معهد السلامة الأمريكي: خروج الجيش من العملية التفاوضية فرصة للانتقال الديموقراطي.. كيف؟

 

الخرطوم: عوضية سليمان    21 يوليو 2022م

شغلت قضية السودان العالم الخارجي وحظيت باهتمام دولي بالغ الأهمية في ظل الصراع المحتدم مابين العسكر والمدنيين في كيفية تحقيق الانتقال، حيث يتمسَّك كل طرف برؤيته نحو تحقيقه .

وبعد خطاب البرهان الأخير والذي أعلن فيه خروج الجيش رسمياً من العملية التفاوضية، اعتبر  معهد السلامة الأمريكي أن خطاب  رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان الذي تضمَّن خروج الجيش من الحوار الجاري  بأنه فرصة لعودة الانتقال في السودان. وقال: إن الإعلان المفاجئ الذي أصدره البرهان بأن الجيش على استعداد لتسليم السلطة للمدنيين يقدِّم فرصة للانتقال الديموقراطي إلى مساره الصحيح، ونوَّه إلى أن هنالك حاجة إلى مشاركة دولية منسَّقة ومستدامة وعالية المستوى تساعد البرهان في تسليم السلطة إلى المدنيين، وأشار التقرير إلى أن الكثيرين يشككون في صدق الجيش في إعادة السلطة. وقال التقرير، يجب على السودانيين الاتفاق حول الطريق الذي يؤدي إلى الأمام لثورتهم التي حققوها بشق الأنفس بما في ذلك الدور المستقبلي للجيش.

الإسراع في التسليم

وكان رئيس المجلس العسكري الانتقالي عبد الفتاح البرهان، قد قال – في خطابه الذي علَّق عليه معهد السلامة الأمريكي – إن المؤسسة العسكرية ملتزمة بتسليم السلطة للمدنيين، داعياً القوى السياسية إلى التوافق، لأن ذلك من شأنه إسراع عملية تسليم السلطة للمدنيين. وقال: إن توافق القوى السياسية حول الحكومة المدنية القادمة سيساهم في الإسراع بتسليم المجلس العسكري للسلطة. وقال: إلى الآن لم نتلق أسماء من القوى السياسية بما فيها قوى إعلان الحرية والتغيير، مشيراً إلى أن تشكيل مجلس عسكري مدني مطروح للنقاش، وفضَّل البرهان بأن تكون الحكومة القادمة حكومة تكنوقراط، مضيفاً: إذا قدَّمت القوى السياسية مقترحاً لتشكيل حكومة انتقالية متفق عليها غداً سنسلِّم السلطة.

تعزيز الانتقال

وتعليقاً على رؤية معهد السلامة الأمريكي قال المحلِّل السياسي عبد الله آدم خاطر لـ(الصيحة): إن قمة جدة أشارت إلى أن السودان يجب أن يدعم فيه التحوُّل الانتقالي الديموقراطي بوسائل محدَّدة جداً عن طريق الأمم المتحدة ومجموعة الأربعة وهي تضم: الولايات المتحدة والسعودية والإمارات، وقال: لحسن حظ السودان فإن المجتمع الدولي متفهم الحالة السودانية، مؤكداً استعداده لدعم التحوُّل الانتقالي، وأضاف: في هذه الحالة هنالك مجهودان خرجا في نفس الوقت، المجهود الأول مجهود القوى المدنية سواءً أكانت حزبية أو مدنية التي تعمل على تعزيز  طريق الانتقال الديموقراطي، والثاني  المجتمع الدولي الذي يعمل على مساعدة السودانيين على الانتقال. وقال: إن المجتمع الدولي لا يتدخَّل في الشأن السوداني إلا برغبة السودانيين أنفسهم، موضحاً بأن المجتمع المدني في السودان مطلوب منه خارطة طريق صحيحة في الانتقال الديموقراطي وفي نفس الوقت رسم خارطة طريق للاستفادة من المجتمع الدولي للانتقال من الواقع العسكري الحاضر إلى الواقع المدني المنشود، وحول الضمانات التي ذكرها معهد السلامة قال خاطر: الضمانات بالنسبة للبرهان بعد خروجه من المشهد، ربما يُعامل معاملة الرؤساء السابقين كزين العابدين بن علي أو غيره من الرؤساء، موضحاً بأن ابن علي كان موجوداً داخل المملكة. وقال: إن هذه المساعدة لا تتم إلا بموافقة ورضا السودانيين. وقال: إن التدخلات الأجنبية في قضية السودان والمطالبة بتسليم السلطة تعتبر مساندة لضغوط السودانيين بالداخل ولمساعيهم المستمرة للوصول إلى الدولة المدنية.

خطوة جديدة

ويرى المحلِّل السياسي الضيف عيسى عليو لـ(الصيحة) أن خطاب البرهان وقراره بانسحاب الجيش من العملية التفاوضية الجارية فعلاً فرصة لعودة الانتقال، ويعتبر هذا تحليل جيِّد جداً المجتمع الدولي تجاه  قضية السودان، موضحاً بأن هذه خطوة جديدة من الولايات المتحدة الأمريكية ومن يمثلونها بأن هنالك قناعة تامة بأن خطاب البرهان سيؤدي إلى انتقال، مضيفاً بقوله: وهذا ما يستوجب فهمه من الأمريكان، مؤكداً عدم فهم الأمريكان لهذه الخطوة سابقاً. وقال: إن خطاب البرهان واضح بخروجه عن العمل السياسي تماماً وترك الميدان إلى المدنيين للتحاور من أجل استلام السلطة. وقال: إن البرهان ليس بإمكانه أن يفعل أكثر من ذلك، مؤكداً عدم حاجة البرهان لضمانات من المجتمع الدولي.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى