حكومة تصريف أعمال..هل تصبح  خياراً مطروحاً؟

 

تقرير: نجدة بشارة  31  يوليو 2022م

تناقلت منصات إعلامية ترجيحات عن عن اتجاه قوي لتكوين حكومة تصريف أعمال، عبر اختيار رئيس وزراء، يكلف بتشكيل حكومة من تكنوقراط مستقلين، لاسيما بعد أن عجزت القوى المدنية في الوصول إلى توافق ينهي حالة الفراغ .

وكان قيادي بقوى الحرية والتغيير، أكد  أن هنالك إشارات تتداول بكثافة «عن شروع قائد الجيش في إجراء مشاورات لاختيار رئيس وزراء، يكلف بتشكيل حكومة من تكنوقراط مستقلين.

وأضاف: «على حد علمنا، فإن الخطوات تمضي في ذلك الاتجاه».

قطع الطريق

وذكر عضو المجلس المركزي لقوى التغيير أحمد حضرة، وفقاً لما ورد بصحيفة «الشرق الأوسط»، أنّ قائد الجيش «أراد أن يلعب بالتناقضات والخلافات وسط القوى المدنية، لعلمه بصعوبة التوصل إلى اتفاق في الوقت الحالي بشأن تشكيل حكومة تصريف أعمال، بشكل عاجل توطئة للذهاب إلى الإعداد لانتخابات، وقطع الطريق أمام عملية الانتقال المدني الديموقراطي».

في السياق يتساءل متابعون على منصات التواصل الاجتماعي، هل يتحوَّل خيار  تكوين حكومة تصريف أعمال لخيار واقع؟ وماهي النتائج المتوقعة حال تكوين هذه الحكومة؟ ومن سيكوِّنها؟

خيار..ولكن!

وكان قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، أعلن في الرابع من يوليو الحالي، انسحاب القوات المسلحة من المشاركة في العملية السياسية التي ترعاها الآلية الثلاثية «الاتحاد الأفريقي، الأمم المتحدة وإيغاد» للوصول إلى حل للأزمة في البلاد، وهو الموقف الذي رفضته القوى المعارضة، واعتبرته وصاية ومناورة تكتيكية لن يقبل بها الشارع.

وكان البرهان أمهل القوى المدنية شهراً للاتفاق على تشكيل حكومة من كفاءات وطنية مستقلة «غير حزبية»، كما أعلن اعتزامه تشكيل مجلس أعلى للقوات المسلحة يضم الجيش و«قوات الدعم السريع».

حكومة تصريف أعمال

 

ونقلت صحيفة محلية عن مصادر، اعتزام قائد الجيش تشكيل حكومة «تصريف أعمال» إذا لم تتوافق القوى المدنية على اتفاق ينهي الأزمة السياسية في البلاد.

وذكرت، أن هذه القرارات سيتم الإعلان عنها في الأسبوع الثاني من أغسطس المقبل، ومعها الإعلان عن انتخابات مبكرة وفقاً للمدة الزمنية المحدَّدة».

ووفقاً لمصادر الصحيفة، فإن القرارات المتوقعة «تأتي نتيجة لانتهاء المهلة التي وضعها البرهان للقوى السياسية في مطلع يوليو الحالي، بيد أنها في الوقت ذاته يمكن ألّا تصدر إذا توافقت تلك القوى»، مشيرة إلى أن الأوضاع في البلاد «لا تحتمل التأخير».

قديم متجدِّد

قلَّل عضو المجلس المركزي للحرية والتغيير ورئيس حزب البعث عادل خلف الله لـ(الصيحة) من خيار تكوين حكومة تصريف أعمال، وقال: لسنا مسؤولين عن خيارات البرهان، وأضاف: خياراته ليست معزولة عن طموحه الجامح في السلطة، وزاد: فكرة تكوين حكومة تصريف أعمال (قديمة متجدِّدة) حيث ظهرت خياراً لدى المكوِّن العسكري منذ التفاوض بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير بعد سقوط النظام البائد أبريل 2020م، ورغبة المكوِّن العسكري   في أن تكون السلطة بيد العسكر عبر تشكيل حكومة تصريف أعمال .

وقال خلف الله: إن الخيارات المطروحة بواسطة قائد الانقلاب امتداد للموقف السابق وأحسب أنها خيارات مأزومة ولا اعتقد سوف تقدم حلولاً لإنهاء حالة الانسداد السياسي وإنهاء الأزمة،

وعلَّق على عدم توافق القوى المدنية بقوله: إن المدنيين لا يؤتمرون بتعليمات المكوِّن العسكري ولا تتشكل حسب رغبتهم، وأضاف: إن المهلة التي حدَّدها البرهان شهراً للتوافق بين المدنيين تعتبر بمثابة شرط تعجيزي وأن رئيس المجلس السيادي يعلم أن الشرط لن يتحقق، لجهة أن المشكلة في الأساس ليس قوى مدنية في مواجهة عسكرية، وزاد: هنالك اصطفاف وطني يتمسَّك بالانتقال الديموقراطي رافض ومقاوم للانقلاب، وهنالك معسكر ثاني داعم للانقلاب وهذان خطان مستقيمان لا يجتمعان .

مناورة جديدة

 

 

وقال في حال الاتجاه إلى حكومة تصريف أعمال فإن ذلك لا يعدو كون مجرَّد مناورة جديدة من قبل البرهان لإرباك المشهد وحتى يصوِّر فيها جديته وحرصه، بينما  يظهر أن المشكة في المدنيين لكن اعتقد أن المشكلة في السلطة.

وقال: لا اعتقد أن المجتمع الدولي سوف يدعم خيار تكوين حكومة تصريف أعمال لأن تشكيل أي حكومة يجب أن تعبِّر عن رغبة الشعب السوداني، وليس حكومة توافق رغبات المجتمع الدولي .

 

مدخل للانتخابات

وتوقع المستشار الإعلامي لرئيس حركة تمازج عثمان عبد الرحمن سليمان         لـ(الصيحة) أن يتجه البرهان إلى خيار   تكوين حكومة تصريف أعمال خلال الأسبوعين القادمين، وقال: في حال فشل المدنيين في التوافق بينهما فإن الكرة داخل الملعب سوف تعود للمكوِّن  العسكري في إدارة السلطة، والوضع قد ينتج عنه اصطفاف كبير من قبل القوى اليمينية التي ستتجه إلى مساندة العسكر بينما يعمل اليسار الذي يستحوذ على قاعدة جماهيرية في الشارع للعب على خيار الانتخابات، مع الوضع في الاعتبار أن تتأرجح كفة اليسار الذي يستميل الشارع الثوري على  القوى اليمينية الداعمة لخيار حكومة تصريف الأعمال .

رئيس وزراء..سباق

وراء محلِّلون أن أي بوادر توافقٌ في الوقت الراهن تبدوا بعيدة، في الأفق قوى سياسية ولجان مقاومة ترفع شعاراتها بلاءاتٍ ثلاث، لا تفاوض، لا شراكة، لا شرعية، أزماتٌ اقتصادية وسياسية، كرسيٌ على صفيحٍ ساخن، هكذا يبدو مقعد رئيس الوزراء في السودان، الخالي والمنتظر بواقعٍ مُعقد.

وبحسب مصادر إعلامية، فإن البرهان أصدر قراراً  بتشكيل لجنة تنظر في تشكيل حكومة تصريف أعمال بشكل عاجل تباشر مهامها بعد انقضاء المهلة التي حدَّدها  للمدنيين والتي تنتهي بحر الأسبوع القادم، وكان قد حدَّد  شهر منذ انسحاب الجيش من الحوار السوداني السوداني .

وفي ظل الفراغ السياسي بالبلاد برزت مطالبات دولية عديدة بالإسراع في تشكيل الحكومة التنفيذية واستكمال هياكل السلطة الانتقالية في البلاد.

وكرد فعل شرعت عدة جهات في ترشيح ممثل لها رئيساً للوزراء، وبرزت عدة أسماء لتولي منصب رئيس الوزراء كان أبرزهم البروفيسور هنود أبيا كدوف، كامل إدريس.ووزير المالية الأسبق د. إبراهيم البدوي ود. هبة وزير المالية الأسبق، حيث رشح المجلس الثوري السوداني د. هبة الرحمن مكي الصوفي مرشحاً لرئاسة مجلس الوزراء في مؤتمر صحفي أمس.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى