المبعوثون الدوليون في السودان.. التوقيت والأهداف!!

المبعوثون الدوليون في السودان.. التوقيت والأهدف!!

تقرير- صبري جبور

يتزايد هذه الأيام توافد المبعوثين الدوليين إلى السودان، تزامناً مع المشاورات النهائية للعملية السياسية، وصولاً لاتفاق نهائي يفضي إلى تشكيل حكومة مدنية.. رغم الخلافات والصراعات بين أطراف مدنية وحركات مسلحة حول سير العملية السياسية الراهنة.. في المقابل هناك انعدام ثقة من بعض الأطراف السودانية بالمبعوثين الدوليين حول إمكانية تحقيق اختراق في الأزمة.. باعتبار الكل يريد موطئ قدم ومصالحه في الحكومة المقبلة  .. لذا ارتبطت تلك الزيارات للمبعوثين إلى الخرطوم، لاسيما أن منتصف الأسبوع الجاري، تستقبل الخرطوم عدد 6 مبعوثين،  فضلًا عن وزير الخارجية الروسي، وقبله كان وزير الخارجية الإسرائيلي، الذي التقى رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، حيث تبحاثا في عدد من القضايا .. تلك الزيارة التي أحيطت بسرية تامة وصاحبتها -أيضاً- ردود فعل واسعة وانقسمت المكوِّنات السياسية بين مؤيد ورافض لها،  لاسيما فيما يتعلق بالتطبيع مع الكيان الإسرائيلي.

تعدد المبعوثين الدوليين إلى السودان،  يشعرك أن القضية السودانية أكثر صعوبة وتعقيدًا في المنطقة.. الغريب في أمر هذا التعدد الدولي للمبعوثين أنهم لم يتمكنوا من خلال دولهم خلال الفترة الماضية إنجاز أي من الأهداف التي تصب في اتجاه حل الأزمة السياسية السودانية،  وتقديم الدعم الكمال لها.. فيما توقع خبراء ومختصون فشل المبعوثين في أن يضعوا أرضية صلبة لمعالجة الأزمة، بل كل مسعاهم سيصب في كيفية تحقيق مصالحهم في الفترة المقبلة، لاسيما روسيا وأمريكا اللذان تريدان السيطرة على البحر الأحمر، لتقوية نفوذهما في المنطقة والعالم.

وهنا يتبادر سؤال في ذهن الكثيرين لماذا ترسل تلك الدول مبعوثيها الواحد بعد الآخر؟ الإجابة قد تكمن في أن السودان بمثابة سوق تتوفر فيه مصالح تلك الدول، في ظل الأزمة الاقتصادية والحرب الروسية.. لكن بحسب متابعات (الصيحة) أن زيارات المبعوثين قد تبحث الجهود المبذولة بشأن الحوار بين الأطراف السودانية بتسهيل من الآلية الثلاثية المتمثلة في الأمم المتحدة، الاتحاد الأفريقي والإيقاد، بجانب تشكيل الحكومة الجديدة واستكمال عملية الانتقال.

 تحركات دولية

يزور وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، السودان الأربعاء المقبل، في زيارة رسمية تستغرق يومين..ويعتقد خبراء أن زيارة لافروف تستهدف معرفة أين تؤشر البوصلة السودانية، لا سيما في ظل تسارع خطى التقارب بين الخرطوم وواشنطن عبر بوابة تل أبيب التي بعثت بوزير خارجيتها للسودان، الخميس المنصرم.

وقال وزير الخارجية المكلف، علي الصادق، لـ(سونا): إن زيارة لافروف تبحث القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بجانب سبل زيادة ميزان التبادل التجاري والاستثمارات الروسية خاصة في مجال البُنى التحتية.

وفي نفس اليوم يصل البلاد ستة من المبعوثين الدوليين في زيارة رسمية، تستغرق يومين، ويضم وفد المبعوثين فرنسا، النرويج، أمريكا، بريطانيا،وألمانيا ومبعوثة الاتحاد الأوربي للقرن الأفريقي.

من المنتظر أن يلتقي وفد المبعوثين بالمكوِّنات المدنية والسياسية لتقريب وجهات النظر ودفع عملية المسار السياسي لتحقيق الانتقال الديموقراطي، كما سيلتقي ببعثة الأمم المتحدة للسلام بقيادة فولكر ومنظمات الأمم المتحدة العاملة في السودان، والوقوف على برامج العون الإنساني التي تدعمها بلدانهم عبر الوكالات وبرامج الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، كما سيلتقي الوفد بالمسؤولين في المجلس السيادي.

 وفد إسرائيلي بالخرطوم

في سياق هذه التحركات.. الخميس الماضي، زار وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين والوفد المرافق له السودان، حيث التقى رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان بمكتبه.. وتطرَّق اللقاء مع وزير الخارجية الإسرائيلي سبل إرساء علاقات مثمرة مع إسرائيل وتعزيز آفاق التعاون المشترك بين الخرطوم وتل أبيب في مجالات الزراعة والطاقة والصحة والمياه والتعليم لاسيما في المجالات الأمنية والعسكرية.

فيما حث الجانب السوداني الجانب الإسرائيلي على تحقيق الاستقرار بين إسرائيل والشعب الفلسطينى.

كما تناول اللقاء -أيضاً- الدور الذي يلعبه السودان في معالجة القضايا الأمنية في الإقليم.

أسباب الزيارة

تعليقاً على هذه التحركات للمبعوثين،  يقول المحلِّل السياسي راشد التجاني، إن السودان يمر بمرحلة انتقالية، وبصدد تشكيل حكومة مدنية جديدة، لذا يبحث هؤلاء وجودهم في الحكومة المقبلة.

وأشار التجاني إلى أن الكل يبحث عن موطئ قدم ونصيب، باعتبار أن تلك الدول تراعي لمصالحها في كل تحركاتها.

ويؤكد التجاني في إفادة لـ(الصيحة) أن المجتمع الدولي يريد أن يضمن مصالحه،  وأن الحكومة الجديدة أقرب له من أجل تحقيق أهدافه.

 صراع مصالح

أيضاً يرى المحلِّل السياسي محمد المعتصم،  أن هناك صراع نفوذ في المنطقة بين الدول الكبري، لاسيما الصين وأمريكا،  بجانب الحرب الروسية الأوكرانية.

وأكد المعتصم في إفادة لـ(الصيحة)، أن أمريكا روسيا تسعيان للسيطرة على البحر الأحمر، مشيراً إلى أن زيارات المبعوثين الدوليين إلى السودان، لاتخلو طبيعتها من مصالح تلك الدول، وقال: ” لذلك أن تلك الخطوة تأتي في إطار دعم الحكومة المدنية، ولكن من أجل مصالحها فقط .

ولفت المعتصم إلى أن الزيارة -أيضاً- تقرأ في سياقها الإيجابي لدعم التحوُّل الديموقراطي والاستقرار في السودان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى