الخبير في قضايا الرحّل والرّعاة محمد إبراهيم لـ(الصيحة):

 

الصراع المسلح والاحتجاجات بدارفور أكبر مُهدّد للرحّل

الدولة تعتمد على ضريبة القطعان منذ عهد الإنجليز

الرحّل يواجهون مشكلة قطاع الطرق والرعاة لا يعرفون السياسة ولا بد من تمثيلهم في السلطة

كشف الخبير في قضايا الرحل والرعاة والناشط السياسي محمد إبراهيم، عن عدة مشاكل تواجه قطاع الرعاة في السودان عامة وتحديداً في دارفور.  وقال خلال هذا الحوار، إن قطاع الرحل يواجه التهميش منذ وقت طويل ولم يجد حظه إلا خلال فترة الانجليز لفائدة ضريبة القطعان التي تجنيها الحكومة آنذاك من الرعاة وكشف الخبير عن خسائر كبيرة تواجه الرعاة أثناء ترحالهم من قبل حملة السلاح والمتفلتين الذين يقطعون الطريق ويهدفون أخذ أبقارهم ومواشيهم  بالقوة وقال ‘‘الرحل لا يعرفون السياسة وبعيدون كل البعد عن المركز الأمر الذي أخرج الكثير من تجار المويلح بسبب دفع الشيكات المجدولة عند بيع أبقارهم. وطالب الخبير الدولة بمشاركة الرعاة في الحكومة ليجدوا حظهم من التمثيل في وزارة الثروة الحيوانية. وطالب بضرورة تمويل الرعاة من البنوك لينهضوا بمهنتم وليدعموا من خلالها الدولة.

حوار: عوضية سليمان

ـ حدثنا عن الرحل في السودان وهل هناك جسم ينتمون له أم أنهم رعاة دون مظلة؟

الرحل يتم ترحيلهم عبر مراحيل ويمشون مسافات طويلة حسب الظروف المحيطة بهم وترحالهم على حسب فصول السنة، الصيف والخريف والشتاء، ولكن توجد لديهم مواقع أساسية للاستقرار ولديهم حواكير.

ـ المناطق التي يوجد فيها الرحل بحواكيرهم؟

في إقليم دارفور ولكن ترحالهم لتوفير أو البحث عن الكلأ لأبقارهم.

ـ هل أعدادهم كثيرة لدرجة أن يكون لهم خبراء؟

نعم كثيرون وحواكيرهم متعددة، ولكل نوع من الحيوانات حواكير، ونحن نتكلم عن دارفور لأن  الكل يمتلك حواكير ونظام الحواكير يختلف من وقت لآخر، وفي السابق لا يوجد اهتمام بالحواكير إلا في فترة الإنجليز لأنه كان هنالك نظام موجود من قبلهم وهو نظام سلطنة الفور وبعد ذلك تم تقنين النظام لأجل الرسوم والضرائب.

ـ ما هي موسم الرعاة؟

هي رحلة الصيف والشتاء والشمال والجنوب في مواقع الوديان.

ـ فوائد الرحل في المناطق التي يقطنون فيها بعد ترحالهم ؟

رجعنا للتاريخ وفي فترة وبعد أن نشأت المصانع وكل المشاريع كانت على ضريبة القطعان حتى الإنجليز كانوا معتمدين على ضريبة القطعان وكان الدخل على ضريبة الدولة وكان مبيع الحيوان فى السوق لديها دخول للدولة وتصدير الثروة الحيوانية للخارج يأتي بالعملة الصعبة لذلك لابد من الاهتمام بالرحل في السودان.

ـ المشاكل التي تواجه الرحل الآن في الانتقالية؟

أغلبها في دارفور وهي انسداد المراحيل بعد أن تمت التوسعة في مناطق كبيرة على حساب المرعى ثم ضاقت بهم الأرض والمشكلة الكبيرة هي الصراع القبلي الحاصل في دارفور خاصة الصراع المسلح وصراع حملة السلاح والاحتجاجات وما حصل في دارفور تضرر منه الرحل بصورة كبيرة جدا على مستوى النفس والأموال.

ـ مخاطر النهب وسرقة المواشي، كيف يواجهها الرحل في مساراتهم؟

الرحل يتعرضون للقتل والنهب والسرقات من مجموعات مسلحة  يقومون بترحيل المسروقات من الثروة الحيوانية الى دول الجوار في ليبيا ليتم بيعها، أما الرحل الذين يذهبون للتسوق وبيع مواشيهم في دول الجوار يتعرضون لقطاع الطرق  وهم جماعات مسلحة تأخذ منهم مواشيهم ومن يعترض يقتل وحصل ضرر كبير مما ادى الى نزوح بعض أصحاب المواشي لداخل السودان ونتيجة أيضاً للعنف في دارفور.

ـ قضية الرحل تناولتها اتفاقية السلام بالتفصيل؟

تكلمت الاتفاقية عن أشياء بسيطة ولكن لم تنزل على أرض الواقع، وأكثر ما يتضرر منه الرحل أن الاتفاقية التي تمت في جوبا لم تغير من الوضع شيئاً فما زال هنالك حملة سلاح يهددون الرحل، لذلك لابد من حواكير مقننة عبر مفوضيات ومحاكم وأراضٍ وأن يكون صاحب الحاكورة على حق ويسكن فيها من يشاء وفي الواقع الصراع القبلي في دارفور لم تحل مشاكله والصراع المسلح بسبب أن هنالك ظلما مركزياً واقعاً على الناس، كان الرحل متوقعين من الاتفاقية الكثير على حسب ما ظهر لنا في الاتفاقية بأن دارفور تأخذ ٤٠ في المائة للتنمية، ولكن للأسف وجدنا محاصصة وأن 90% محاصصة للسلطة في مجال الثروة أن الحكام اتجهوا الى قبائلهم وهناك اشخاص لا يملكون مزارع لذاك رحلتهم موسمية.

ـ وبعد الاتفاقية هل الوضع على ما هو عليه؟

نعم، وتوجد إشكالية في شمال دارفور وأن الموقعين حتى حكام دارفور مركزين على ولاياتهم فقط لذلك حرموا الناس من الثروة الحيوانية كلها ولا يوجد عدل.

ـ هل هناك من يمثل الرعاة في اتفاقية جوبا؟

ليس هناك من يمثل الرحل، فقط وبعيداً من موقف الرعاة وبعد التوقيع المسألة أصبحت فيها صعوبة الآن.

ـ معضلة الرعاة في دارفور تعتبر سياسية أم قبلية؟

سياسية وقبلية وأن أزمة دارفور قائمة على القبيلة على مستوى السلطة ولا توجد حاجة اسمها حزب وأن السياسة في دارفور محاصصات قبلية، فالقبيلة الكبيرة تكون موجودة في السلطة، ومازالت المشاكل قائمة في الجنينة وتلس ومناطق أخرى لأسباب قبلية ولم تحل المشكلة حتى الآن. بيد أن الدعم السريع بقيادة حميدتي نشط بشدة لحل المشكلة في الجنينة وتلس وفي كل المناطق على مستوى شرق السودان، وعلى إخواننا الموقعين على اتفاقية السلام أن يسعوا لحل المشاكل.

ـ هل للرحل لسان يمثلهم ويتحدث بمطالبهم؟

الرحل لم يكن لديهم اهتمام بالسياسة ولا يعرفون حتى من يحكم البلد وفي عهد البشير يقولون الحاكم هو النميري لأنهم بعيدون جداً عن السياسة ولكن ضغط عليهم السياسيون وأبناء القبائل الأخرى وحولوهم عبر هذه الضغوط الى ناس يبحثون عن الحياة فصارت السلطة هدفهم وبدأوا يبحثون عن هذه السلطة.

ـ من يقيم على أمر الرعاة والرحل؟

الدولة هي المسؤولة عن الرعاة والرحل.

ـ لماذا لايوجد للرحل كيان ورئيس؟

لأنهم بعيدون عن السلطة ولا يعرفون النقابات ولا الأحزاب ولا الصراعات السياسية، والآن بدأوا يفهمون قضية المطالبة بالحقوق وصحوا الآن وقادرون على حماية حقوقهم.

ـ ماذا يبحث  الرحل الآن؟

المشاركة في السلطة غير موجودة ثرواتهم مستغلة عند الآخرين على مستوى التصدير والآن في سوق المويلح للمواشي غربي أمدرمان التجار يأخذون أبقارهم عبر الشيكات ويتم السداد بعد فترة. كما أنهم لا يعرفون تمويل البنوك لأنهم ‘‘مهمشون’’ وممنوعون من التمويل ولم ينالوا حظهم إلا في عهد الرئيس عبود، ‘‘ كوتات الرعاة’’، وكان أصحاب الإبل لهم كوتة وأصحاب البقر لهم كوتة عبر طريقة ميسرة.

ـ ما هي مطالب الرعاة والرحل؟

إشراكهم في السلطة على مستوى المركز والولايات وأن يتم تمويل الثورة الحيوانية. ونطالب بوقف المشاكل الجهوية خاصة بعد التغيير عبر مؤتمرات للسلم والتراضي، للتأكيد أن السودان للجميع، حتى لا تضيع البلد.

ـ دور الرحل بعد الانتقالية؟

دورهم ملموس ولكن الانتقالية إلى الآن ما اعطتهم شيئا، ويرون أن أحد أبنائهم قائد في السلطة، ولذلك  لابد من مشاركتهم في السلطة ولازم يكونوا موجودين وأن الحركات الموقعة على السلام من حاكم الإقليم أن تكونوا قدر المسؤولية وأن تكونوا حكاماً لأهل دارفور عامة وليس حكام قبائل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى