسدد خطاه لما بذله من سعي حميد في نقل العلاقات السودانية الاماراتية نقلة نوعية مميزة خاصة في عهد تلك الثورة لأنه عمل جاهدا للارتقاء بها إلى مرافئ الرفعة والتقدم والازدهار لينعم الشعبان بالهناء والرفاهية.

كاتب متطوع لنشر مفهوم ثقافة السلام ورتق النسيج الاجتماعي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى