مُفاوضات جوبا.. رغم تعرج المسار السَّلام حتميٌّ 

 

تقرير- مريم أبشر

في تطوُّرات دراماتيكية تشهدها مسارات التفاوض بين الحكومة السودانية وحركات الكفاح المُسلّح بجوبا، ففي الوقت الذي تمّ فيه التوقيع بالأحرف مع الحركة الشعبية جناح مالك عقار، وقطعت المُفاوضات أشواطاً بعيدة في بقية المسارات، وضرب الثامن والعشرين من الشهر الجاري موعداً للتوقيع المبدئي على الاتفاق الشامل بجوبا، تراجعت الآمال في أعقاب إعلان توت قلواك رئيس فريق الوساطة الجنوبية بمقر المفاوضات في فندق بريميد، تجميد مسار التفاوض بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية – شمال بقيادة عبد العزيز آدم الحلو، قبل أن تعدل الوساطة من قرار التجميد وتعلن مرة أخرى عن استئناف المُباحثات مع الحلو، وأكّد توت استمرار التفاوض في المسارات الأخرى كافة بغية الوصول إلى اتفاق سلام شامل في السودان.

الشركاء على الخط

وعبر تقنية “الفيديو كونفرنس” بين جوبا ونيويورك، تم عقد اجتماع إسفيري لوضع شركاء السلام الدوليين في الصورة حيال ما يجري بأروقة التفاوض في جوبا، رأس وفد الحكومة لمفاوضات السلام، برئاسة عضو مجلس السيادة محمد حسن التعايشي الناطق الرسمي باسم الوفد، ومن فريق الوساطة الجنوبية د. ضيو مطوق مقرر الوساطة. قدمت المجموعة الدولية مُقترحاً حول الصيغة النهائية لاتفاق سلام السودان.

وقال مقرر لجنة الوساطة د. ضيو مطوك، إنه أكد للمجموعة خلال الاجتماع أنّ المحادثات تسير بصورة طيبة نحو نهاياتها المنشودة، مشيراً إلى أنّه لا بد من التفكير في الكيفية التي تُمكِّن من إخراج الاتفاق بشكله النهائي على أكمل وجهٍ، وأبان أنّ تجربة منبر جوبا مُختلفة تماماً، تضمّنت تعدُّد المسارات والاتفاقات، ولكي يخرج هذا الاتفاق بشكله النهائي، فإنه يتطلب دعم ومساندة الشركاء الدوليين في هذا الصدد، وأوضح د. مطوك بأنّ هذا العمل بدأ منذ وقتٍ مُبكِّر مع هذه المجموعة الدولية التي تَعمل في نِطَاق النِّزاعات في الدول ذات الظروف المُشابهة، وأشار إلى أنّ الأطراف تسلّمت المُقترح لدراسته وإبداء المُلاحظات عليه، وقال د. مطوك “إننا نُفكِّر في طريقة إخراج الاتفاق بشكلٍ مُوحّدٍ بحيث يسهل التنفيذ”، ووصف مطوك الاجتماع بالمُفيد والبنّاء، وأضاف أنّهم في فريق الوساطة والأطراف المُتفاوضة سيجلسون خلال اليومين المُقبلين لإبداء المُلاحظات حول المُقترح ومُعاودة الاجتماع لصياغته بصورته النهائية تسهيلاً لتنفيذ اتفاق السلام.

ورثة امبيكي

أهمية تحقيق السلام على وجه السرعة وضرورة أن تعي الأطراف كلها حكومة وحركات كفاح مُسلّح، بات هم كل المراقبين والمُشفقين على وطن جريحٍ تطحن مُواطنه الأزمة الاقتصادية وتحرقه أسعار لقمة العيش المُتزايدة بمُتوالية هندسية على مدار الساعة.

الأستاذ والخبير السياسي والإعلامي عبد الله آدم خاطر، يرى أن ما يجري في جوبا من مفاوضات عبر مسارات متعددة هو تماهٍ خلفه الاتحاد الأفريقي من خلال لجنته التي كان يرأسها ثابو امبيكي، ويرى أن الحكومة الحالية لم تسعَ لتطوير التجربة أو تبدأ بأخرى جديدة، وإنما مضت في ذات النهج، غير أنّ خاطر في حديثه لـ(الصيحة) يرى أن الشعب السوداني في كل الأحوال لا ينظر حالياً للوسيلة التي سيتحقّق بها السلام، وإنما للنتائج وهو السلام والحاجة المُلحة لتحقيقه سواء للاقتصاد أو العلاقات الخارجية أو أداء الحكومة ككل، وأضاف أن تحقيق السلام أصبح الهَمّ الأول وليست الطريقة التي يتحقّق عبرها، ويرى أن المفاوضين في جوبا سواء الجبهة الثورية أو حركات الكفاح المسلح لا يملكون غير التفاوُض مع الحكومة من أجل الوصول لسلام ليس بالأحرف الأولى، بل سلام يصل لأصقاع السودان عامّة، ويعتقد أنّ الوصول لهذه الغاية ومِن ثَمّ تأتي مسؤولية كل الأطراف سواء مدنية قِوى الحُرية والتّغيير أو لجان مُقاومة لبناء هذا الوطن وتحقيق شعارات الثورة في تغيير حقيقي يعيشه المواطن.

خطوات أمامية

مصدر عسكري رفيع رأي في حديث لـ(الصيحة) أنه مهما حدث من عثراتٍ، فإن التفاوض وصل خطوات كبيرة، وهنالك وساطة وإجراءات تمضي، وأضاف إن كان قلبهم على البلد يجب أن لا يكون هنالك تَراجُع للوراء، وزاد: إذا توافرت العزيمة فإنّ الوصول لسلام وحلول ممكنة جداً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى