رئيس كتلة المستقلين د. عثمان الطويل لـ(الصيحة):

قوى التغيير تسير بـ"عجلات" الشيوعي ولكن ...!!

من يطعنون في قوات الدعم السريع دعواهم عابثة

الحزب الشيوعي “يستهبل” الناس ويلعب على كل الحبال

الوسطاء أدركوا مواطن المماطلات وسيضغطون على قوى التغيير

الحرية والتغيير تريد أن تكون مصفاة لكل مشارك في السلطة

نريد حكومة رشيقة خلاقة من كفاءات ومستقلين

“الكاريزما” المدنية هي التي ستقود للشرعية الدستورية

تعقيدات المشهد السياسي، وما ظل يلاحقه من إرهاصات جعلت الساحة السياسية تنظر بقلق بالغ لما يمكن أن تسفر عنه الأيام إذا ما جانبت المخرجات ما يتأمله الشارع السوداني.. والمفاوضات تسير بوتيرة متقلبة علواً وانخفاضاً، بدأ البعض يهمس جهراً بأن الوقت لا يسمح بهذا التأخير الذي حتماً تواجهه حاجيات المواطن السوداني الحياتية بالكثير من النظرات الشفوقة علها تدفع خصوصيته في حاضر الذين يحاورون إنابة عنه فتدفعهم للوصول للاتفاق بأسرع ما يكون.. في هذا وغيره من القضايا السياسية، التقت الصيحة برئيس كتلة المستقلين د. عثمان عبد الرحمن الطويل للوقوف على رؤيتهم حول ما يجري وإمكانية دفع الجهود المبذولة وصولاً لحلول تجنب البلاد المآلات المختلفة، فخرجت منه بالإفادات التالية:-

حاوره: عبد الله عبد الرحيم

* قراءتك د. عثمان، لآخر تطورات المشهد السياسي؟

– الذي يجري الآن في الساحة السياسية هو أننا نرى أن الحزب الشيوعي أصبح الآن يمثل نظام الطقس السياسي في هذا الحراك، وأن قوى التغيير تسير ببوصلة الحزب الشيوعي. لكن حسناً تم التوقيع أخيراً على الملف السياسي والذي هو مقدمة للميثاق الدستوري.

*ماذا تعني بالطقس السياسي؟

– أعني ما يجري من تقلبات داخل أضابير المنبر التفاوضي وما يصحبه من تأجيل التوقيع يومياً لليوم الذي يليه، وتبريراتهم بأنهم في إطار التشاور وسوف يوقعون وكذا. ونؤكد أنه لا داعي لحدوث ذلك، لأن السلطة التنفيذية معظمها في يد قوى الحرية والتغيير، 67% من مناصب المجلس التشريعي في يد التغيير، و49% من المجلس السيادي نصيب قوى التغيير و 1% المتبقي هو الشخصية القومية الذي يوافق عليه الطرفان. إذن ليس هناك أي مطب من المطبات يمكن أن توقف هذا الجانب أو ذاك. فخروج الحزب الشيوعي أو تعليق مشاركته يدل على أن قوى التغيير كانت تسير بـ”عجلات” الحزب الشيوعي.. فقوى التغيير أتت ودخلت الحوار في 19 يناير بينما الشباب في الحراك منذ سبتمبر وبقيادة تجمع المهنيين وهؤلاء لا يظهرون إلا لماماً.

* لم نسمع للمستقلين صوتاً فهم لا زالوا صامتين؟

– سكوتنا كمستقلين أننا نريد إيجاد مخرج من هذه الأزمات التي نعيشها بتوقيع الاتفاق ولتشكيل الحكومة وتسمية المجلس السيادي، وبذلك نكون قد خطونا الخطوة الأولى نحو حل المعضلات السياسية الراهنة التي تقودنا إلى الاستقرار والفترة الانتقالية التي تنتهي بعد ثلاث سنوات وثلاثة أشهر لحكومة منتخبة، وهي الحكومة المدنية التي تتسلم السلطة، لأنه الآن مدنية السلطة في عسكريتها وعسكرية السلطة في مدنيتها.

* هل أنتم راضون عن أداء تحالف قوى التغيير سياسياً؟

الإخوة في قوى التغيير يريدون أن يكونوا المصفاة التي يمر عبرها كل الذين سيشاركون في السلطة وهذه “كلتبقراطية جديدة أشبه بالكلتبوقراطية الدينية”، التي كان يمارسها النظام المعزول، ويكون السودانيون قد استبدلوا نظاماً “كلبوقراطياً قديماً بنظام كلبوقراطي جديد”. نظام احتكر الوطن واستحوذ على مفاصل الدولة في السلطة والمال والقوة، وهذا ليس مقبولاً وحتى وإن قبل نظرياً فعملياً لن يجدوا من بين السودانيين من يبارك هذا النظام.

*هناك ترنح من الشيوعي يخوض المفاوضات من جهة ويعارضها من جهة أخرى؟

– هذه هي تكتيكات الأحزاب العقائدية التي تقوم على لعبة تدوير الحلقات، ولكنها في النهاية تلتقي عند مصلحة الحزب، إذ لا يعقل أن يكون صديق يوسف مغيباً هو الآخر عن ما يجري في أضابير التفاوض. الحزب الشيوعي “يستهبل” الناس، فهو يريد أن يلعب على كل الحبال ويوجه المسير نحو هدفه فقط. مدنية السلطة لا يزايد عليها أحد، ونتيجة المفاوضات تؤكد ذلك، رغم أنها نصت على الفترة المدنية التي بها عسكر وحتى هؤلاء لا يزيدون عدداً عن المدنيين في الجانب التنفيذي والتشريعي. والكاريزما المدنية هي التي تقود للشرعية الدستورية من خلال تلك الانتخابات المنتظرة. ونتمنى أن يكون السودان كله دائرة دستورية واحدة وكبيرة لعظمة عددية القوى الحزبية في الساحة السياسية.

* تعقيدات المشهد السياسي الآن، هل هو نابع من العهد الذي قطعه العسكري بأن الحكومة القادمة لن يُقصَى فيها أحد؟

– هذا العهد خاص بالعسكري، ولكن السؤال لماذا قوى التغيير تعارض مشاركة الآخرين لها في السلطة، ولا يوجد أحد منحها هذا الحق. ولابد للناس أن يتساءلوا عن منطقية قوى التغيير، ولا يريد مواطن الاستمرار في السودان بدون حقوق، ونحن كسياسيين في بلادنا نشارك متى ما كانت المشاركة بالاتفاق أو بالتراضي أو بالانتخابات. لا يوجد منطق يقر لهم استلام السلطة كلها الآن، وفي يدهم السلطة التنفيذية والتشريعية.

*هل هذا هو موقف المستقلين للمشاركة في السلطة كيف جاءت وبأي طريقة كانت؟

– نحن موقفنا واضح لا لبس فيه وهو لا عزل ولا إقصاء إلا لمن أبى، فالكل سيشارك، ولكن الإمام الصادق المهدي قال إنه لن يشارك إلا عبر الانتخابات، هو حدد موقفه لوحده، لا أحد ألزمه بذلك، فهذا لا حجر عليه، هو برضاه اختار ذلك، ولا يوجد من يملك السلطة لعزل الآخرين.

*كيف تنظر لتكتلات المشهد السياسي القادم؟

– السودان سيتجه لاتجاهين، إما الاتجاه اليميني الليبرالي أو الاتجاه اليساري العلماني، والصراع سيكون للبرامج والمشاريع السياسية التي جربت في السودان وفشلت، إذا كان هناك من يحاول إعادة إنتاجها سوف يفشل، ونؤكد أن المستقلين هم من قاد حركة الوعي والاستنارة للناس لهم حقوق وواجبات، ونسعى أن يكون ما نقدمه في مصلحة السودانيين، والحقيقة هي أن ليس الكل سوف يحكم، وإنما سيشاركون لوقف النزاعات في السودان.

* قلت إن المرحلة القادمة ليست للمشاريع السياسية فسّر أكثر؟

– هو أن السودان يجب أن يسع الجميع، وأن المرحلة القادمة للمشاريع الخدمية ومرحلة للوحدة، فنحن قد عشنا أصعب المراحل في حياتنا خلال المراحل السابقة. وبفضل سياسة التمكين التي اتبعت خلال النظام السابق كانت هناك تكتلات كثيرة غائرة خرج على إثرها الكثيرون من أبناء الوطن، ولذا نحن نريد حكومة رشيقة خلّاقة من كفاءات ومستقلين وبلا محاصصة، فعملية التأخير على التوقيع على الاتفاق ربما أثار الشكوك في المجتمع الدولي عن مسار الاتفاقية نفسها، في الوقت الذي يمتاز السودان بكل مقومات الحضارة البشرية.

*الكثيرون يتخوفون من ردة فعل القوى السياسية إذا ما أقصيت عن المشاركة؟

– ليس من الحكمة أن تمثل أو تشارك كل القوى السياسية في السلطة، لأن التركيب الهرمي للقمة يضيق كل ما ارتفع للأعلى ولكن قاعدتها تتوسع، بحيث يقبل كل القوى السياسية فعلى الناس أن يعملوا داخل القاعدة وسيصلون للقمة يوماً ما. ليس هناك من له مصلحة في توتير الأوضاع في البلاد، لأن البلاد عانت الكثير، ومن حق الناس أن يروا بلادهم آمنة ومستقرة، فالقوة لا تصنع أمنأ وإنما الأمن هو الذي يحمي القوة ويحصنها، وعلى الحاكمين أن يراعوا ذلك.

*المشاورات التي تجري الآن مع الحركات المسلحة في أديس كيف تنظرون لها وما أثرها الإيجابي على تعقيدات الداخل؟

– الحركات المسلحة تظن أنها هي البديل باعتبار أنها هي من حارب، وهي الشريك الأصيل للحراك، وفي ذلك لا تريد أن يفاوض نيابة عنها وأدخلت ما يسمى بالملحق على الاتفاق، هم يريدون المشاركة في السلطة وتمثيلاً. لن يقبلوا حديث أو منطق أي إنسان لا الحرية ولا المجلس العسكري، هم يحاربون من أجل المناصب ولن يقبلوا بغير ذلك. وعلى قوى الحرية والتغيير أن يفهموا ذلك أنهم إذا توصلوا معهم لاتفاق فإن عليهم التنازل عن بعض حصصهم في المجلس السيادي أو المجالس الأخرى لأنهم لم يقبلوا بغير ذلك، لا مناوي ولا الحلو كلهم سواسية لا يقبلون بغير المناصب الوزارية ونواب الرئيس.

*معنى ذلك هل ستقوم حكومة الفترة المقبلة على المحاصصة مثلاً؟

– نعم قد يحدث ذلك وعلى قوى التغيير أن تدرك ذلك حتى لا يمثل اتفاقهم مع الحركات إذا تم التوصل إليه عقبة في المستقبل فالحركات المسلحة تريد المشاركة على المناصب وعلى قوى التغيير أن لا يقوموا بمضايقة العسكريين في نسبتهم. وإذا كانوا لا يعلمون ذلك؛ نقول لهم ما يجري الاتفاق حوله الآن في أديس يقود إلى حكومة محاصصة وليس حكومة كفاءات كما قال الاتفاق.

*بالنسبة للمستقلين وأنت تمثلهم ما هو مصيركم هل ستشاركون في السلطة المقبلة؟

نحن مشاركون وليست هناك مزايدة في ذلك، ولا مساومة في ذلك حتى ولو كنا حاكمين أو محكومين يهمنا مستقبل هذا الوطن.

*كيف سيبدو حال المرحلة الانتخابية في ظل ظهور تكتلات وتحالفات سياسية في الساحة السياسية اليوم؟

– باي حال من الأحوال لن تشارك في الحكومة المقبلة إلا باسماء جديدة، ولكن هذه التكتلات بها شخصيات لها أوزانها في مناطقها وأهلهم لن يساوموا عليهم، وهؤلاء من المستحيل منعهم لأنهم قيادات. نحن نقول يجب ألا يحرموا الناس، ولكن نحن نريد محاكمة المفسدين إذا أفسدوا نحاسبهم وإذا لم يفسدوا يجب ألا نحاسبهم بجريرة الآخرين.

*حتى وإن كانوا من الحزب الحاكم السابق؟

– حتى وإن كانوا أبناء البشير نفسه أو إخوانه، إذا لم يفسدوا.

*هذا يسمح للمؤتمر الوطني بالمشاركة بذات الاسم إذن؟

– لا ليس بالاسم القديم، ولكن يمكن يشاركوا إذا غيّروا اسمهم لا ضير في ذلك، فالاسم القديم يحمل الكثير من التساؤلات والاتهامات.

* الجبهة الثورية الآن خارج إطار قوى الحرية والتغيير كيف تنظر لموقفهم من الاتفاق؟

– الجبهة الثورية هي في نداء السودان، وهو برئاسة الصادق المهدي، وهو أحد مكونات الحرية والتغيير، لكن هناك تهميش وهو ما يدفعهم لإظهار مثل هذه المواقف، فالاندفاع من غير حكمة يجعل الآخرين ينسحبون لأن هناك عقلاء في السياسة وحكماء مثل الصادق المهدي الذي هو أعقل حكماء أفريقيا، وعندما يرى مثل هؤلاء أن الأمور لا تسير كما ينبغي، ينسحب حتى لا يضع تاريخه على المحك.

* هل من أجندة تعرقل التوصل لاتفاق نهائي بين المجلس العسكري والحرية والتعيير؟

– لا توجد مثل هذه الأجندة، ولكن هنالك حتماً خلافات داخل جسم الحرية والتغيير، لأن المجلس العسكري جسمه موحد ويأتمر بالراتبية العسكرية، ولذلك لابد للمجلس العسكري الانتباه لتسريبات عن ترشيح الدقير لرئاسة مجلس الوزراء وهو رجل سياسي، وهذا يخالف المنصوص عليه، وإذا تم هذا فإن الحكومة سوف تتكون من أحزاب قوى التغيير، لكن إذا جيء بشخصية مستقلة، فإن الحكومة سوف تتكون من الكفاءات والمستقلين، لأن الأحزاب لن توافق على رئاسة الدقير وهو حزبي، وفي نفس الوقت يمنع الأحزاب من المشاركة.

*الشروط الواردة في الميثاق السياسي تؤكد أن الذين شاركوا في الانتقالية لن يشاركوا في الانتخابات كيف تقيم هذا؟

– نعم، هذا كلام جميل، لكن السؤال مدى الالتزام بهذا البند ويجب أن يعلم الجميع هذا حتى لا يقعوا في المحظور مستقبلاً يجعلهم يبحثون عن قوانين جديدة تبرر مشاركتهم في الانتخابات القادمة، فالشعب السوداني شعب واعٍ ولا يمكن أن يمرر مثل هذه الألاعيب.

*معايير رئيس الوزراء القادم هل تتوفر في الساحة السياسية؟

– معايير رئيس الوزراء القادم هو أن تكون له علاقات دولية ومثقف ومتزن وقوي الاحتمال يستطيع المحاورة في المحاور الإقليمية والدولية، ويستطيع أن يضبط مجلس الوزراء وأن تكون تصريحاته غير منفلتة، ينفذ ما اتفق عليه، وأن يتابع قرارات مجلس الوزراء، وأيضاً يوازن في العلاقة بينه ومجلس السيادة، وعلى الوزراء أن يكونوا مطيعين للعلاقة مع الشعب وخدامه تحته يخدمون لا فوقه يحكمون.

* هنالك تحديات كثيرة كيف يمكن تجاوزها؟

– الأزمات تتمثل في (6) محاور، الأزمة الرئيسة وداخل كل واحدة منها أزمة أخرى مثل أزمة الاختراق وأزمة الاندماج وأزمة الهوية والشرعية، وهناك أزمة المشاركة وأزمة التوزيع العادل. كما أن كيفية اختيار حكام الولايات يمثل في حد ذاته أزمة، لأن بعضها لا يحتاج حكاماً مدنيين وإنما عسكريون لذلك لابد من مراعاة ذلك، فاستقرار الوطن في المقام الأول، هذا فيما يتعلق بالفترة الانتقالية، أما الفترة الانتخابية فيتم اختيارهم من الشعب.

* وكيف تنظر للملفات والتحديات الخارجية مثل الإرهاب والعقوبات؟

– لا زال السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب، ولابد من تحسين خطابنا السياسي في مخاطبة العالم والابتعاد عن عملية التصعيد ضد أمريكا وغيرها، لأن المحاور الدولية تأخذ بكلامنا. وعملياً الآن نحن في المحور الخليجي الذي هو محور أمريكي باعتبار أننا نحارب الاتجار في البشرن لذلك واجبنا أن نستغل وجود حميدتي الموجود في منصب نائب الرئيس الآن وقواته في محاربة الاتجار بالبشر الذي نجح فيه. وما يقال بأن قوات الدعم السريع جنجويد دعوى عابثة، وليست حقيقية لأنهم يحاولون تأليب العالم على ما حدث في دارفور ويريدون أن يلصقوا اسم الجنجويد بهذه القوات دجلاً دون أن يحسب الناس حسابات الربح والخسارة من هذه المقولات “السريالية الفاسدة”، ومثلها قد يجر البلاد لمرحلة خطيرة لا نريدها.

* هل لا زال الوقت باكراً على الحكومة الانتقالية؟

– الوسطاء الآن أدركوا مواطن المماطلات وسيتم الضغط على قوى التغيير على التوقيع النهائي وبعده سيطالبون بممثلين في مجلس السيادة ولو أن هناك تأخير سيكون في منصب رئيس الوزراء، لأن رئيس الوزراء لن يكون (أنتيكا)، وسيكون رجلاً له تصوره ودرايته وله رأيه. لذلك نحن لسنا مشغولين بهذا كثيراً لجهة أنه لن يتأثر بالمؤثرات الخارجية والسياسي المتمرس يدرك ذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى