محمد عثمان الرضي يكتب : وا أسفااااااااااي

22يناير2022م 

وا أسفاي على شلالات الدماء المنهمر في كل أرجاء البلاد من شماله وشرقه ووسطه وجنوبه من دون أسباب ولا مبررات.

وا أسفاي على بلد يتمزق إرباً إرباً وعلى مرمى ومسمع أبنائه ولا يحركون ساكناً ولا يتألمون بألمه ولا يحزنون بحزنه وكأن الأمر لا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد.

وا أسفاي على سرادق العزاء في كل حي ومدينة حتى أصبح الأمر عاديا ولا يحرك حاجب الدهشة.

 

وا أسفاي على بلد اُستبيحت حرماته واُنتهكت حقوقه في وضح النهار حتى أصبح مرتعاً خصباً للمخابرات العالمية تفعل فيه كما تريد ووقت ما تريد وكيفما تريد.

 

وا أسفاي على بلد أرهقته الصراعات القبلية وأثخنت قواه الجسدية الجراحات العميقة والخطيرة والأمراض الفتاكة وانعدم الطبيب المداوي لتشخيص علته.

 

وا أسفاي على بلد اهتم قادته السياسيون بالمصالح الحزبية الضيقة والمكاسب الرخيصة وتناسوا بذلك هموم الوطن.

 

وا أسفاي على بلد يستهدف فيه من يقومون على حمايته والسهر على راحته من منسوبي القوات النظامية من جيش شرطه وأمن.

 

وا أسفاي على بلد يفكر شيبه وشبابه للهجرة منه إلى مختلف الدول العربية والأوروبية إلى غير رجعة وفيالق الصفوف أمام السفارات خير دليل على ذلك وأما الهجرة غير الشرعية فحدِّث ولا حرج!

 

وا أسفاي على تشريد الكوادر الوطنية في مختلف المجالات النادرة بحجة انتمائهم السياسي حيث تُفتح لهم الأبواب على مصراعيه لتحتضنهم الدول الاجنبية وبأعلى الرواتب والمخصصات المالية.

 

وا أسفاي على الإمكانيات الاقتصادية الضخمة التي يتمتع بها السودان من زراعة وتعدين وثروة حيوانية ولكنها لم تستخدم بصورتها المثلى لتسهم في دفع عجلة الاقتصاد.

 

وا أسفاي على هروب رؤوس الأموال الوطنية إلى خارج البلاد وذلك نسبةً للظروف الأمنية المضطربة التي ظلت تعاني منها البلاد حتى انعدم المناخ المناسب لتشجيع المستثمرين من خارج البلاد إلى الاستثمار في بلادي.

 

وا أسفاي على بلد غني بالخيرات يصعب على مواطنه أن يوفر لقمة العيش ليعيش حياة كريمة لا تحوجه على سؤال الناس أعطوه أو حرموه.

 

وا أسفاي على بلد يستهدف فيه قادة الرأي العام من الإعلاميين والصحفيين بالضرب والشتم والإهانة والاعتقال والاختطاف والإرهاب والتخويف.

 

وا أسفاي على إهدار قيمة الزمن بسبب إغلاق الكباري والجسور أمام حركة المرور وتوقف دولاب الدولة تماماً عن العمل مما تسبب ذلك في خسارات طائلة يصعب حصرها.

 

وا أسفاي على بلد يتصدر قائمة الدول المُتسوِّلة للغذاء من القمح وغيره ويوصف في ذات الوقت بسلة غذاء العالم لما يمتلكه من مقومات مُذهلة في شتى المجالات.

 

وا أسفاي على حالة السيولة الأمنية التي أصبحت في تزايد مستمر وأصبح الخوف والرُّعب سيد الموقف ولا يأمن الشخص من جاره.

 

وا أسفاي على بلد يسعى أهله للتسليح من أجل حماية نفسه وأهله من جراء عصابات “النيقرز” التي أصبحت تنتشر في كل المدن والأحياء.

 

وا أسفاي على بلد لا يمتلك القائمون على أمره السيطرة عليه وإدارته والعبور به إلى بر الأمان وفتحوا بذلك الباب للتدخلات الأجنبية تسرح وتمرح على عينك يا تاجر!

 

وا أسفاي على بلد يُعاني من ارتفاع معدلات الفقر والجهل والمرض ويعيش أكثر من 60٪ من سكانه تحت خط الفقر ويموت أطفاله دون سن الخامسة من عمرهم بسُوء التغذيه والأنيميا.

 

وا أسفاي على بلد يكون فيه الغلاء الفاحش وارتفاع معدلات التضخُّم من الأمراض الاقتصادية المزمنة التي يصعب شفاؤها.

 

إلهي هذا حالنا لا يُخفى عليك وهذا ضعفنا ظاهرٌ بين يديك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى