صورة (إستراتيجية)

*كما هو متوقع فقد قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، تمديد حالة الطوارئ الوطنية للولايات المتحدة تجاه السودان.

* ترمب عزا القرار “للإجراءات والسياسات التي تنتهجها الحكومة السودانية، والتي لا تزال تُشكِّل تهديداً استثنائياً وغير عادي للأمن القومي، والسياسة الخارجية للولايات المتحدة”.

* القرار  أشار إلى أنّه بالرغم من التطوُّرات الإيجابية الأخيرة، فقد استمرّت الأزمة من خلال إجراءات وسياسات “حكومة السودان”، ما أدى إلى استمرار الطوارئ، وأضاف ترمب “قرّرت أنه من الضروري الاستمرار في حالة الطوارئ الوطنية المُعلن عنها فيما يتعلّق بالسودان”.

* قبل صدور هذا القرار الأمريكي (المتوقع) جرت أنهار الأماني تحت جسر حكومة حمدوك بأن السودان أضحى قاب قوسين أو أدنى من رفع اسمه من قائمة واشنطن السوداء للدول الراعية للإرهاب.

*قبل نحو شهرين من الآن ذهب حمدوك إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وهو يمني النفس بنجاحه في إزالة (الصورة الذهنية) (السالبة) لدى الإدارة الأمريكية عن السودان والتي صنعتها (الإنقاذ) لكنه وجد أن الأمر شاق عليه، وعلى فريقه الانتقالي!!.

* فصورة واشنطن عن السودان هي صورة (إستراتيجية) تقوم على تحقيق المصلحة الأمريكية أولاً وأخيراً، ولا يُضير (الأمريكان) من يحكم السودان بقدر ما يضيرهم   من (يضُر) بمصالحهم في السودان ودول الإقليم.

* بعد تعيين حمدوك رئيساً للوزراء وأداء وزراء الانتقالية القسم ارتفع سقف التوقعات للسودانيين برفع إدارة ترامب اسم السودان عن هذه القائمة الأمريكية البغيضة.

*  سقف هذه التوقعات ارتفع  بعد نجاح الثورة، وذهاب نظام الإنقاذ الذي كانت لا ترى فيه واشنطن شيئاً جميلاً.

* لستُ متشائماً لكنها الشواهد والمعطيات تقول إن واشطن (رغم ذهاب الإنقاذ) ستظل تنال من الخرطوم دون عطاء، وستظل تشهر عصاها تجاهها كل حين دون إعطائها جزرتها التي ظلت (تخفيها) عن العالمين وتبديها للخرطوم في الاجتماعات المغلقة.

* في الأشهر الأخيرة التي سبقت سقوط الإنقاذ نشطت واشنطن وتضغط في اتجاه أن يكون للسودان دور في إيقاف نزيف الحرب بدولة الجنوب والذي أرهق واشنطن أكثر مما أرهق الجنوبيين أنفسهم .

* ملفات كثيرة أنجزتها الخرطوم لصالح واشنطن بدءاً من تعاونها في الحرب على الإرهاب في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م، مرورًا بتوقيع اتفاقية السلام الشامل في نيفاشا عام 2005، ومن ثم إنجاح استفتاء الجنوب في يناير 2011م، وتحقيق انفصال سلس للجنوبيين مع إعطائهم دولة كاملة الأركان.

 وأخيرًا وليس آخراً، الإسهام في إيقاف حرب الفرقاء الجنوبيين..

* كل ذلك تحقق بتشجيع أمريكي تسبقه جزرة واشنطن للخرطوم، ووعدها برفع العقوبات وإزالتها من القائمة الأمريكية، إلا أن ذلك لم يتحقق، وكلما أنجزت الخرطوم ملفاً كان المزيد  من الملفات ينتظرها وكان التسويف الأمريكي حاضراً!!.

*الواقع يقول إن الخرطوم تدور في حلقة مفرغة جراء تعامل واشنطن معها فيما يتعلق بملف تطبيع العلاقة بينهما، فكلما أحست الخرطوم بقرب تحقيق ذاك الهدف وأنها أدت ما عليها من (مطلوبات) أمريكية وأنها تستحق الجائزة، قالت لها الإدارة الأمريكية ذاك منك بعيد!!. فتبتعد الشقة بينهما من جديد…!!!

* عموماً، ستظل الحقيقة المؤلمة حول رفع اسم السودان عن قائمة واشنطن للدول الراعية للإرهاب  ماثلة أمام حكومة) حمدوك) بأن هذا القرار، سيظل مرهوناً  بتنفيذ مطلوبات الإدارة الأمريكية (الخمس)، والتي وضعتها للحكومة السابقة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى