البحث عن تهيئة مناخ ورأب الصدع.. حميدتي “ترند” الساحة السياسية

الخرطوم- آثار كامل
البعض متشائم والبعض الآخر متفائل بما تم من توقيع اتفاق إطاري لإخراج البلاد من النفق المظلم منذ الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، وإيجاد حل للأزمة بين المكوِّنات السياسية والبحث عن حلول تعيد البلاد إلى المسار الديموقراطي ونجد أن الساحة السياسية في الفترة الأخيرة امتلأت بالمشاكسات السياسية ورفض دستور المحامين رغم قبول قطاع واسع به مما نتج خلافات بين السيدين الحسن وجعفر الميرغني، ومعارضة الكتلة الديموقراطية وكل ذلك وجد أرضية خصبة لطفح تلك الخلافات للسطح دون التوصل لحل.
مأدبة عشاء
أقام نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، مأدبة عشاء على شرف مولانا السيد محمد عثمان الميرغني الشريف، رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وبحضور عضوي مجلس السيادة القائد مالك عقار والدكتور الهادي إدريس وعدد من الوزراء ورؤساء الأحزاب السياسية وقادة الحركات الموقعة على السلام ورجال الإدارة الأهلية والطرق الصوفية ورجال الأعمال، وثمَّن نائب رئيس مجلس السيادة جهود مولانا السيد محمد عثمان الميرغني، الوطنية والسياسية وقدَّم التهاني والتبريكات الشعب السوداني بمناسبة أعياد الاستقلال المجيدة وذكرى ثورة ديسمبر، وحيَّا مجاهدات الرعيل الأول وفي مقدِّمتهم السيد إسماعيل الأزهري والسيد علي الميرغني والسيد عبد الرحمن المهدي والأستاذ عبد الرحمن دبكة، وغيرهم من الرواد الوطنيين الذين أسهموا في استقلال السودان.
داعيًا الجميع إلى الوحدة والتكاتف والعمل على استقرار وتنمية السودان والاهتمام بالمواطن والنظر إلى مصلحة السودانيين والعمل على نهضة البلاد ونبذ الفرقة والشتات، من جانبه شكر مولانا محمد عثمان الميرغني، الفريق أول دقلو، على الدعوة، وحيَّا الشعب السوداني قاطبة، داعيًا بالتوفيق والسداد والنجاح لجميع السودانيين.

 

توسيع القاعدة
سبق وأن أعلن الحزب الاتحادي الديموقراطي الأصل بقيادة محمد الحسن الميرغني،عن مبادرة لتوسعة قاعدة الاتفاق السياسي الإطاري، وقال المتحدث باسم الحزب هاشم عمر، في بيان: إن تحركات الحسن تصب في اتجاه”توسيع قاعدة الاتفاق السياسي الإطاري، ودعم الانتقال المدني الديموقراطي، في اتجاه التوافق الوطني العريض واستقرار الفترة الانتقالية”، وحث هاشم القوى السياسية للالتحاق بالاتفاق، ووصفه بالضامن للأمن والاستقرار وإعادة الدعم الدولي. وقال: إن المرحلة الحالية تتطلب تغليب المصلحة الوطنية، والتسامي على الأنانية والذاتية.
تحرُّكات دقلو
منذ وصول مرشد الختمية السيد محمد الحسن الميرغني، من قاهرة المعز لم تكن الأجواء العائلية مستقرة وصل الأمر إلى تقرير الحزب الاتحادي الديموقراطي الأصل تجميد عضويته وكان يتولى رئيس قطاع التنظيم متهماً إياه بارتكاب مخالفات تنظيمية وبالنظر إلى الأزمة الحالية ومآلاتها، وبعد التوقيع على الأتفاق الإطاري بين الحرية والتغيير والعسكريين، أصبح الأمر مابين مؤيد ومعارض مما سبب خلافات داخل الاتحادي نجح محمد حمدان دقلو، بعد التوترات في أن يجمع السيد محمد الحسن الميرغني، بأبنائه رغم الاختلافات وكل ذلك في ظل الوصول لتوافق وتهيئة مناخ وإجراء حوار وسماع وجهات نظر الكل للخروج بمقترحات لحل الأزمة.

خلافات السيِّدين
ويرى المحلِّل السياسي أحمد الشيخ في حديثه لـ (الصيحة) أن محمد حمدان دقلو، بعد التوقيع على الاتفاق الإطاري يحاول أن يصلح ماحدث من توتر داخل بين الميرغنية بسبب السياسة وإقناع الأطراف بالجلوس والحديث بتوافق يمكن أن يفلح في حل الأزمة،ونجد ذلك خلال حديثه في مأدبة العشاء بدعوته للجميع إلى الوحدة والتكاتف والعمل على استقرار وتنمية السودان والاهتمام بالمواطن والنظر إلى مصلحة السودانيين والعمل على نهضة البلاد ونبذ الفرقة والشتات، وأضاف الشيخ: يمكن القول إن تحرُّكات دقلو، يمكن أن تحقق نجاحاً في جمع الأطراف وانطواء صفحة الخلافات بين السيِّدين جعفر والحسن،بعد تباين آرائهما حيال الأزمة السياسية.
المصالح السياسية والحزبية
قال المحلِّل السياسي وأستاذ العلاقات الدولية حامد يس، في حديثه لـ (الصيحة): إن الوضع السياسي الراهن يحتاج إلى تقديم تنازلات، وأضاف بأن العديد من المبادرات سعت إلى جمع الصف، ولكن تعرض منها الكثير إلى التخوين والتحرُّك بواسطة المؤتمر الوطني المحلول بجانب وقوف العديد من الأحزاب السياسية ضد تلك المبادرات، وأضاف يس بأن الحزب الاتحادي من الأحزاب التي تتمتع بثقل سياسي وماحدث مؤخر داخل الحزب من خلافات يعتبر كجزء من أي خلافات تحدث داخل الأحزاب، منوِّهاً بأن محمد حمدان دقلو، في الفترة الأخيرة أصبح “ترند” المشهد وهو يحاول أن يتدخل لحل الأمور المستعصية، ونجد ذلك خلال لقائه بالميرغني والسيدين بعد الخلافات الأخيرة بجانب إقامته مأدبة عشاء قبل يومين فيها عدد من فرقاء السياسة، ونقرأ ذلك في إطار إيجاد دقلو، حل للخلاف داخل بيت الميرغني، بجانب حث الجميع علي التوافق ودعم الاتفاق الإطاري باعتبارة مشروع مرحلي مهم، ودعم خط التوافق الشامل، مما يساهم في إخراج الجميع من سياسة التشاكس إلى دائرة الفعل الإيجابي واسترداد الدولة المدنية ومعالجة القضايا العالقة مثل معاش الناس، والاقتصاد، وفي رأيي أن السودان عان لأكثر من ثلاثة عقود، من نظام الإنقاذ وليس له الاستطاعة أن يتحمَّل مايحدث الآن من تشاكسات بين القوى السياسية، لأن الشعب بطبعه ملول فلابد من كافة القوى المدنية والعسكرية النظر إلى مصلحة الوطن وترك المصالح الحزبية والسياسية الضيِّقة .
من جانبه قال الخبير الاستراتيجي أحمد ساتي: إن التحركات التي يقوم بها محمد حمدان دقلو، كلها تشير إلى أنه حريص على استقرار السودان ويعمل على إحداث توافق بين كل المختلفين سياسياً لأنه وعى تماماً مايحيط بالسودان من مخاطر ومهدِّدات.
وذكر أن حميدتي وبعد أن جمع السيدين الحسن وجعفر الميرغني جمع رئيس مجلس السيادة البرهان وقيادات الجبهة الثورية الرافضة للاتفاق الإطاري ومعهم مولانا الميرغني، وكلها وأن كانت لقاءات اجتماعية إلا أنها تحمل -أيضاً- مؤشرات سياسية .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى