صلاح الدين عووضة  يكتب :فتفوتة !!

استعدوا..

وذلك بعد أن تغنوا… وتفرحوا… وتهيصوا؛ على قول القذافي..

استعدوا لوداع هذه الحكومة الرشيقة…والكسيحة ؛ واستعدوا لاستقبال أخرى مترهلة..

يعني بصريح العبارة : استعدوا لمعاناة أكبر..

فكلما كبرت المحاصصات – وما يتبعها من مخصصات – قلت فرص رفاهية الشعب..

فهكذا وجدنا الإنقاذ على أمة وإنا على آثارها مهتدون..

وبلغ ترهل الإنقاذ هذه حداً أن لم نكتشف معه وجود ثلاثة وزراء في وزارة إلا قبيل سقوطها..

وهي وزارة العمل… رغم إنها لا عمل لها..

ولولا صراعات إشراقة – المتوالية – مع وزيريها الآخرين لما اكتشفنا هذا التكدس أصلاً..

فكل من تصالحه الإنقاذ كانت (تضايره) في مكانٍ ذي امتيازات..

سواء وزارة… أو سفارة… أومفوضية… أومستشارية… أو حتى كمساعد (ياي) بالقصر..

والوزارات نفسها كانت تُفتت حتة… حتة؛ لاستيعاب القادمين..

فتلك كانت ثقافة السلام في ذهنية الإنقاذ…وذهنية المتصالحين – والمتوالين – معها أيضاً..

فكانت النتيجة أن غدت الحكومة الأكثر تضخماً في العالم..

ونحن الآن – في زمن الثورة هذا – نهتدي بالثقافة ذاتها ؛ فضلاً عن مجالات أخرى..

نهتدي بها – ونقتدي – في مجال النثريات مثلاً..

ويكفي أن النثرية الشهرية لكلٍّ من أعضاء السيادي الـ(11) تبلغ ملياراً ونصف المليار..

رغم إنهم يمثلون ثورة الشهداء ؛ أو هكذا يُفترض..

ونهتدي بها في مجال الإعلام ؛ فثقافة (الاتجاه الواحد) هي السائدة… وما من (اتجاه معاكس)..

سيما التلفزيون الرسمي الذي صار محض كراسٍ… و(رصة)… ونقة..

ونقتدي بها في مجال تمكين الأقربين… فالمقربين… فذوي القربى؛ أيديولوجياً… و(تسامرياً)..

فحتى (قعدات الكتشينة) أضحت معبراً… ومنها المقرب (يعبر)..

والآن تم التوقيع النهائي مع بعض فصائل السلاح ؛ وبعضها الآخر ما زال متمنعاً..

وهذه – وتلك – كانت مثل البراكين الهامدة أصلاً ؛ سنين عددا..

أو كما قال أحد قادة التي وقعت – بعظمة لسانه – أمس (كنا في حالة لا حرب ولا سلم)..

ولكن الآن سُتشن حربٌ ذات طبيعة أخرى..

حرب المناصب… والمغانم… وتفتيت المفتت؛ ومن ثم تفتيت المزيد من المال على المفتتين..

ويكفي أن كلاً منهم سيحظى بمثل نثريات عائشة المليارية..

وعلى ذلك قس ؛ في بلد يشهد حالة انهيار اقتصادي… وشعبه منهار معيشياً ، ونفسياً..

فهل ثمن السلام لابد أن يكون تقاسماً للكيكة؟..

وهل من أجل هذا ناضل (المناضلون) لسنوات باسم المهمشين – والمعذبين – في الأرض؟..

وهل (قيمة) النضال تتمثل في (قيمة) المنصب؟..

المهم ؛ غنوا… وارقصوا… وهيصوا… واستعدوا، مع القادمين الجدد… ومع ترباس ودرماس..

فالسلام – ولو بثقافة أهل الإنقاذ – جميل على أية حال..

حتى وإن لم يُبق لكم فسفوسة..

ولا فتفوتة !!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى