بعد مقتل بريمة .. المليونيات القادمة.. سيناريوهات محتملة

 

الخرطوم: آثار كامل    17يناير2022م 

مقتل العميد علي بريمة حماد في مليونية الخميس الماضي، خلّفت حالة من الغُبن وسط القوات النظامية لاعتقادهم بأنه قُتل من قبل مُحتجين عمداً، غير أن القوى الثورية سارعت بنفي ما تردد حول تورُّط الثوار في قتله، ودفعت بأنها ستواصل في سلميتها التي بدأت بها منذ انطلاق شرارة الثورة في ديسمبر 2018م.

وفي ظل وجود طرف ثالث في مُحاولة لشرخ العلاقة غير المُستقرة بين الشارع والشرطة، تعقّد المشهد أكثر مما هو مُعقّد على حسب تقدير خبراء أمنيين، الذين أكدوا وجود طرف ثالث استهدف الشارع والشرطة معاً لتحقيق أجندة خاصة به، واوضحوا بأن مقتل الضابط لن يكون الأخير، وانه ينتظر فرصة أخرى لتنفيذ مُخطّطات ترمي لزعزعة أمن واستقرار البلاد.

ولعل ما يدور حالياً في المشهد،  يرسل استفهامات عديدة،  لماذا الشرطة تحديداً، وهل الاستهداف له علاقة بدور الشرطة في حماية التظاهرات وقُربها بصورة دائمة من المحتجين في الشارع.. وما هي اليد التي تُسهل ابتدار العنف لأهداف وطموحات مدفوعة من جهات ترمي لكسب ما؟

في ظل كل تلك المُعطيات، وبعد مواقيت جديدة لمليونيات قادمة، يبقى السؤال قائماً  كيف سيكون شكل التعامل بين الشارع والشرطة, خاصةً وأن البعض من الشرطة لديه القناعة بأن ما حدث للعميد تم بواسطة الثوار, وهل نتوقع تعاملاً عنيفا من الشرطة وتسليحا عاليا في مواجهة المتظاهرين, ام انها ستظل في إجراءاتها السابقة حماية للمنشآت الحيوية واطلاق الغاز المسيل للدموع.

تنوير القوات

الخبير في الشؤون الشرطية طارق الحسن تخوف من رد فعل من قوات الشرطة وخاصة قوة الاحتياطي المركزي, وقال لـ(الصيحة) يبقى السيناريو المجهول هو الأخطر, وطالب قيادة الشرطة بتنوير للقوات بالتحلي وضبط النفس والتعامل بمهنية, بجانب مواصلة وكلاء النيابة الخروج مع هذه القوات, ويرى خلال حديثه بأن هؤلاء الذين اعتدوا على الشرطة ليسوا بالثوار الذين يلتزمون بالسلمية, بل إنما هم طرف ثالث ما بين الشرطة والثوار, طرف يعمل لمصلحة من فقد السلطة, وذلك باختلاق الأزمات, بعد ان فقدوا عناصرهم التي يُراهنون عليها, ويبدو ذلك من خلال ما يحدث الآن!!

التعامل بهيبة

فيما قال خبير شرطي فضّل حجب اسمه، نحن الآن في مرحلة لا تترجم بالكلام، مرحلة يشعر فيها النظامي (الشرطي) بفقدان الهيبة، وتوقع بأن يتم التعامل برد فعل من بعض النظاميين، ولكنه ناشد التعامل بالحكمة، منوهاً بأن هنالك بعض الأحزاب تؤجج الأوضاع, وقال: “هنالك مندسون ولا بد من حسمهم ولا أتوقّع التعامل برد فعل, بل (بالهيبة) لحماية النفس والممتلكات باستخدام الغاز المسيل للدموع وفوق ما هو مسموح به, فالميلونيات القادمة امتحانٌ للشرطة التي سوف تتعامل بالقانون”، وأضاف قائلاً: “ما حدث لا يحسب إلا أن يكون محاولة لجر الشرطة للمواجهة مع المتظاهرين وشيطنة القوات النظامية واستفزازها للتعدي على الثوار، ولكن نتمنى ضبط النفس من الطرفين والتعاون لكشف المُندسين”.

المليونيات القادمة

وقال د. خالد قنديل محمد المحلل السياسي: للأسف العلاقة بين الشرطة والثوار أصبحت عدائية, خاصةً خلال السنوات الأخيرة, وترسّخت هذه العدائية خلال المواكب التي ظلت تخرج للمطالبة بإسقاط النظام فتعرضت للعنف المفرط في كثير من الأحيان, ومع ذلك لم تتعد الإصابات حالات الاختناق بالغاز المسيل للدموع او الضرب المبرح بالهراوات, ولفت قنديل في حديثه لـ(الصيحة) بأن هذا الواقع خلال العامين الماضيين رسم صورة مهزوزة للشرطة في نظر الشارع, مما سمح بتدخل طرف ثالث بشحن الاجواء بين الطرفين, والتي قال سوف تظهر مآلاتها لاحقاً من خلال المليونيات القادمة, منوهاً بأن الشرطة دائماً ما تتحدث عن طرف ثالث, عليها أن تتحدث بوضوح عن هذه الجهات وماذا تحمل من أسلحة ومن أين تأتي توجيهاتها, وهل تعمل تحت إمرتها أم تتلقى تعليمات وتوجيهات من وحداتها الخاصة؟؟ وأضاف: على الشرطة أن تجيب على هذه الاسئلة حتى تبرئ ساحتها، وإلا فإنها ستصبح في نظر الشارع مسؤولة عن أي انتهاكات, وزاد بقوله: الشرطة هي المسؤولة عن التعامل مع المظاهرات، وعليها ان تكشف ما هو الطرق الثالث وهي قادرة على كشف الحقائق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى