الدبلوماسية الأمريكية.. تحذيرات من فقدان السودان للمرة الثانية 

 

الخرطوم- الطيب محمد خير      27   ابريل  2022م

حذر الدبلوماسي الأمريكي السابق كاميرون هيدسون من مغبة تحجيم الدور الأمريكي وتأثيره في السودان بسبب ضعف التمثيل الدبلوماسي الأمريكي. وأشار هيدسون في مقال تحليلي له في موقع (أتلانتكس كاونسل) إن السودان عمل مع ثمانية مبعوثين خاصِّين للولايات المتحدة الأمريكية طوال العشرين سنة الماضية، إلا أن المبعوثين يُركِّزون على مناقشة الشأن السوداني في عواصم الدول الإقليمية أكثر مِمّا يُناقشونه في الخرطوم، وأضاف أن واشنطن ترسل مبعوثين خاصّين لا يمثلون وزارة الخارجية الأمريكية، ناهيك عن الرئيس الأمريكي وهذا سببٌ مباشرٌ لاستقالة مبعوثي إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال أشهر من تعيينهما نتيجة الخلافات العميقة داخل وزارة الخارجية، الأمر الذي أضعف دور المبعوث كونه لا يُحظى بصلاحيات كافية لإنفاذ السياسة الخارجية الأمريكية على الأرض، مُطالباً بترفيع التمثيل الدبلوماسي في المنطقة إلى درجة نائب وزير الخارجية وإنشاء مكتب للقرن الأفريقي داخل شُعبة أفريقيا بوزارة الخارجية حال أرادت واشنطن لعب دور فاعل بالإقليم.

وقال الخبير الدبلوماسي السفير د. الرشيد أبو شامة لـ”الصيحة”، إن التمثيل الدبلوماسي عندما يكون مكتملاً على مُستوى السفراء، فهو مفيدٌ للدولتين لأن السفير لديه سُلطات وصلاحيات ووضعية أكبر من أي ممثل أقل من سفير لأنه لا تكون لديه القدرة لإجراء اتّصالات مع الرئيس، بل حتى مع وزير الخارجية ولقاءاته دائماً تكون مَحصورة في الدرجات الأقل في وزارة الخارجية وهذه غير مُهم والمُهم أن يكون هذا الدبلوماسي على مقدرة للاتّصال بكبار المسؤولين فيها، وواضحٌ أن هذا الدبلوماسي قد أحسّ ببعض التحركات من دوائر أخرى في المنطقة وبالتالي أرسل تحذيراته هذه.

من جانبه، قال الدبلوماسي السفير الطريفي كرمنو لـ”الصيحة”، إن الولايات المتحدة لن تكون جادة في علاقتها إلا بترفيع تمثيلها الدبلوماسي وفي حال عدم وجود سفير بالخرطوم تكون العلاقات بعيدة ومُتنافرة وقد يشوبها نوعٌ من الشد والجذب والعلو والهبوط وهذا ما نراه الآن، وأشار كرمنو إلى أنه سبق أن حذّر من استعجال السودان على أيام حمدوك بإرسال سفير السودان لواشنطن قبل وصول السفير الأمريكي، لكن واضحٌ أن الخرطوم كانت مستعجلة على عودة العلاقات وترميم قنوات التواصل، فأرسلت السفير نور الدين ساتي، على الفور وقبل تمثيله، لكن أمريكا تماطلت على أيام وزير الخارجية الأمريكي السابق بومبيو، في وقت كان هذا أنسب وقت أن ترسل أمريكا فيه سفيراً للخرطوم، وهذا يظهر بوضوح أن أمريكا لا ترغب في تقديم أي مساعدات للسودان سياسية أو اقتصادية لأنّهم قد يرون أنّ الوضع بعد 25 أكتوبر لا يُشجِّع على أن يسموا سفيراً.

وأضاف كرمنو أن الدبلوماسي هيدسون الذي شغل منصب مبعوث في مرحلة سابقة، واضحٌ رؤيته أنّ العلاقات السودانية الأمريكية لن تستقر وتمضي للأفضل إلا بوجود تمثيل لأمريكا على مُستوى درجة سفير ألا تكون العلاقات بعيدة المنال، وأشار كرمنو إلى أنه وارد أن هذا الدبلوماسي قد أحسّ ترك من جهات منافسة في المنطقة، وبالتالي أرسلت تحذيراته هذه وهذه مخاوف مشروعة، لأن الروس والصين موجودون في المنطقة والصين أصلاً موجودة في السودان ولها امتداد داخل أفريقيا، وهناك تحالف جديد يتشكّل بين روسيا والصين وكوريا وجميعها لها علاقات جيدة ليس مع السودان فحسب، وإنما في العمق الأفريقي وهذا ما جعل الدبلوماسي هيدسون يُطالب بترفيع تمثيل القرن الأفريقي لدرجة نائب وزير.

وأكد السفير كرمنو أن تماطل أمريكا وعدم جديتها في إعادة علاقتها مع السودان بأن تكون على مُستوى تبادل المنافع في حال إصرارها على المُماطلة قد يفلت السودان وتفقده للمرة الثانية وسيتّجه للشرق مجدداً ويعيد علاقاته مع الصين مجدّداً فكل هذا وارد..؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى