صلاح الدين عووضة يكتب : بمداد الألم !!

 

1/ صخرة سيزيف !!

فلا طاقة لذلك..

أو (مروّة) كما نقول بعاميتنا السودانية..

ولا فسحة من عمر أيضاً تسمح بمناهضة أخرى – سيما لسنوات كعمر الإنقاذ – ربما..

هذه خلاصة حوار مع الصديق وراق قبل أيام..

وذلك بعد تقليب للوضع من وجوهه كافة ؛ فلا نبصر سوى فشل يقود سريعاً إلى الهاوية..

فشلٌ سببه الإصرار على اختيار الأقزام…وتفضيل الفاشلين..

ومن ثم تهيئة الأجواء لإنقضاض على الثورة… فالتجربة… فالانتقالية… فالديمقراطية..

لنبدأ نحن في حمل عبء المعارضة من أول وجديد..

كما سيزيف وصخرته !!.

2/ بقــــــــرة !!

أعجبني حديث أحدهم..

كان يتحدث عبر إحدى الفضائيات عن رئيس دولةٍ ما ؛ يدمن انتظار ما قد يأتيه من الخارج..

أو ما يأتيه من غياهب المجهول..

وقال إن رئيساً كهذا هو فاشل بكل المقاييس ؛ فلا غرو أن صارت دولته فاشلة… مفلسة..

وخطرت على ذهني خاطرة لفيصل القاسم..

واستشهدت بها لأنها تتسق مع الذي كنت أقوله دوماً ؛ ولكن بعبارات مختلفة…و طويلة..

أما هو فقد اختصر القضية في سطرين…أو ثلاثة..

قال إن هولندا لديها مليون بقرة فقط..

ورغم ذلك غدت الدولة الأولى في العالم من حيث تصدير الألبان…ومنتجاتها..

والسودان يملك أكثر من ثلاثين مليون بقرة ؛ بقرة تنطح بقرة..

ورغم ذلك هو من أفقر دول العالم  ؛ ويستورد الألبان… ومنتجاتها..

ومثل هذا الكلام لا يعجب – طبعاً – من لا يعجبهم الكلام المنطقي (المبكي)..

وإنما الكلام العاطفي المضحك..

وذلك اقتباساً من الحكمة الشهيرة (أسمع كلام الذي يبكيك ؛ لا الذي يضحكك)..

ومن ثم فأنا في نظرهم مجرد (رأس) من هذا الذي أستشهد به..

بقـــــــــــــــرة !!.

3/ فاشهد !!

أتدرون من أغبى الناس؟..

هو من يسعى إلى حتفه بظلفه ؛ في لحظة تاريخية فاصلة..

لا هو يعمل عقله… ولا ينتبه… ولا يتدبر… ولا يعي الخطر المحدق به..

وإذا نُصح أخذته العزة بالغفلة ؛ ومضى نحو حتفه حثيثاً..

حتى وإن كان ذا خبرة مثل كابتن سميث ؛ ربان التايتانيك..

أو كان ذا تأهيل أكاديمي عالٍ مثل الصادق المهدي..

أو كان ذا قوة باطشة مثل عمر البشير..

أو آخرون من بعدهم على الدرب سائرون ؛ فقد كُتبت علينا خطى – في بلادنا – لنمشيها..

اللهم هل بلغت؟..

فاشهد !!.

4/ ولا نفس !!

سمعنا بثورات تأكل بنيها..

ولكن هل سمعتم بثورة تأكل بنيها… وأباها… وخالاتها… وعماتها… وإخوانها؟..

ثم تأكل صغارها الذين كانوا وقودها؟..

بل وتأكل حتى دماء شهدائها في غمرة سباق محموم نحو (أكل) المناصب؟..

ثم حين لا تجد ما تأكله تشرع في التهام نفسها التي بين جنبيها؟..

أو بتعبير أوضح ؛ بين قحتها وتجمعها؟..

وحين تبلغ ثورة ترقبناها ثلاثين عاماً – حسوما –  حد أكل (النفس) فما من رغبة في الكتابة..

ولا (نفس) !!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى