بوساطة حميدتي “دمج القوات”.. اتفاق الفرقاء الجنوبيين يدخل حيِّز التنفيذ

 

الخرطوم: القسم السياسي        15   ابريل 2022م 

رحب نائب رئيس المجلس السيادي، الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي”، بقرار رئيس جنوب السودان، سلفا كير ميارديت، تشكيل قيادة موحدة للقوات النظامية في بلاده، حسبما نصّ اتفاق هيكلة القيادة الذي تمّ توقيعه قبل أسبوع، معتبراً الخطوة بمثابة التزام القيادة بتحقيق السلام في ربوع البلاد. وكان “حميدتي” نجح  في جعل الفرقاء الجنوبيين التوقيع على اتفاق لإقرار السلام من خلال إعادة هيكلة قيادة القوات المسلحة.

وحسب مراقبين، فإن قرار دمج القوات المعارضة بقيادة رياك مشار في الجيش الوطني بمثابة خطوة عملية للاتفاق الذي توسّط فيه “حميدتي” ومن الركائز الأساسية لتنفيذ عملية السلام، وكان الرئيس سلفا كير قد أصدر قراراً الاربعاء بدمج ضباط بالجيش موالين لنائبه رياك مشار رسمياً في قيادة موحدة للجيش، وقال المتحدث العسكري باسم مشار لام بول جابرييل إن الخطوة ستساعد في وقف انتهاكات وقف إطلاق النار حالياً في مناطق مختلفة بالبلاد.

خطوة مهمة

وقال “حميدتي” في تغريدة على حسابه في فيسبوك “نرحب بإعلان القيادة في جمهورية جنوب السودان، تشكيل القيادة الموحدة للقوات النظامية، تنفيذاً لاتفاق هيكلة القيادة الموقع في الثالث من أبريل الحالي، وهي بالطبع خطوة مهمة نحو تنفيذ الترتيبات الأمنية، ونحو استكمال مطلوبات عملية السلام والاستقرار بالبلاد”.

وأضاف قائلا “هذه الخطوة تؤكد التزام الأطراف وسعيهم المستمر لإحلال السلام بالبلاد، وتؤكد بصفة خاصّة على الحكمة والإرادة الصادقة التي يتحلّى بها فخامة الرئيس سلفا كير ميارديت، وتطلعه الدائم لتحقيق الأمن والاستقرار الذي يتوق إليه شعب بلاده”.

قرار تاريخي

وقد اوردت “الصيحة” امس نقلا عن رويترز خبراً مفاده أن رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت، أمر بدمج ضباط بالجيش موالين لنائبه رياك مشار رسمياً في قيادة موحدة للجيش، وقال المتحدث العسكري باسم مشار لام بول جابرييل إن الخطوة ستساعد في وقف انتهاكات وقف إطلاق النار حالياً في مناطق مختلفة بالبلاد.

وقال لام لرويترز “ترحب الحركة بالقرار. لقد طال انتظاره حقاً. نأمل فقط أن يمهد هذا الطريق للمضي قدماً لاستكمال عملية التوحيد”، والخطوة التالية هي تخريج جنود الحركة من مراكز التدريب ودمجهم في الجيش، لكن لا يزال يتعيّن تحديد التفاصيل، والتي منها نسبة القوات من كل جانب بدقة.

هيكلة القوات

بداية الشهر الجاري، نجحت وساطة السودان بقيادة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو في حمل الاطراف بجمهورية جنوب السودان للتوافق على هيكلة القيادة العليا بالبلاد ضمن ملف الترتيبات الأمنية، ووقّعت الأطراف الحكومة من جهة، والمعارضة فصيلي الدكتور رياك مشار وحسين عبد الباقي اليوم بالقصر الرئاسي بجوبا على وثيقة لهيكلة القيادة العليا في جميع القوات النظامية وذلك ضمن بند الترتيبات الأمنية، الى جانب التوقيع على خارطة طريق.

ووقّع عن الطرف الحكومي مستشار رئيس جمهورية جنوب السودان توت قلواك وعن الحركة الشعبية المعارضة بقيادة مشار وقع مارتن ابوجا فيما وقع عن مجموعة سوا بقيادة حسين عبد الباقي، خالد بطرس وعن حكومة السودان وقع وزير الدفاع المكلف الفريق الركن يس إبراهيم.

وشهد مراسم التوقيع رئيس جمهورية جنوب السودان سلفا كير ميارديت ونائب رئيس مجلس السيادة رئيس اللجنة العليا لمتابعة تنفيذ اتفاقية السلام المنشطة لجنوب السودان الفريق أول محمد حمدان دقلو، الى جانب حضور النائب الأول لجمهورية جنوب السودان الدكتور رياك مشار ونائب الرئيس حسين عبد الباقي، فضلًا عن حضور عدد من الوزراء والقيادات العسكرية من الأطراف الموقعة.

توحد القيادة العسكرية

ويومها، أعرب المستشار توت قلواك، عن شكر بلاده لحكمة وصبر الفريق أول دقلو التي قادت الأطراف للتوقيع على اتفاق هيكلة القيادة العليا للقوات النظامية، مشيرًا إلى ان دقلو قاد جلسات نقاش ساخنة وعميقة مع الاطراف حتى كللت مساعيه بالنجاح، وقال إن توقيع الاتفاق جنّب بلاده العودة مجددًا الى مربع الحرب خاصة بعد التوترات الأخيرة ، وأضاف ان الشعب كان قلقا، الا ان الاطراف استطاعت ان توحد القيادة العسكرية ، وقال ان للسلام ثمناً باهظاً لا بد من دفعه من اجل مصلحة الشعب واستقرار البلاد.

من جهته، قال وزير الدفاع المكلف الفريق الركن يس ابراهيم، ان الاطراف توافقت على مقترح قدمه السودان منذ اغسطس الماضي وجرى حوله نقاشٌ طويلٌ، مبينًا ان الاتفاق الذي تم التوقيع عليه راعى روح ونص اتفاقية السلام المنشطة، مشيرًا إلى أنه تضمّن خارطة طريق ومصفوفة زمنية للتنفيذ، مشيدًا بحكمة الأطراف خاصةً الرئيس سلفا كير ميارديت الذي تحلى بالصبر وسعة الصّدر وتقديم تنازلات لمصلحة الشعب، داعيًا الحكومة الى التوجه نحو التنمية والخدمات.

ووصف وزير المعادن، ممثل الحركة الشعبية المعارضة مارتن أبوجا، الاتفاق بالخطوة المهمة التي من شأنها تحقيق السلام والاستقرار للبلاد، مشيدًا بالفريق أول دقلو الذي قال انه لعب دورًا محوريًا في تقريب وجهات النظر بين الأطراف، واضاف بعد اليوم لن يكون هناك حربٌ او عدم استقرار، انما سنمضي نحو التنمية واستقرار مجتمع بلادنا.

الطريق الصحيح

بدوره، تقدم ممثل مجموعة سوا خالد بطرس بالشكر للسودان حكومة وشعبًا خاصةً نائب رئيس مجلس السيادة، مشيرًا الى أن الاتفاق جنب البلاد حالة الانسداد السياسي وسوء التفاهم ووضعها على الطريق الصحيح، مشيدًا بحكمة قيادات البلاد في الوصول الى حلول مرضية للجميع.

وكان رئيس جمهورية جنوب السودان، سلفا كير ميارديت، التقى قبيل يوم من توقيع الاتفاق، نائب رئيس مجلس السيادة، الفريق أول محمد حمدان دقلو، حيث سلّمه مقترح السودان بشأن الترتيبات الأمنية وهيكلة جميع القوات، ممتدحاً في تصريح للصحفيين، حكمة وعزيمة الرئيس سلفا كير، الذي أعلن موافقته الفورية على المقترح، مقدماً بذلك تنازلات من أجل تحقيق السلام في البلاد، وقد أبدى جدية والتزاماً بعدم التراجع عن استكمال تنفيذ اتفاق السلام.

ووقتها ذكر “حميدتي” أنه ظل يتابع التطورات الأخيرة مع جميع الأطراف، وقد تلقى تأكيدات بأن ما يُثار عن مظاهر عسكرية أمر روتيني لا يشكل تهديداً لأي طرف، داعياً المجتمع الدولي لدعم جنوب السودان خلال هذه المرحلة الصعبة، لافتاً إلى أنهم كمراقبين وضامنين لاتفاق السلام سيعملون على وضع رؤية تسهم في تمتين جسور الثقة، وتُساعد الأطراف على المضي قُدماً في استدامة السلام، وأضاف قائلًا (نقول لأهلنا في جنوب السودان سيروا في طريق التنمية كفاية خلافات).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى