محمد الحسن علي أبو رزق يكتب: الهـــــــــــرج والتـــــــــــــــــــوهان

محمد الحسن علي أبو رزق يكتب: الهـــــــــــرج والتـــــــــــــــــــوهان

هل كانت الحالة الاقتصادية  في ‏ مستوى ‏ جيَّد والناس في ‏نعيم عظيم قبل  انقلاب (25)  أكتوبر، كما يسمونه أو يزعمون،  كلا لم تكن جيِّدة كما يدعى المعارضون؟ كان الناس في هلع وشقاء شديد، كان المواطن يسهر الليل لقطعة خبز، ورأينا  النساء يفترشن الأرض في الواحدة صباحاً في انتظار الخبز .

هل قام انقلاب (25)_أكتوبر من فراغ؟ ‏ لماذا لا يسألون أنفسهم عن أسباب تغيُّر الحكم والدوافع؟ والأسباب أهمها الحالة الاقتصادية والعدلية وتتلخص في المظالم بأنواعها .

تم تعيين أعضاء لجنة التمكين بقرار من مجلس السيادة، وهل كان مصحوباً بضوابط  تكبح جماحهم؟ ولماذا تركوا لهم الحبل على القارب؟  وكان الأفضل أن تكون لجنة من  الجهاز القضائي ‏ وهذا تخصصهم وهم أقدر على تمييز المتهم من ‏ البريئ، وسجن من يستحق السجن وتبرئة من يستحق البراءة، وكانت هذه اللجنة من أعضاء حزبيين متطرفين، صلاح مناع، حزب أمة ووجدي صالح، بعثي، وقد سمعتم وقرأتم تصريح الوزيرة في الجامعة الإسلامية، نحن جينا  نكسح ونمسح، وأبعدوها سريع لأنها كشفت هويتهم التي كانوا ينطوون عليها، وتأكيداً لذلك قال وجدي صالح، في القناة السودانية سنفكك المؤتمر الوطني صامولة صامولة،  وهل يدري أن عددهم (6) ملايين، كما قال نافع، أو خمسة إذا صدق، وهل كلهم مجرمين. إن لجنة التمكين مهمتها أن ‏ تهدم كل مرفق  من مرافق الدولة ببلدوزر ويقوم السودان الجديد كما يشتهي عرمان ورفاقه، وبدأ  بمنظمة الدعوة الإسلامية وهي معروفة بأعمال الخير، شيِّدت جوامع ومدارس وخلاوى ‏ ومراكز صحية كثيرة يعرفها القائمون على أمرها أبعدت عدداً كبيراً من الجهاز القضائي وموظفي الدولة كبار وصغار حتى المراسلات، ومنظمة الدعوة الإسلامية مقرَّر لها اجتماع سنوي حضروا كل الأعضاء من الدول العربية المؤسسة لها ومنعها من الاجتماع. وزير العدل وهو حزب أمة، وقال اجتماع غير قانوني، لأن نميري أعفاه عندما قامت بعض الرسوم وهي عمل خيري كبير وهذا لا يستوجب هذه المعاملة، وتراجعوا بعد أن قامت عليهم الصحف، وأمريكا والاتحاد الأوربي  والبنك الدولي علموا من عملائهم. إن الذي اتفقوا عليه في نداء السودان لم تتم دولة علمانية مدنية كاملة الأركان، إلا إذا أبعدوا الإسلاميين من الساحة، ووجدوا سبباً وتعللوا بأن الحكومة لم تشكل مدنية خالية من العسكر لكي نرسل المساعدات وهذا  خطأهم يوعدوا ويخلفوا.

‎وأما القرار الذي تسبب في هذا الهرج والتوهان كان قرار صاح مئة في المئة. وأنا ذكرت في صحيفة_القوات المسلحة تصحيح مسار وليس انقلاب، ولكن الرئيس البرهان تأخر كثيراً في إعلان حكومة، ويجب الإسراع، ونظن أن بعض الظن إثم، هل ينتظر ضوءاً أخضر من جهة ما، بكل الأحزاب، مثلاً: الاتحاد الأوربي وأمريكا والحركات المسلحة، أما ماذا؟ لن ينفعوك أبداً.

قال تعالى (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)

ومصلحة الوطن ترجح بكفة هؤلاء كلهم.  توكل على الله وامضي في الطريق المستقيم، وعدد كبير من الشعب معك والله الموفق .وأما تعطيل لجنة التمكين قرار صاح، إلا أن يتم تحويلها للقضاء، والبرهان هو حاكم لكل السودانيين  وكان  القرار حكيماً، لأنه وقف على مسافة واحدة من كل المواطنين وهذا هو العدل. أعضاء المؤتمر الوطني لم يكونوا كلهم أبرياء منهم من فسد وأفسد وظلم، والمدانين كلهم في السجون ولا يجوز تعميم التهم والعقاب على كل إسلامي، والباب مفتوح لكل من لهم حق على شخص .أما أن يعم الظلم فهذا هو الخطأ الذي دفع البرهان لتغيير الحكام والظالمين بأفضل منهم إذا لم يحصل ذلك يضطر المظلوم يشتكي الحاكم لله أو يأخذ القانون. بيده  يضطر للقتل أو الإذاء الجسيم . وأخيراً أيها المعارضون أنتم في حرية مطلقة مظاهرات  ليل نهار وتخريب وكتابات في الحيطان كلام فاحش وكلام في القنوات الخارجية كله كذب وبعد هذا تقولون انقلاب عسكري، وأنتم في حرية مطلقة اخجلوا تعلَّموا الصدق في أقوالكم وأفعالكم تكونوا صالحين.

وقد حصل التغيير في كل بلاد العالم،  مثال بريطانيا، سقطت حكومة شرشل من شح المواد التمونية،  بعد كل العظمة التي نالها بتحرير بريطانيا من قبضة   هتلر ولكنهم ما نسوا أفضاله على الشعب البريطاني، كان تشييعه لا يقل عن تشييع الملكة أليزابيث، افعلوا الخير الشعب يكرمكم ولن ينسى أفضالكم اخدموا بلدكم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى