صلاح الدين عووضة يكتب : أدعمني وتفنن !!

وما زلنا مع الدعم..

لا دعم الوقود الذي رُفع……. وإنما الدعم المرفوع عن اتفاق جوبا للسلام ؛ صحفياً..

أو هكذا يرى بعض من ينشدون الدعم هذا..

فغالب أصحاب الرأي الصحفي – من ذوي التأثير – يكتبون عنه بتحفظ…..إن كتبوا..

وبعضهم له من الناقدين..

ولكن ليس لأنهم لم يُدعوا إلى فعالياته – أسوة بلوشي – كما يظن نفرٌ من قصيري الأفق..

وإنما لأن هذه هي آراؤهم ؛ سواءً دُعوا…أو تم تجاهلهم..

وعلى كلٍّ فكاتب هذه السطور متعود – دائماً – على عدم توجيه دعوات له ؛ سابقاً وحالياً..

وما كان التجاهل السابق بالأمر الغريب عليه..

ولكن الغريب أن (زبائن) دعوات الزمن الغابر يحظون – أيضاً – بدعوات الزمن الثائر..

بل إن هذا من أغرب غرائب هذه الثورة الغريبة..

ولكن لا بأس ؛ سأدعم – شخصياً – اتفاق جوبا هذا…..بتوضيحاته….لا دعماً مطلقاً..

أو فلنقل : وفقاً لشروط منطقية جداً..

فالدعم هنا يُفترض أن يكون متبادلاً ؛ مثل تبادل المنافع…..بمعنى أدعمني وأدعمك..

وضمير المتحدث هنا يعود إلى الشعب…إلى الوطن…إلى الخزينة..

 

فالشعب بات (حيلته اللظى)…والوطن مثخنٌ بالجراح…والخزينة غدت مثل كفن مصعب..

فإن صُرف منها على الشعب…نقصت على نثريات السيادي..

وإن خُصص معظمها لعائشة – ورفقائها بالقصر – تقاصرت دون ضروريات الشعب..

فرأت هبة أن (تهب) ساكني القصر ما هو فوق حاجتهم..

أن ترضيهم على حساب الشعب ؛ وخبزه…ووقوده…ودوائه…وتكلفة طباعة كتب أبنائه..

فهل القادمون – عبر بوابة جوبا – يعون هذه الحقائق المؤلمة؟..

فإن كانوا واعين لها فليأتوا بروح التضحية….روح الثورة…روح (أرواح) الشهداء..

وليكن هدفهم تخفيف العبء…لا أن يكونوا عبئاً جديداً..

وأن يكون شعارهم الزهد – ثم العمل – من أجل البلد…من أجل الناس…من أجل السلام..

أما إن جاءوا بفهم (حقي وحقك) فعلى السلام…السلام..

وقد جاء بالفهم هذا أخوةٌ لهم من قبل…في سياق سلام (سابق) من سلسة سلام الإنقاذ..

فهي كانت تجيد لعبة السلام من خلال الإغراءات الذاتية..

أي الإغراءات التي تجعل صاحب (القضية) ينسى قضيته التي ناضل في سبيلها أصلاً..

ويضحى – من ثم – ملهواً بمخصصاته…وفارهاته…وسراياته..

باختصار ؛ نريد من الوافدين علينا من جوبا أن يعملوا هم – أولاً – على (دعم) السلام..

ثم مطالبتنا نحن بدعمه ثانياً..

أن يقنعونا بأنهم يحسون بالمواطن….وآلامه…وأوجاعه…وجوعه ؛ وبمحنة الوطن..

وأولى درجات الإقناع هذا أن يرفضوا مثل نثرية عائشة..

بل وأن يطالبوا بوقف منحها لها – والآخرين – فوق المرتبات…والبدلات…و الامتيازات..

في زمن انهيار جنيهنا… واقتصادنا… ومعنوياتنا..

عندها – فقط – يصبح من حقهم علينا أن يطالبونا بدعم ذي شعارٍ غنائي من كلمتين فقط..

أدعمني وتفنن !!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى