مطاردة الإسلاميين.. استئصال وتضييق

تقرير- نجدة بشارة

أثارت الأحداث التي وقعت أمس الاول في (ساحة الحرية) وأدت الى فض إفطار أقامته مجموعة من الإسلاميين تحت عنوان الاحتفال بذكرى(غزوة بدر الكبري)، وما ترتب على التجمع من استخدام الغاز المسيل للدموع وتفريق للمصلين وأسرهم، أثار ردود فعل كبيرة واستنكاراً وجدلًا  وسط قطاعات واسعة من المتابعين، بسبب  مطاردتهم من قبل لجنة إزالة التمكين، واعتبروا أن ما حدث يشير إلى تراجع في شعارات الثورة التي ظلت تنادي بالحريات كما أنه يتنافى مع مبادئ الحكم الديمقراطي الرشيد.

ولعل الاستنكار لم يأت من رفض خطوة  لجنة  إزالة التمكين بمنع  حزب محلول أسقطه الشعب السوداني من اجتماع في مكان عام  شعائره الدينية، ولكن يرجع  الاستنكار الى الأسلوب الذي انتهجته اللجنة  باستخدامها واستغلالها لأجهزة الدولة  في كبت الحريات وإن كان لمجموعة محددة لم يبتدر منها فعل واضح يهدد أمن الدولة أو مواطنيها.

غير أن السؤال الذي يطرح نفسه إلى أي مدى سيقود ذلك التضييق والإقصاء على الإسلاميين من النزول لتحت الأرض كما صرح بعض الإسلاميين.. وهل نهج وأسلوب إزالة التمكين في فض إفطار الإسلاميين سيلفت الانتباه لهم ككيان سياسي مؤثر ويعيده إلى  الأضواء بعد أن خبا بريقه  منذ ثورة ديسمبر؟

تراجع شعارات الثورة

وانتقد حزب الأمة القومي  في بيان له  ما حدث في ساحة الحرية وأكد أن ما حدث  يعتبر  تراجعاً كبيراً عن شعارات الثورة المجيده وركائزها ومنافياً لسلوكنا السياسي، وأشار البيان إلى أن رفض الثورة لحكم الإسلاميين وإسقاطه،  لا يعني استئصال وجودهم السياسي والديني.

وأعرب الحزب  عن أسفه  للتضييق على الحريات الدينية لأي مكون في بلد ظل مثالًا للتسامح وقبول الاختلاف وظل يحمي الحق الديمقراطي وظل لسان حاله الحرية لنا ولسوانا، داعياً  في ذات الوقت لضبط النفس ونبذ الخلاف وإعلاء الروح الوطنية وتحقيق مصالحة وطنية نابعة منا تؤسس لوطن يستوعب كل الطاقات ويفوت الفرصة على كل متربص.

توقيف وتجريم

 

وكانت الشرطة قد فرقت  عناصر الإسلاميين باستخدام عبوات الغاز المسيل للدموع،  وجرى توقيف 12 من المشاركين في الإفطار وتدوين بلاغات ضدهم.

وقال شهود عيان، وفقا لـ “سودان تربيون”،  إن قوات الشرطة فضت إفطاراً رمضانيًا لمجموعة كبيرة من أنصار النظام السابق بإطلاق الغاز المسيل للدموع.

وأطلقت عبوات الغاز أثناء أداء المجموعة صلاة المغرب، وهو ما أثار موجة غضب عارمة وسط الإسلاميين ومؤيديهم كما انتقد الخطوة عدد من المدونين على منصات التواصل الاجتماعي.

وقالت لجنة إزالة التمكين في بيان إن الشرطة ألقت القبض على 12 من عناصر المؤتمر الوطني المحلول عقب إقامتهم تجمع (إفطار) بغرض سياسي بحدائق المطار غرب منتزه الرياض.

وكشفت أن الخطوة تمت بشعارات سياسية وبتنسيق كامل مع هيئة العمليات “جهاز الأمن والمخابرات الوطني سابقاً”.

وبحسب البيان فإن الشرطة دونت بلاغات في مواجهة المتهمين بموجب قانون تفكيك نظام الثلاثين من يونيو واسترداد الأموال العامة وقانون الإجراءات الجنائية لممارستهم نشاطاً سياسياً تحت مظلة الحزب المحلول.

وقالت إنه جرى الترويج للإفطار من قيادات معروفة كما تمت مخاطبات موثقة لهذه القيادات في إفطارات سابقة تدعو للكراهية والعنف في تحدٍّ لقيم الثورة التي قضت بتجميد نشاط المؤتمر الوطني.

تضييع وقت

في المقابل رأى محللون أن  إزالة التمكين بهذه الخطوات كمن تضيع  وقتاً ثميناً ولم تستفيد بالشكل المطلوب من قوة الاندفاع  الثورى في تنفيذ خطة واضحة لتفكيك دولة النظام البائد بدلاً من تبديد الوقت في مطاردة إفطارات  رمضانية.  ويقول نائب رئيس الحركة الشعبية ياسر عرمان علينا إعادة ترتيب الأولويات وبناء كتلة انتقالية من قوى الثورة والتغيير وان  تتجه قوى تفكيك نظام الإنقاذ لى  بناء النظام الجديد القائم على الحرية والسلام والعدالة ودولة القانون التي يعيش تحت ظلها الجميع بما في ذلك من أقاموا الإفطار .

في الأثناء أدان حزب الأمة قيادة مبارك الفاضل التعدي على حرية التجمعات السلمية معتبرًا ما تعرض له الإسلاميون في إفطارهم في ساحة الحرية تراجعاً كبيراً عن شعارات الثورة وفيه تعدٍّ على الأعراف والتقاليد السودانية مؤكداً رفض الحزب إقصاء الإسلاميين من الحياة الاجتماعية والعامة وهو أمر مستحيل ويتنافى مع مبادئ الحكم الديمقراطي والحقوق والحريات الأساسية محذراً من تصرفات لجنة إزالة التمكين واستخدامها لأجهزة الدولة الذي سوف يقود البلاد إلى الشمولية والفوضى ويتحمل مسئوليته كاملة مجلس السيادة ومجلس الوزراء وحكومة الفترة الانتقالية.

ماذا حدث بالساحة؟

وكانت  تيارات إسلامية تكونت  من شباب الإسلاميين قد أطلقوا مبادرة لتوحيد الصف الإسلامي في كيان جامع يضم كل الكيانات الإسلامية أطلقوا عليه تحالف الإسلاميين الموحد ودعا التحالف الجديد كافة الكيانات الإسلامية للالتفاف حول التيار الموحد وأن يتركوا  الخلافات وراءهم  لمواجهة  كل من أراد النيل من الإسلام حسب البيان وعقب الأحداث أصدر التيار الإسلامي بياناً وضح فيه ما حدث وذكروا: تجمع أبناء وبنات التيار الإسلامي في التجمع شرق مطار الخرطوم كمكان بديل للإفطار بسبب إغلاق الساحة الخضراء وإغراقها بالمياه بواسطة كوادر الحرية والتغيير  .

وأثناء الإفطار حسب البيان قامت قوات من الشرطة بتطويق مكان الإفطار  قبيل الأذان  بعشرين دقيقة تقريباً بدأت بإطلاق البمبان بكثافة على الشباب والنساء والأطفال وكبار السن الذين كانوا في الموقع .

وأوضح البيان  استمر إطلاق البمبان قبل وأثناء وبعد الإفطار وأثناء أداء الجمع صلاة المغرب، أصيب عدد من الحضور إصابات متفاوتة ولا توجد إحصائية دقيقة حتى الآن .

وأرسل  التيار الإسلامي رسائل إلى عدة جهات ووضح ضرورة  الاستفادة من أخطاء الإنقاذ  ومن ثم العمل جميعاً على تكوين حكومة كفاءات حقيقية لا تقصي أحداً لإدارة الفترة الانتقالية وذلك بناء على دستور انتقالي حقيقي يشارك في صياغته كل الشعب السوداني ومن ثم الاستعداد لانتخابات حرة ونزيهة .

رئيس تيار نصرة الشريعة ودولة القانون د. محمد عبد الكريم.. وصف ما حدث بساحة الحرية بأنه سيكون عاراً في جبين الحكومة الانتقالية اختارت التوقيت والمكان الخطأ من حيث استهداف إفطار صائمين وتجاوز حرمة الصلاة عبر تسخير أجهزة الدولة العدلية للسماح بإذن للهجوم على الإفطار.. وأشار إلى أن ما حدث مؤشر خطير لتراجع شعارات ثورة ديسمبر.. في الهجوم على سلميين، وأكد حدوث إصابات متفرقة وفقدان شخص لعينه إثر إطلاق البمبان الذي كان بكميات متفاوتة على المصلين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى