آخرهم وراق.. مطالب الجماهير بإقالة الولاة هل تجد آذاناً صاغية؟

تقرير: محمد البشاري

لم تعد خلافات الحرية والتغيير بولاية النيل الأبيض سراً، بل باتت مبذولة للجميع ومعلومة للكافة من خلال إقرار المجلس المركزي للتحالف الحاكم نفسه بوجود خلافات، لدرجة أن ذات المجلس المركزي عمل على طرحها في وسائل الإعلام، وقد شمل الانقسام داخل التحالف الحاكم بالنيل الأبيض مجموعتين، الأولى منها مناوئة لوالي النيل الأبيض إسماعيل فتح الرحمن حامد وراق، والأخرى داعمة ومساندة له، غير أن الأمر في النيل الأبيض أو كما يحلو لمواطنيها تسميتها بـ(بحر أبيض) تجاوز الحرية والتغيير عندما طالب حزب الأمة القومي بالولاية صاحب الأغلبية المطلقة من المناصرين له هناك وبرفقته تجمع المهنيين ومنظمات المجتمع المدني ولجان المقاومة وممثلين لأحزاب في الحرية والتغيير بالنيل الأبيض، طالبوا صَرَاحَةً وفي الهواء الطلق بإقالة الوالي وراق فوراً لفشله في إدارة دفة الحكم بالولاية.

حمى رفض الولاة

والملاحظ أن عددا كبيرا من الولاة المدنيين الذين تم تعيينهم بواسطة قوى الحرية والتغيير واجهوا حملات رفض من الجماهير بدايةً بوالي كسلا صالح عمار، الذي بدأت الحملة ضده منذ اعلان اسمه ووصلت لدرجة منعه من الوصول للولاية لتسلم مهامه، فضلاً عن والي القضارف الذي واجه حملات شرسة وصلت حَدّ الاعتصام أمام منزله وانتهت بالتنقيب في ماضيه السياسي ودمغه بالانتماء للحزب المحلول “المؤتمر الوطني”، ما عجّل بإقالته من منصبه، كما واجهت والي نهر النيل آمنة المكي ذات الحملة، وكذلك والي شمال دارفور، غير أنّ حملات الرفض الجماهيرية كانت متباينة التأثير، بيد أن الملاحظ أن الحملة ضد والي النيل الأبيض ماضية لتأتي أُكلها بعد أن وصلت حداً دفع فيه حزب الأمة بترشيحات لخلافة الوالي وراق.

ثمار الحرية

إحدى ثمار ثورة ديسمبر التي انتزعها الثوار ببسالتهم التي أسقطت نظام الإنقاذ تجلت في الحرية، في العهد السابق كان من سابع المستحيلات أن تعقد جهة أو أفراد، مؤتمراً صحفياً للمطالبة بإقالة مسؤول في ذلك النظام، لكن هذا الأمر بات ممكناً حينما عقد حزب الأمة القومي بالنيل الأبيض وبرفقته تجمع المهنيين ومنظمات المجتمع المدني ولجان المقاومة وممثلون لأحزاب في الحرية والتغيير بالولاية، مؤتمرا صحفياً بمدينة كوستي وتحديداً بصالة أماسي النيل الأبيض خلال اليومين الماضيين حوى التحدث عن “جند” واحد وهو المُطالبة بإقالة والي الولاية وراق من منصبه، مجموعة من مواطني الولاية تقاطرت إلى الصالة لحضور فعاليات المؤتمر الصحفي، المؤتمر الصحفي الذي رصدته (الصيحة)، شهد حضوراً لممثلي معظم أحزاب الحرية والتغيير، بجانب ممثلين للأجسام الثورية وأسر الشهداء ومنظمات المجتمع المدني بالولاية.

ولعل القاسم المشترك الذي أجمعت عليه تلك الأحزاب والأجسام الثورية في حديثها هي مُطالبة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك بإقالة والي الولاية من منصبه فوراً، في الأثناء دفع المكتب السياسي لحزب الأمة القومي بالولاية بثلاثة مرشحين لمنصب الوالي للحزب بالمركز توطئة لاختيار شخص من بينهم لتولي المنصب خلفاً لوراق، وشملت قائمة المرشحين مرتضى هباني، الهادي أبو راية ومكي يوسف النصيبه.

ويُشار إلى أن منصب والي النيل الأبيض يقع ضمن حصة الأمة القومي داخل الحرية والتغيير.

تقارير مُزوّرة

وأكد رئيس حزب الأمة القومي بالنيل الأبيض الهادي أبو راية خلال حديثه في المؤتمر الصحفي، أنهم لن يقبلوا بتزوير إرادة جماهير الولاية، مشدداً على رغبتهم في ثورة حقيقية وتجديد للقيادة، وشن هجوما على الوالي وراق، ودعا لتكوين جسم شامل لمواجهة تحديات الولاية، وطالب أبور اية رئيس الوزراء بإيفاد مندوبين لسماع رأي جماهير الولاية بشأن الوالي وراق، كما دعا حمدوك لزيارة منطقة جودة التي يعيش مواطنوها أوضاعا إنسانية بالغة التعقيد جراء السيول والفيضانات التي اجتاحت المنطقة، وأشار إلى أن مواطني جودة يعانون من انعدام الغذاء والأمراض والثعابين، ودعا حمدوك لعدم الاعتماد على التقارير التي وصفها بالمُزوّرة.

من جهته، قال الناطق الرسمي باسم الحرية والتغيير بالنيل الأبيض صديق الطيب الزين، إن فلول النظام البائد ما زالوا يسيطرون على مفاصل الوزارات والمؤسسات بالولاية.

وأكّد الزين خلال تلاوته مذكرة القوى السياسية ولجان المقاومة وتجمع المهنيين ومنظمات المجتمع المدني المطالبة بإقالة وراق، أكّد تعرُّض عَدَدٍ من مناطق الولاية لأزمات دفعت المواطنين للنزوح ولم يتفاعل معها الوالي وظل بمنزله في الخرطوم!

تَوافُق على المُحاصَصَة

وكشف القيادي بالحزب الاتحادي (الجبهة الثورية) محمد علي العبيد، عن خطواتهم التصعيدية في حال أعاد المركز ترشيح وراق لمنصب الوالي مُجدّداً، وأكّد أنّ وراق لن يدخل الولاية حتى لو كان برفقته رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وأضاف “جماهير الولاية هي صاحبة القرار ولن يعود وراق مرة أخرى”، وقال إن الوالي الحالي لم يراع وظيفته وأن الوالي القادم لابد أن يكون نزيهاً وكفؤاً وشفافاً ومستعداً للمساءلة، وأردف “الولاية زاخرة بالموارد وأولها الكادر البشري، لكن شاء لها البعض أن تتقزّم”، وأرسل العبيد رسالة إلى رئيس الوزراء مفادها أن ما صنعته بالولاية لن يمضي وأنهم ليسوا كـ”الجواري” يتم اقتيادهم حيث شئتم، لأن مواطني الولاية أصحاب إرادة على حد تعبيره، وأضاف مخاطباً حمدوك “يجب عليك بأمر الجماهير أن تقيل الوالي الحالي”، وزاد “رسالتنا للأحزاب أن نعمل معاً ورسالتنا للجان المقاومة يجب أن تتوحّدوا”.

وقال العبيد إنهم كأحزاب، مُتوافقون على المُحاصَصَة وسيتركون أمر ترشيح الوالي الجديد لحزب الأمة القومي، شريطة ألا يتم الدفع بشخص مثل الوالي الحالي – على حد قوله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى