ربيع الثورة !!

صلاح الدين  عووضة يكتب :

أين هذا الربيع؟!..

فقد اختفى فور توقيعه على الدستورية… نيابة عن الثوار..

اختفى هو-  وأمثاله-  من الصادقين… الزاهدين… العفيفين… الرائعين..

ودلالة كل تلكم الصفات ما حدث عقب اتهامه بامتطاء ظهر فارهة فخيمة (ثمناً) لثوريته..

وهي شهادة سمعية؛ سمعتها بأذنيّ عبر إذاعةٍ ما..

فقد هاتفه مذيعٌ بها ناقلاً إليه التهمة المذكورة؛ فجاءت إجابته فورية… عفوية… مفحمة..

قال له: أخاطبك الآن من داخل حافلة تقلني إلى (الحاج يوسف)..

 

وقفز إلى سطح المشهد- في المقابل- ثلةٌ من الفاشلين… النهمين… الثرثارين… الفرحين..

ونشرح مفردة فرحين هذه بما قلناه قبلاً (ماسكاهم أم فريحانة)..

بينما على نقيضهم ربيع هذا؛ لا يتكلم كثيراً… ولا يضحك كثيراً… ويكره الأضواء كثيراً..

يعني باختصار؛ على نقيضهم… ونقيض (أشباههم) من سابقيهم..

فقادة الإنقاذ- كذلك- كانوا يعشقون الكلام… والفارهات… والقصور؛ و(يفرحون) بالسلطة..

ثم هنالك قاسمٌ مشترك آخر وهو (الانفصام) عن الواقع..

الانفصام عن الناس… ومعاشهم… ومعاناتهم؛ لدرجة عدم القدرة على إخفاء (الفرح)..

وأسوأ ما يشين المسؤول إظهار الفرح والناس حزانى..

وربيع (آخر) كان يندب حظه أن مد الله في عمره حتى يرى الرقص فوق أشلاء الوطن..

بل والرقص فوق جثث الضحايا؛ من تلقاء أهل الإنقاذ..

ولكن لعله محظوظ أن لم يمتد عمره حتى يرى (أحط) رقصة في آخر أيام ذاك النظام..

وهي التي كان (يفنجط) بها البشير والناس في قمة الضنك..

ثم الأسوأ من ذلكم؛ ورصاص جلاديه يحص أرواح الثائرين- السلميين- في الشوارع..

هذا الربيع- الثاني- هو القطب (الاتحادي) أمين الربيع..

أما ربيع الثالث فهو ربيع عبد العاطي؛ والذي طالب- بعد فوات الأوان- بتنحي رئيسه..

طالب بذلك بعد أن رأى ألا مفر من التضحية بـ(الرقاص)..

المهم- أو الذي يهمنا هنا- أن (ربيع الثورة) هو الذي كانت تحتاج إلى أمثاله الثورة..

وإلى أمثال شبيهه- خلقاً… وأدباً… وعفةً – الحاج وراق..

وذلك قبل أن توأد كأختيها من قبل- (أكتوبر)….. و(أبريل)- وهي في ربيع عمرها..

وهذا الذي نقوله اليوم ظللنا نطرق عليه منذ أسبوع..

ظللنا ننبه إلى ضرورة تصحيح المسار… ومليونية الثوار أمس كانت برسم تصحيح المسار..

 

وجاء في بيانهم (إن انحراف مسار الثورة أصبح جلياً للعيان)..

ثم (إن هذا اليوم سيكون بداية- أيضاً- لموجة ثورية تهدف إلى تصفية الانتهازيين)..

وأحقر انتهازية التفكير في الفارهات والوطن ينزف..

والذي يصادف- أي اليوم… يوم أمس- الذكرى الأولى للتوقيع على الوثيقة الدستورية..

والذي نال شرف التوقيع عليها ربيع..

فلا يمكن لثورة الشعب- الثالثة هذه- أن تموت في ربيعها..

وربيعها موجود!!.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى