فاطمة لقاوة تكتب: “قحت”.. انفض السامر وسقطت ورقة التوت!!

“قحت”.. انفض السامر وسقطت ورقة التوت!!

فاطمة لقاوة

منذ اندلاع ثورة ديسمبر المجيدة، ظلت قوى الحُرية والتغيير تدعي سيطرتها على الشارع السوداني، ونصبّت “قحت” نفسها وصية على مكتسبات الثورة السودانية، وتحايلت على الجميع ودفعت بكوادر بعض الأحزاب للسلطة متجاوزةً نصوص الوثيقة الدستورية التي تنادي بتكوين حكومة كفاءات للفترة الانتقالية، وقد لجأ عناصر الأحزاب المشاركين في السلطة- من جانب قحت باسم المكون المدني- إلى ممارسة التمكين لأحزابهم دون الاهتمام بمطالب الثورة الحقيقية التي تلامس قضايا المجتمعات.

وأثبتت التجارب بأن الذين تقلّدوا المناصب الدستورية عبر المحاصصات الحزبية  في الفترة الانتقالية لا يمتلكون مقومات القيادة الرشيدة التي يمكن أن يُعول عليها في المرحلة الانتقالية الحرجة، وكثر تحرّشهم بالقوات النظامية الشريك الأساسي في الفترة الانتقالية وفق الوثيقة الدستورية، وحسب تراتيبية المتغيرات في السودان، وازدياد المناكفات بين شركاء الانتقالية، قاد إلى أن يتخذ البرهان بعض ما سمّاه بالإجراءات الإصلاحية في 25 اكتوبر الماضي، ومنذ ذلك الوقت ظلّت أحزاب “قحت” التي فقدت بريق السُلطة تعمل على شحن الشارع السوداني الشبابي ضد المكون العسكري عبر أساليب لا تتماشى مع القيم السودانية المجتمعية المُتعارف عليها، مما أفقد الثورة سلميتها المعهودة وكثرت الصدامات الدموية التي خلّفت ضحايا كُثر، لم يستطع الجميع تحديد الجُناة بعد.

ظلّت مجموعات “قحت” تتسلّق ذكرى المناسبات التاريخية السابقة عشماً في الرجوع إلى دائرة السلطة، إلّا أن الشارع السوداني قد فقد الثِقة في “قحت” ومنسوبيها ولم يعد التلاحم الشعبي كالسابق، وبالأمس الشواهد كثيرة إذا تمت المقارنة ما بين 6 أبريل 2019م التي كانت فيه ملحمة شعبية حقيقية زلزلت الأرض تحت أقدام الإنقاذيين وأجبرتهم على التنحي، وما انفض بالأمس من سامر كوادر أحزاب “قحت” التي جاءت تُمني نفسها بالانتصار وعادات تجرجر أذيال الهزيمة وهي تعُض البنان ندماً على فقدان السلطة التي كانت تتدثّر بها وتُمارس من خلالها أساليب أسوأ ممّا تمت ممارسته من قِبل أهل الإنقاذ.

بالأمس انفض سامر القحتاويين واختفى آخر بريق أمل كانوا يمنون أنفسهم به، وسقطت ورقة التوت النضالية التي كان تتدثّر بها أحزاب “قحت” طيلة الفترة الماضية، وظهر لجميع الشعب السوداني أكاذيب كوادر “قحت” وتجاوزاتهم في الفترة التي مضت من عُمر الانتقال السوداني، وما نشاهده من ارتباك واضح في مواقف الأحزاب المحسوبة على قوى الحُرية والتغيير وسعيها الدؤوب وتهافتها أمام المجتمع الدولي وظهورها بمظهر الضعيف المستنجد غير آبهة بسيادة الدولة السودانية وزجها بالشباب السوداني وتقديمهم قرباناً من أجل الوصول للسلطة التي لم تستطع كوادر “قحت” على إدارتها خلال الثلاث سنوات الماضية، هو خير دليل على عجز أحزاب قوى الحرية والتغيير وقد انفض سامرها بالأمس وسقطت ورقة التوت التي ظلت تتدثّر بها وبانت عورتها للجميع.

الخميس 7 أبريل 2022م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى