حسن محمد زيدان يكتب : إنها انتقالية وليست انتقامية

20 يوليو 2022م

 

أكبر دليل على فشل الدولة السودانية، هو فشل كل الأنظمة السابقة التي تعاقبت على حكم البلاد، والتي أخفقت جميعها في فن إدارة التنوع في بلد يعتبر من اول البلدان التي نالت استقلالها من دول (الماما آفريكا) وأيضاً مما يميزه عن سواه.. هو شكل الخارطة قبل (الانفصال) التي تكاد ان تطابق خارطة القارة الأفريقية شكلاً…  بتنوع سحناتها وتعدد ثقافاتها…

إن الله عز وجل اشار إلى أسباب خلقه لهذا التنوع بقوله في سورة الحجرات الآية 13 (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم، إن الله عليم خبير) صدق الله العظيم.

مازال انفصال الجنوب يمثل جرحا نازفا في داخل كل سوداني يعشق تراب هذا  الوطن الذي كل مأساته لم تأته من (الغريب) بل للأسف كانت من (القريب).

من منكم يستطيع النظر أكثر من دقيقتين الى خارطة السودان بعد الانفصال بشكلها الجديد غير المتجانس ، ستشعر بأنك جزء من هذا الجرم التاريخي الذي اصاب السودان بسبب الصمت على دراما الانفصال… الذي لم يشاور فيه أحد من أبناء الشمال وقتما كان الشمال يقصد به كل أجزائه لنا وطن …

 

فكأن السودان أرض وشعب  ملكٌ من أملاك المؤتمر اللا وطني

ألم أقل لكم أن مصائب السودان دائماً تأتيه من القريب..

بالأمس اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي وساحات الأنقسنا بالاقتتال القبلي بين مكونين سودانيين اشتهرا بطيب المعشر قبل الفتنة أودت إلى سفك الدماء وتناثر الجثث على الطرقات التي فاق عددها الواحد وثمانين قتيلاً وعدد الجرحى أكثر من مائة وسبعة جريحاً.

قتل على أساس عنصري يتنافى مع المبادئ التي من أجلها تفجّرت ثورة ديسمبر المجيدة..

إن مثل هذه الدعوات العنصرية من هنا وهناك ، ما هي إلا دعوة لانهيار بلد كان اسمه السودان وكان يُكنى بسلة غذاء العالم ……

المطلوب من جميع رواد مواقع التواصل الاجتماعي الوقفة الصلبة ضد كل ما يمس الأمن القومي لأنّ السودان من أكثر الدول التي ينتشر فيها السلاح بشقيه….. (الأبيض والناري).

إنّ مأساة السودان تكمن في أنصاف المثقفاتية في الخارج الذين لم يستنشقوا بمبان المُظاهرات ولم تجمعهم صبة القيادة ولا نداءات “يا خوانا الشاي .. الشاي بي جاي ومعاه كيكة وموية صحة كمان.. وعندك جيب ما عندك شيل” وبعض من الأناشيد  الوطنية  التي استطاعت أن تألف أفئدة كل من سيد أحمد من الشمال وآدم من الغرب والعوض من الجزيرة وايير  من الأنقسنا وأوهاج من الشرق …….

هذا هو السودان الذي شهدناه في حقبة ديسمبر المجيدة قبل

توقيع الوثيقة الدستورية التي من أفضل بنودها بند السلام الذي بموجبه تحقق اتفاق سلام جوبا فاعتبره البعض نقمة والآخرون نعمة….

هو نقمة لمن فقد الامتيازات والهبات التي كانت تهدى له عبر منحة هذا لكم … أما من اعتبره نعمة هو من اكتوى بجحيم الحرب اللعينة وتمنى وقف نزيف الدم الذي صاحب كل الحكومات السابقة.

نداء إلى كل أبناء السودان:

عسكريين ومدنيين، يجب أن نتحد ضد المخطط العالمي الذي يدعو لتقسيم السودان إلى خمس دويلات فها هم وللأسف بمساعدة القريب للغريب انفصل الجنوب وبقي أربعة اتجاهات فها هي الآن تغلو واحدة تلو الأخرى متجهة نحو تنفيذ المُخطّط المرسوم لها بدقة….

ابتداءً بالمشاكل القبلية المفتعلة.. مروراً بالفوضى الخلاقة انتهاءً بحالة اللا دولة.

 

فلنتحد ضد الجراح

لنبني الديمقراطية صاح

نبنيه صاح وطن الفلاح…

وطنا مجير لا مستجير لا مستبد لا مستباح.

 

دُمتم أحبتي..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى