والي سنار الماحي سليمان لـ(الصيحة)

 

قلنا للمتضررين (إما نرحّل البحر أو أن ترحلوا أو نترككم تموتون بالغرق)

  • لا أحد سيتعرض للظلم بسبب تفكيك التمكين ولا نسعى للانتقام
  • عندما وصلت الولاية واجهتني مشاكل (أم كبك) وسنتجاوزها
  • غير منزعج من هتاف البعض ضدي وهذه ضريبة الحرية
  • البعض استغل مناخ الحرية بالهجوم على المشروعات
  • معالجات قضية الخبز والبترول والفيضانات أكبر من إمكانياتنا
  • 10 آلاف منزل تضرر من الفيضان ولولا الولاية لتم تأجيل امتحان الشهادة

لأنه تربوي في المقام الأول لم يهتم كثيراً بالبرتكولات المعقدة، وحتى عندما هتف ضده البعض اعتبره جزءاً من ضريبة الحرية، ويرى في ذلك عاملاً مهماً بالنسبة للرأي العام أو الجماهيري، فمن من أراد نور الحرية اكتوى بنارها.

والي سنار الماحي محمد سليمان لم تكن له تجربة وخبرة واسعة في إدارة الولاية، إلا أنه يقول عن نفسه أنه جاء لتحقيق العدالة بين الناس وسيقف على مسافة واحدة من الجميع، الرجل استنكر بشدة الاعتداء الذي وقع على منزل القيادي بالمؤتمر الوطني والي سنار السابق العباس، حيث قال إنه أصبح مواطناً الآن ولن يترك أحداً أن يأخذ القانون بيده. رغم أن سنار ولاية تحيط بها التحديات والمشاكل حتى إنه ــــ أي الوالي ــ عندما سألته عن كيف وجد الولاية، قال (واجهتني أم كبك) ربما لديه قناعات كثيرة وكبيرة في المستقبل رغم ظروفه جلسنا معه وطرحنا أمامه الكثير عن ما يدور فماذا قال..

أجراه بسنار: صلاح مختار

ـ هل لنا أن نقف على الوضع في الولاية؟

شكراً لكم على تفقد الأوضاع في الولاية وعكس ما يدور فيها، ونحن نعتبر الإعلام شريكاً أساسياً بالنسبة لنا. ولولا الإعلام ما كانت مشاكلنا والإنجازات تظهر للناس. لا نريد إظهار الإنجازات بقدر ما نظهر مشالكنا حتى نجد الدعم والمؤازرة، ونحن في وقت أشد ما يكون للمؤازرة من كل الناس.

ـ كيف حدثت كارثة الفيضانات؟

بعد عيد الاضحي بدأ الخريف يشتد وهطلت أمطار غزيرة في المناطق الجنوبية لمحلية سنار والسكر، حيث قمنا بزيارة تفقدية فوجدنا قرى كاملة تعرضت للغرق وقمنا بمعالجتها على الفور معالجة هندسية، واستعطنا بعد ذلك الخروج من الأزمة بعد ثلاثة أيام. ولكن الفيضانات التي ضربت الولاية أكبر من إمكانيات الولاية.

ـ ماهي التحديات التي واجهتك منذ أن استلمت التكليف؟

كانت لي 6 ـيام فقط منذ تكليفي واجهتني الأزمة الاقتصادية (أم كوبك) أزمات في الوقود والغاز والدقيق، والسكر, وقمنا بإجراءات فورية مع حكومة المركز، حيث أجريت اتصالات مع وزارة المالية والتجارة والطاقة والتربية وجامعة الخرطوم والدفاع المدني، وشركة السكر السودانية، باعتبارها أنها تمتلك مصنعاً في الولاية، ومن خلال الاتصالات وجدنا أن الوقود المصدق للولاية يقدر بـ (21) مليون و(850) ألف لتر متر مكعب طوال العام، بالحسابات وجدنا حصتنا من الوقود يفترض أن تكون (92) مليون لتر متر مكعب، وقمنا برفع الحصة مما انعكس إيجابًا على استقرار المواد البترولية. أما الغاز فكانت الحاجة (240) طناً شهرياً وتم رفعه إلى 600 طن شهرياً ما تبقى 400 عجز في المواعين وعدم قدرتهم على التخزين، ومن هذا المنبر أدعو أي شخص يريد أن يقوم بإنشاء مستودع للغاز في مناطق محددة سنقوم بالتصديق له فوراً لزيادة السعات التخزينة ولتفادي حدوث ضائقة.

ـ ألا تخشون مسألة التهريب؟

نحن ضابطون هذه المسألة بتعاون وثيق مع الأجهزة الأمنية ولدينا قوات مسلحة منتشرة على طول الحدود، بجانب الشرطة التي تحمي المشاريع الزراعية، الآن الوضع اختلف الثوار موجودون في كل منطقة للإبلاغ عن أي تجاوزات، بجانب ذلك تكوين آليات للرقابة وآلية لاستلام وتوزيع السلع الاستراتيجية على مستوى الولاية لا نستطيع منع التهريب بالكامل ولا يمكن محاربة السوق الأسود إلا بتحقيق الوفرة.

ـ المشاهد في الولاية وصفوف الخبز؟

عندما وصلنا وجدنا أن الولاية مخصص لها 1800 جوال يومياً مستندين على تقدير السكان في العام 2008م، وهو ما يؤدي إلى نتائج خاطئة، ولكن بعد (12) عاماً ارتفعت معدلات السكان وتغيرت الثقافة الغذائية حتى المخابز وجدنا إحصائياتها خاطئة، ورغم ذلك استطعنا رفع حصة الولاية من 1800 إلى 3 آلاف جوال يومياً أيضًا واجهتنا مشكلات ضعف الطاقة الإنتاجية للدقيق في السودان، لدينا 2200 جوال قمح، ولكن لا نعرف أين يتم طحنها ولم نجد مطحناً فاضياً

ـ أين مطاحن تور الدبة التابعة للولاية؟

هذا المطحن يقوم بطحن دقيق الولاية وطاقته الإنتاجية 1500 جوال و300 تأتي من المركز والمطحن لا يستطيع طحن كل احتياجات الولاية.

ـ هل هنالك محاولات لزيادة الطاقة الإنتاجية؟

نعم، هنالك محاولات بتشجع المزيد من الاستثمار لزيادة خطوط الإنتاج بالولاية هنالك خطط للموسم الشتوي المقبل بأن يخصص أي مشروع زراعي مروي 20% من مساحته للقمح، لذلك أي شخص يأتي للاستثمار في مطاحن الغلال يتم التصديق له فوراً.

*مع الأزمات الحالية كيف يتم الاستعداد للموسم؟

نعم، هنالك أزمات لكن تمت زراعة كل المساحات المستهدفة في المشاريع المطرية، وليس لدينا مشكلة فقط. هنالك من تضرر نتيجة للسيول والفيضانات أثر على السمسم الذي يتوقع أن يكون ضعيفاً، بيد أن أرضه تمت إعادة زراعتها بمحصول الذرة الذي نتوقع له إنتاجية عالية منها، بالإضافة إلى إنتاج بقية المحاصيل.

*سنار تعتمد على إنتاج الموالح هل هنالك خسائر في هذا المحصول؟

نعم، لحقت أضرار بالغة خاصة منتجي الموز حيث طالب وفد من اتحاد منتجي البساتين مساعدتهم من الدولة رغم ذلك يعتبرون ما حدث خير لأنهم زرعوا فسائل غير منافسة عالمياً، حيث ظهرت فسائل جديدة سوف يتم تجديد الفسائل القديمة بالجديدة ورب ضارة نافعة نحن محتاجون من الأصناف الجديدة مليون شتلة الحكومة ملتزمة في مساعدتهم وكتبنا خطاباً إلى رئيس مجلس الوزراء لدعم الشتول بـ(50%) والولاية تتكفل بالجزء الثاني.

*ما هو حجم الأضرار في المنازل والمدراس؟

لدينا إحصائيات بالنسبة للأضرار سواء للسكان ويمكن أن يكون عدد المنازل التي تضررت تفوق 10 آلاف منزل في مختلف أنحاء الولاية سنجة وأحدها 1200 منزل غير القرى التي تقع على ضفاف النيل.

*هل هنالك خطط لترحيل تلك القرى؟

شخصياً زرت القرى المتضررة وجدتهم أكثر تفهماً من سكان المدن وقبل أن نقدم لهم المساعدة قلنا لهم أنتم قاعدين في مناطق هشاشة مجهجهين كل عام، بالتالي قلنا لهم إما نرحل البحر وإما أن ترحلوا أو نترككم تموتون بالغرق. قلت لهم لن نترككم إلى الموت ولا نستطيع ترحيل النيل، الحل الوحيد يتم ترحيل القرى. نريد أن نحول الأمطار والسيول والفيضان من نقمة الى نعمة، وسيتم تسجيل كل أراضي القرى إلي جمعيات تعاونية لإعانة الشباب.

ـ وافقتم على عقد امتحان الشهادة رغم الظروف المعروفة للجميع؟

كنا مواجهين بتحدٍّ وسنار الولاية الوحيدة كان يمكن أن تحدد مصير امتحانات الشهادة السودانية في كافة البلاد، حيث ظل اجتماع المركز في انتظار قرار الولاية، لدينا 23 مركزاً لا يمكن الوصول إليها عبر السيارات وكان قرارنا أن يتم إجراء الامتحانات في موعدها بعيداً عن الكارثة التي تأثرت منها الولاية وحتى نستطيع الوصول إلى المناطق استعنا بمروحية لنقل الامتحانات لتلك المراكز بجانب نقل المعلمين وقوة تأمين المراكز.

ـ هل هنالك نسبة غياب؟

هناك نسبة غياب في بعض المراكز لكنها طبيعية 1600 ولأسباب كثيرة منها عامل الزواج لبعض التلميذات وانضمام بعض التلاميذ للعمل وبعضهم ذهب لممارسة الرعي وتمت معالجات وقتية لبعض الحالات.

ـ هنالك انتقادات للجان التمكين بشكل عام هل تم تشكيلها بالولاية؟

نعم، تم تكوين لجنة إزالة التمكين وتضم لجاناً فرعية منها لجنة قانونية وأخرى تتعلق بالأراضي وثالثة تتعلق بالبنوك والمشاريع الزراعية، وبدأت هذه اللجان دراسة بعض الملفات، ونؤكد أنه لا أحد يتعرض للظلم ونطمئن الجميع بأنه لا يوجد انتقام، فقط نريد تحقيق العادالة والمساواة، وإذا كانت هناك أي ممارسات خاطئة نحاول معالجتها حتى تستقيم الأمور، أنا والٍ لكل الناس وسأقف على مسافة واحدة مع المؤيد للحكومة والمعلرض لها.

ـ ولكن هنالك محاولة لطمس حقائق بالولاية؟

حقيقة لم أشاهد هذا لأنه يمثل تاريخاً وفي التاريخ البعض لا يريد بعانخي هل سيقومون بتكسير الأهرامات. لذلك تجدني أقف ضد هذه الممارسات لأنه يمثل تاريخ بلد وأي ممارسة فيها الإخفاق والنجاح ولا بد أن نحافظ على هذا التاريخ لنحاول تجنب الإخفاقات والاستفادة من الإيجابيات ولا يوجد نظام كله فاسد.

ـ كم مرة اعتقلت وكيف علاقتك مع القوى السياسية؟

13 مرة، وخرجت في 11 أبريل، علاقتي مع كل المكونات ممتازة.

ـ كيف الوضع الأمني الآن بالولاية؟

عندما تسلمت مهامي لاحظت أن الولاية تعاني من تراخٍ أمني، ولذلك بدأت في تعزيز علاقتي بالأجهزة الأمنية، وقلت لهم إن المدنية ليست ضد العسكرية، ولكنها ضد الشمولية والدكتاتورية ولا توجد دولة ليس بها أمن ولا شرطة ولا جيش، هناك من يظن أن المدنية ضد العسكرية، خاطبت لجان المقاومة، وقلت لهم لسنا ضد العسكر، ولكن ضد الذي يستغل البندقية ليحكمنا بالقهر وأي حكم يأتي عبر هذا الباب سيكون عنوانه الفساد.

ـ هتف ضدك أبناء من بالولاية كيف تفسر ذلك؟

المدنية فيها ديمقراطية الآن عندما أمر عبر الطريق بسيارتي أسمع كثيراً من الهتافات يسقط الوالي. وأحداث سنجة نفسها عندما زارها رئيس الوزراء كانوا يتهتفون ضدنا، وهذه هي الحرية من أراد نورها فليكتوِ بنارها. الآن القوات المسلحة تقوم بحراسة الزراعة ومصنع سكر سنار، لأن المشكلة التي واجهت المصنع بسبب غياب الحراسة أدت إلى تدني طاقته الإنتاجية إلى (110) آلاف من 20% والسبب  تعدي الرعاة على المزارع والبعض استغل الحرية وصاروا يهجمون على المشروع لذلك اتفقنا مع إدارة المصنع لتعزيز المسؤولية المجتمعية.

ـ البعض يتخوف من مراجعات أداء الحكومة؟

بدأنا العمل على مراجعة ملفات العاملين، بالتأكيد هناك تمكين وآخرون قفزوا بالزانة، مهمة اللجنة أعدت تقاريرها ولكن لم نفصل أي موظف، بيد أنه يتم إرجاعه إلى الوضع الطبيعي، بالتالي تكوين لجنة تفكيك النظام تعمل لإعادة الهيبة للخدمة المدنية تراعي تحقيق العدالة وسنعيد النظر في الوزارات. سنعمل على ترشيد الصرف على الحكومة، سنعيد النقل الميكانكي بالولاية. هنالك مشاكل في الطرق بالولاية سنقوم بإعادة شركة سنار للطرق والجسور بصورة جديدة، حيث وجدناها خاسرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى