بقايا حكمة

*تظل الحكمة ومضات مضيئة في مسيرتنا الحياتية، وهي خلاصة نقية لفكر البشرية، وبلغ بها الصحابة  قمة الفهم والسلوك لذا رأيناهم حكمة تمشي على قدمين فصدقت سريرتهم وحسن طويتهم، وكانت نقية بصيرتهم..

* ومما قيل في سابق عهدنا هذا إن الأيام ثلاثة: فأمس (صديق مؤدب، أبقى لك عظة وترك فيك عبرة،) واليوم (صديق مودع أتاك ولم تأته وكان عنك طويل الغيبة وهو عنك سريع الظعن «الارتحال» فخذ لنفسك فيه)، وغدًا (لا تدري ما يحدث الله فيه أمن أهله أنت أم لا).

* قال والد لولده: يا بني إذا مر بك يوم وليلة وقد سلم فيها دينك وجسمك ومالك، فأكثر الشكر لله تعالى، فكم من مسلوب دينه، ومنزوع ملكه، ومهتوك ستره، ومقصوم ظهره في ذلك اليوم وأنت في عافية.

* كان ذو النون المصري يقول: علامة السعادة للمرء ثلاث: متى ما زيد في عمره نقص من حرصه، ومتى ما زيد في ماله زيد في سخائه، ومتى ما زيد في قدره زيد في تواضعه.

وعلامات الشقاء ثلاث: متى ما زيد في عمره زيد في حرصه، ومتى ما زيد في ماله زيد في بخله، ومتى ما زيد في قدره زيد في تجبره وتكبره.

* وقيل إن  كل نعمة محسود عليها إلا التواضع وأن عدل السلطان أنفع للرعية من خصب الزمان. وأن من اعتمد على شرف آبائه فقد عقهم. كما قيل إن لسان الجاهل مفتاح حتفه.

*قال الجاحظ: ليس شيء ألذ ولا أسر من عز الأمر والنهي، ومن الظفر بالأعداء، ومن تقليد المن أعناق الرجال، لأن هذه الأمور نصيب الروح.

*قال ابن عطاء الله السكندري: أصل كل معصية وغفلة وشهوة: الرضا عن النفس، وأصل كل طاعة ويقظة وعفة عدم الرضا منك عنها، ولأن تصحب جاهلاً لا يرضى عن نفسه خير لك من أن تصحب عالماً يرضى عن نفسه.

* دخل رجل على هشام بن عبد الملك فقال: يا أمير المؤمنين احفظ عنِّي أربع كلمات فيهن صلاح ملكك واستقامة رعيتك، قال: ما هنَّ؟ قال: لا تعد عدة لا تثق من نفسك بإنجازها، ولا يغرنك المرتقى وإن كان سهلاً إذا كان المنحدر وعراً، واعلم أن للأعمال جزاء فاتق العواقب وأن للأمور بغتات فكن على حذر.

* قيل لرجل: ما فائدة الصفح؟ قال: هو أول منزلة من التواضع، وهو يحسِّن الخُلُق، ويذهب بالصغار، ويحلي المرار، ويؤمن البدن من الاقشعرار.

*  قال الخليفة المأمون: (أيها الناس، لا تضمروا لنا بغضاً، فإنه والله من يضمر لنا بغضاً، ندركه في فلتات كلامه، وصفحات وجهه، ولمحات عينيه).

  • من أقوال سعيد بن المسيب (ليس من شريف ولا عالم ولا ذي فضل إلا وفيه عيب، ولكن من الناس من لا ينبغي أن تذكر عيبه). 

*قال علي رضي الله عنه: ليس الخير أن يكثر مالك وولدك، ولكن الخير أن يكثر علمك ويعظم حلمك، وأن لا تباهي الناس بعبادة الله، وإذا أحسنت حمدت الله تعالى، وإذا أسأت استغفرت الله تعالى 

*قال ابنُ أمِّ عبدٍ رضي الله عنه وأرضاه: «من أراد الآخرة أضرَّ بالدنيا، ومن أراد الدنيا أضرَّ بالآخرة، يا قوم فأضروا بالفاني للباقي» 

*وقال الإمام الذهبي: ولو أنَّا كلما أخطأ إمامٌ في اجتهاده في آحاد المسائل خطأً مغفوراً له, قمنا عليه وبدَّعناه, وهجرناه, لما سَلِمَ معنا لا ابن نصر ولا ابن مندة، ولا من هو أكبر منهما, والله الهادي إلى الحق, وهو أرحم الراحمين, فنعوذ بالله مِن الهوى والفظاظة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى