قال إن هناك خطرفات ضلت طريقها للساحة الشعرية والغنائية (2 ـ 2)

الشاعر محمد توفيق الحاج: بعض الشعراء الكبار يكتبون أشعاراً بلا مستوى!!

 

في الآونة الأخيرة ظل الحديث يكثر عن الكفاءات خصوصاً أولئك الذين هم بالخارج .. ولعل الكفاءة ليست مرتبطة بالعمل السياسي فحسب .. ولعلي هنا أتوقف اليوم وفي هذه الصفحة عند الشاعر الشاب (محمد توفيق الحاج ) الذي يمثل واحدا من الإشراقات الإبداعية التي أخذتها الغربة كحال الكثيرين الذين يعانون منها .. (الحوش الوسيع) استنطقت الشاعر الشاب محمد توفيق من مقر إقامته بمدينة جدة حيث تحدثنا سوياً عن بعض القضايا نستعرضها في هذا الجزء الثاني من حواري معه.

حوار: سراج الدين مصطفى    13مارس 2022م

هل لاتحاد شعراء الأغنية السودانية أي دور في هذا التدهور وهل الاتحاد يحتاج للتجديد في كافة المستويات ؟

المشكلة في حالة الفَلَتان التي نعيشها ، أي نوع من الغناء مهما كان مبتذلاً له معجبوه ، في الماضي كانت ( البوابة ) واحدة هي الإذاعة والتلفزيون ، الآن مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي ، فإن الأغنية لا تُخضع لمعايير الرقابة والتقييم التي كانت تمر بها في الماضي، وهذا خلق ( هرجلة ) وفوضى حتى على مستوى الذوق العام.

كما أن معايير الانضمام للاتحاد غير واضحة، وكان من الممكن للاتحاد أن يلعب دوراً أكبر.

 التمرد على الغناء والشعر الكلاسيكي من حيث المبنى والمعنى كيف يكون؟

هذا الامر سلاح ذو حدين ، هناك من تمرد على الشعر الكلاسيكي واعتمد على ما يحمله في دواخله وعلى مدارس اخرى، وكانت كتاباته رائعة جدا ( فاروق جويدة ) و بالمقابل هناك أغنيات تغنى بها عديد من الفنانين المشهورين و عندما ننظر للكلمات نجدها بعيدة كل البعد عن الشعر الكلاسيكي وهي مدارس شعرية ، مثل أغنية الحزن القديم للشاعر الدوش وغناء محمد وردي وغيرها. هذا التمرد – إن جاز التعبير – يجب ألاّ يركن للابتذال في التناول مهما كان.

الأغنية السودانية فقدت هويتها الشعرية وفيها الكثير من الابتذال ولم تعد كالسابق، كيف تنظر لهذا الاتهام الذي يخص جيلكم؟

اندثار القيم الاجتماعية ساهم في ذلك الى حد كبير، هناك من يخلط ولم يستوعب ان أغنية المناسبات و( الهجيج ) ليس بالضرورة ان تكون كلماتها مبتذلة لهذا الحد .. وجيلنا ما زال يضع نصب أعينه ويستصحب الموروث و قيم المجتمع السمحة ولا علاقة ذلك بالأجيال بقدر ما له علاقة بالحراك الاجتماعي والثقافي ، ولا أخفي عليك أن هناك شعراء محسوبين على أجيال سابقة ( يكتبون وفقاً للطلب ، وتدنى انتاجهم الشعري ).. كما أنه اصبح كل من هبّ ودب تتم الإشارة إليه  ويتم تقديمه في المناسبات الشعرية ( على أنه الشاعر الكبير) وكتاباته لا ترتقي لما يكتبه طالب ابتدائي .. وأنا أعني من الجنسين ، و انسحب الامر على المغنين، وبالرغم من وجود بعض الشوائب والنشاز  لكنها محدودة ومنبوذة ، وتعتبر هرجلة وسرعان ما تتلاشى كفقاعة الصابون.

برأيك لماذا ظلت حتى الآن مدرسة الحقيبة الكتابية تلقي بظلالها على الراهن الشعري الغنائي؟

لأن مدرسة الحقيبة قدّمت ( فن السهل الممتنع ) وأثرت في جميع المدارس لما حملته مدرسة الحقيبة من ثوابت وقيم المجتمع والبديع في اللغة والتورية ، كما أن التنافس الشريف كان له دوره في التجويد ، لذا تجد أن الجميع أصبح يدور حول هذه المدرسة.

بمثل الأغنية الشبابية ، هل هناك أشعار شبابية وهل هذا المصطلح عموماً يتّسق مع الإبداع؟

في نظري لا توجد أغنية شبابية وأغنية غير شبابية ، الأغنية التي تتكامل  فيها عناصر التطريب من كلمات ولحن واداء ، تصبح هي الأغنية السائدة والتي تفرض نفسها ، وفي كل جيل هناك متفردون بكتاباتهم وأدائهم.

 الشعر الغنائي في السودان كيف هو حاله الآن وكيف تقيم مستوياته؟

الشعر الغنائي بخير ، وقد ظل كل جيل يسلم الراية للجيل الآخر ، أما ما تسمعه من هرجلة في بعض الأحيان فهي عبارة عن خطرفات ضلّت طريقها للساحة الشعرية والغنائية.

*هل هناك تواصل إبداعي واجتماعي بينكم والأجيال التي سبقتكم في مجال كتابة الشعر؟

بكل تأكيد ، وهو ما أوصلنا لهذه المرحلة من الشعر والاحترافية والسمو في المفردة.

كيف تستفيد من وسائل التواصل الاجتماعي في توصيل أشعارك للمتلقي السوداني؟

من خلال النشر في هذه الوسائل التي اختصرت المسافات ، وتبادل الرسائل مع زملائي الشعراء لإبداء الرأي قبل نشر أي قصيدة.

* من هم الفنانون الذين تغنوا بأغنياتك؟

الفنان  هاني عابدين تغنى لي أغنية ( دمعاتي الحزينة ) وهي من ألحان الموسيقار محمد حامد جوار .. وهو رجل يعجز اللسان عن وصف ما يحمله من إبداع .. فقد تحمس للنص وأبدى استعداده لتلحينه .. بل ودفع به للفنان هاني عابدين الذي أجاده وتغنى به بكل إحساس ، بعض الفنانين اخذوا مني أعمالا شعرية وسترى النور قريباً إن شاء الله.

الغربة ماذا اضافت لك وماذا خصمت منك؟

الغربة أضافت لي مزيداً من الشجن والتحنان للديار ومراتع الصبا .. وفي الغربة استطعت إصدار ديواني الاول ( غداً أعود ) ، كما أنتجت ديواني الثاني (إليكِ محبتي).. وكذلك روايتي التي ألّفتها عام 2002م ( درِب ود الرتّالي) وهي في مرحلة الطباعة.

الغربة أخذت مني ذلك التواصل الحميم ومشوار الحياة اليوماتي مع الأهل والأصدقاء ومواكبة الحراك الثقافي والأدبي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى