ضعف (يوناميد)

*التصريح الذي أدلى به عضو المجلس السيادي الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) خلال بحثه  مع بعثة (يوناميد)” والنازحين بمعسكر (كلمة) في نيالا، سُبُل مُعالجة الأوضاع الأمنية بالمُعسكر وانتشار السلاح. وتنويهه لوجود تقصير كبير من (يوناميد) في حماية المدنيين، بعد ظهور حالات قتل بداخل المعسكر بسبب السلاح يفتح الباب مجدداً حول جدوى بقاء تلك القوات بدارفور.

* الفريق أول حميدتي قال إنهم جلسوا مع يوناميد وتوصّلوا لنتائج، والمسؤولية في المقام الأول تقع على يوناميد في الحماية، ولكنّنا طلبنا منهم مُراجعة الاتفاقية لنرى على مَن تقع المسؤولية، لأنّ البعض يتحدّث بأنّ الحكومة والشرطة تُوفِّران الحماية لهؤلاء، لكن المعروف أنّ الولاية لا علاقة لها بالمعسكرات المقفولة و- كلمة –  واحد منها).

*حميدتي قال إن (يوناميد) اعترفت له بوجود مُسلّحين داخل المعسكر، وإنّ السلاح بالمُعسكر مُتفوِّق على سلاحهم، وتابع: “كيف لزول عندو مُدرّعات منوط به حماية المدنيين ويقول السلاح بالمعسكر متفوق على سلاحه، فهذه كارثة حقيقية ودي مُعسكرات سلمية ويجب ألا يكون فيها سلاح، ونحن عاتبنا يوناميد على ذلك”، 

* ملف اليوناميد – أعتقد- أنه أصلاً ملف مفخخ منذ البداية، فمن المعلوم أن (اليوناميد) جاءت بناءً على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1769 الصادر في 31 يوليو من العام 2007م.. وبعد ممانعة كبيرة من الخرطوم برفضها دخول قوات دولية إلى دارفور تحت البند السابع، تم التوصل لصيغة بوساطة أفريقية، بحيث يتم السماح لقوات من الاتحاد الأفريقي بقبعات زرقاء على أن تكون مهمتها حفظ الأمن والسلم.

*   الشواهد والقرائن التي ذكرها (حميدتي) أمس تذهب إلى القول بأن هذه القوات ومنذ أن وطأت أقدامها أرض دارفور قد فعلت وافتعلت مشكلات عديدة  الأمر الذي جعلها وصنفها بأنها قوات عديمة الجدوى، وذلك من واقع ما تعرضت له من انتكاسات طيلة فترة بقائها في دارفور.

* فاليوناميد ولدت كسيحة نتيجة لتداخل طائفة من الأخطاء والضغوط، منها أن مجلس الأمن كان قد أساء تقدير الكارثة الإنسانية في دارفور بترك جهود احتوائها ضمن نطاق مسؤوليات الاتحاد الأفريقي الذي نشر بعثة أولى تفتقر للإمكانيات والخبرة، بل حتى تحديد أهدافها.

*  فالمواطن الدارفوري يقول إن قوات اليوناميد في دارفور لم تستطع تحقيق الأمن، وهذا يبدو واضحاً من خلال الاقتتال المتواصل الذي تعانيه ولايات دارفور الخمس.

* وتذهب الإحصائيات إلى القول بأن ضحايا اليوناميد منذ تسلمها مهامها عام 2007 قد تجاوز الـ(70) قتيلاً وسط صفوفها، وأن هذه الخسائر التي طالت هذه القوة، وهو أمر يؤكد بدوره أن هذه القوات تشكل الحلقة الضعيفة في الصراع الدارفوري، وهي بذات التوصيف أصبحت تنشد الحماية لنفسها بدلاً من القيام بواجبها في حماية المدنيين.

* وآخر الأرقام الذي ذكرها السفير الأزرق تقول إن هذه القوات وخلال عامين فقدت (121) عربة دفع رباعي و(113) قطعة سلاح و(30) درعاً واقياً و(122) برميل وقود بجانب كميات كبيرة جداً من الذخائر وقطعاً كل ذلك نالته منها حركات دارفور ..!!

* هذا أمر بدوره أدى إلى تطاول أمد الحرب في دارفور، فالقوة التي تعجز عن حماية أفرادها هي إلى الطرد أقرب من البقاء.

* وطالما أن اليوناميد تعجز عن حماية جنودها من الهجمات المسلحة، فالوضع يتطلب نظرة موضوعية وخطوة جادة وأكثر جرأة. 

* سادتي أعضاء المجلس السيادي.. اطردوا اليوناميد (إن استطعتم) إلى ذلك سبيلاً، ودعوا مواطن دارفور في حاله حتى يأمن ضعفها الذي يمثل أكبر ثغرة أمنية له.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى