صلاح الدين عووضة يكتب : نفـــاق!!

2 ابريل 2022م

رمضان كريم..

وبالله عليكم لا تفسدوا صومكم بالنفاق..

ولست واعظاً… ولا عالماً… ولا متفقهاً… ولا أحسنكم ديناً..

ولكني أكره النفاق..

كما يكرهه الدين كذلك… وما أكثر مشتقات كلمة نفاق في كتاب الله..

 

وفي مثل شهرنا هذا – من كل عام – أكتب عن النفاق..

النفاق في الدين خصوصاً..

وفي شهر الصوم على وجهٍ أخص… فهو شهرٌ يعج بأمارات النفاق..

ومما كتبته نفاق صاحب البقالة ذاك..

فهو ذو لحية لا يماثل طولها إلا طول مسبحته..

وبيده مسواك ينافسهما في الطول..

 

ويبصق – وقد كان الوقت أحد نهارات رمضان – بصقة ذات مدى بعيد..

عقب كل فركٍ لأسنانه بالمسواك يبصق..

فهو يتجنب ابتلاع ريقه… رغم أنه لا بأس بذلك ديناً..

وإذ يفعل ذلكم كله كان بصره يجترح إثماً..

كان يعبر المسافات ليتبع – بإلحاح – ظهر امرأة غادرت محله التجاري..

إلى أن عبرت شارع الأسفلت..

 

وهذه حالة من حالات النفاق؛ ولها أمثلةٌ… ونماذج… وأشباه..

وقبل فترة جادلت إمام أحد مساجد حينا..

وحاججته بفتاوى من تلقاء من لا يُمكن أن يُوصموا بالذي به نُوصم..

أو ما قد نُوصم به… وأعني العلمانية..

وليست فتاوى مكتوبة وحسب… وإنما أغلبها موثقٌ صوتاً وحساً وصورة..

وكان مسجده هذا قد جلب مكبرات صوتٍ جديدة..

 

وقيل إنها في سياق تنافس مع مسجدٍ مجاور آخر ذي صوتٍ عابرٍ للأحياء..

ليرى الناس أي المسجدين أعلى صوتاً..

سألته: ما تقول في الألباني… وبن باز… والعثيمين… والشعراوي؟..

فأجاب: علماء أجلاء يُؤخذ بكلامهم… وفتاويهم..

قلت: طيب؛ هؤلاء يقولون إن مكبرات الصوت في المساجد للأذان فقط..

ومنهم من يضيف الإقامة..

وما عدا ذلك – يقولون – هو نفاقٌ… ورياءٌ… وإزعاج..

 

فسكت؛ واكتفى بابتسامة غير ذات معنى..

فمضيت قائلاً: وإن أردت أن تستوثق من صحة كلامي هذا فعليك بقوقل..

فسكت كذلك؛ ولكن آخر بجواره لم يسكت..

قال والغضب بادٍ على وجهه: وماذا تقول أنت في مكبرات صوت الأفراح؟..

فأجبت: ولكن هؤلاء ليسوا في حالة عبادة لله..

 

فهم لا يدعون أنهم يتقربون إلى الرب بغنائهم… وصخبهم… وضجيجهم..

فسكت هو أيضاً؛ وانتهى الجدل..

ومن الناس – كذلك – من يسهو عن صلاته طوال أشهر ما قبل رمضان..

أو كما يقول الحق (الذين هم عن صلاتهم ساهون)..

أو ربما يتركها عمداً؛ حتى إذا ما أقبل رمضان حرص على صلاة التراويح..

رغم أن التراويح سنة… والصلوات الخمس فرض..

 

ثم يباهي بأنه ذاهب إلى صلاة التراويح… أو قادمٌ من صلاة التراويح..

فهذا نفاق – ورياء – من أجل الناس… لا رب الناس..

ومن مظاهر النفاق – أيضاً – أن ترى إماماً (يكلفت) الصلاة السرية..

أما الجهرية فيمد فيها الصوت… والزمن..

ليبدو مثله مثل مطربٍ ينتظر من الناس ثناءً على تجويد أدائه..

فاحذروا مما قد يُذهب بحسناتكم..

 

النفـــاق!!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى