استدعاؤه لا يكفي

* يبدو أن لندن ورغم مرور (64) عاماً من خروجها منها لا زالت ترى في الخرطوم تلك العاصمة التي تتبع لإمبراطورية الشمس التي لا تغيب.

*فلندن ولورداتها وسفراؤها لا يريدون للسودان وشعبه غير مزيد احتراب في أطرافه وخلاف بين أبنائه وتشهد على ذلك مواقف بريطانيا العدائية في الخارج والداخل.

*على الصعيد الخارجي، تتصدر لندن كل محاولات تحسين صورة السودان في المحافل الدولية بناء على تقارير مغلوطة وغير صحيحة عن الوضع الراهن بالبلاد، لعكس صورة سالبة عن المجلس العسكري

*أكثر ما يؤكد على عداء بريطانيا ضد الخرطوم، تلك التحركات المريبة التي يقودها سفير لندن لدى الخرطوم عرفان صديق خلال الأيام الماضية والتي تهدف في مجملها لتأكيد زعمه بأن المجلس العسكري هو امتداد للنظام السابق في محاولة منه لإثارة الخلافات داخل القوى السياسية بالبلاد.

* فالسفير عرفان لم يترك قوى سياسية معارضة لم يجتمع بها ويؤلبها على الوضع القائم.

*لعلنا نتذكر تلك المعلومات المغلوطة التي دفع بها الرجل إلى حكومة بلاده والمجتمع الدولي إبان فض الاعتصام وزعمه بإلقاء عدد من المعتصمين في النهر بجانب معلومات أخرى مغلوطة.

* قبل نحو شهر من الآن، استدعت وزارة الخارجية السفير البريطاني لدى الخرطوم، عرفان صديق؛ احتجاجاً على تصريحاته بشأن تطورات الأحداث في البلاد. وقال بيانٌ للوزارة حينها: “استدعت وزارة الخارجية السفير البريطاني للإعراب عن انشغالات وتحفظات السودان تجاه تصريحاته ومواقفه غير المتوازنة تجاه التطورات والأحداث الحالية في البلاد، التي ظلَّت على هذا النحو منذ أبريل الماضي”.

* المتحدث باسم الخارجية، أبوبكر الصديق محمد الأمين، قال حينها إن التغريدات المتكرِّرة لعرفان على تويتر ومحتواها “تتعارض مع الأعراف الدبلوماسية الراسخة، ومبادئ سيادة الدول المتساوية، التي تنبني عليها العلاقات الدولية والمنظمة الأممية الجامعة للدول”.

*وأشار إلى “الوقائع المبتورة التي أوردها السفير البريطاني عن ملابسات فضّ الاعتصام من أمام قيادة القوات المسلحة، التي تبنّتها وزارة الخارجية البريطانية، حيث غضَّت الطرْفَ على سبيل المثال عن حقيقة إعلان المجلس العسكري الانتقالي استعدادَه للتفاوض دون أية شروط مسبقة”.

*عرفان أشار في تغريدته على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، تويتر إلى عدم وجود ما أسماه بإرادة قوية من جميع الجوانب في السودان لإنهاء العنف في البلاد، لافتًا إلى أن مقتل أكثر من 19 شخص مؤخرًا، يجعل جميع صانعي القرار في السودان التفكير مليًا قبل اتخاذ أية قرارات. طالب صديق، المجلس العسكري الانتقالي السوداني بالإفراج الفوري عن ثلاثة من السياسيين والنشطاء (عرمان وجلاب وأردول) المعتقلين حينها.

*والأسئلة التي تطل برأسها هنا لماذا تعادي لندن الخرطوم؟ وإلى متى سيظل هذا السفير يقوم بدور الوصي على الشعب السوداني؟ ومن منحه هذه المساحة التي يتحرك فيها؟

*وتمتد الاسئلة… حتى متى ستظل الخارجية صامتة إزاء هذا الانتهاك الدبلوماسي الصارخ من قبل هذا السفير المتطاول؟

* اطردوه إن استطعتم إلى ذلك سبيلا… فسفير يفرق جمعنا ويعمل وفق سياسة بلاده (فرق تسد) والتي ركلتها منذ قرن من الزمن أجدر به مزبلة التاريخ.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى