الدعم السريع.. أدوارٌ دوليةٌ في مُحاربة تهريب البشر

 

الخرطوم: القسم السياسي   6ديسمبر2021م 

منذ سنوات خلت وفي إطار خطة, كانت تسعى لإخراج السودان من العزلة الدولية, بدأ تعاون كبير بين الاتحاد الأوروبي والسودان في مكافحة الإتجار بالبشر والهجرات غير الشرعية التي تتخذ من السودان معبراً لها نحو البحر الأبيض الفاصل ما بين أفريقيا والقارة العجوز “أوروبا”, ذلك الانفتاح أدى إلى أن يلعب الدعم السريع دوراً كبيراً, كونه الجهة التي اضطلعت بعمليات المكافحة وكان ان انتشرت بشكل واسع على الحدود الشمالية للبلاد وتوغّلت في صحراء الشمالية ونجحت في كثير من الحالات في أن توقف هجرات لمواطنين من غرب أفريقيا نحو البحر الأبيض المتوسط, بل ونجحت في أكثر من مرة في أن تنقذ أجانب تاهوا في الصحراء.. أدوار كبيرة تقوم بها قوات الدعم السريع لمنع الهجرات غير الشرعية ومكافحة الإتجار بالبشر ومحاربة التهريب في صحراء الشمالية, جعلتها هدفاً أكثر من مرة لعصابات تنشط في تلك الأنحاء, كان آخرها معركة الشفرليت الأسبوع قبل الماضي.

اعترافٌ وتعاونٌ

جهود الدعم السريع في مكافحة الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر كانت مثار إعجاب حتى من الاتحاد الأوروبي, فقد قال سفير الاتحاد الأوروبي في الخرطوم روبرت فان دوول في اغسطس الماضي, إن السودان قدم جهوداً في مكافحة الاتجار بالبشر, وذكر منها التحقيق ومحاكمة تجار البشر وحماية الضحايا، وأشار إلى أن ضحايا الإتجار بالبشر يصلون إلى 40 مليون شخص، يتعرّضون لأسوأ التعامل وتُصادر جوازاتهم.

وأفاد روبرت بأن السودان دولة عبور بحكم الموقع الجغرافي، موضحاً انهم الآن وضعوا خطة ثلاثية, الهدف منها هو تمكين المؤسسات الوطنية بتيسير هجرة آمنة وشرعية ومحاربة الهجرة غير الشرعية والتركيز على الحماية وتوسيع فرص كسب العيش.

جهود

جهود مكافحة الإتجار بالبشر التي تقوم بها قوات الدعم السريع استمرت لاكثر من 5 سنوات وحفلت بالعديد من المحطات الساخنة, فقبل 4 سنوات نجحت القوات في إحباط عملية تهريب 64 اجنبياً من جنسيات مختلفة من دول الصومال وإثيوبيا واليمن في صحراء الولاية الشمالية وفي سبتمبر من العام 2019 أعلنت قوات الدعم السريع أنها أحبطت محاولة تهريب بشر عبر الأراضي السودانية كانت في طريقها إلى ليبيا. وذكرت قوات الدعم السريع في بيان صحفي، أنها أوقفت 115 شخصاً من جنسيات مختلفة بمنطقة المثلث وهم في طريقهم إلى ليبيا, مبينة ان من بينهم 36 إثيوبياً و21 ليبياً و49 سودانياً و9 من أفراد العصابة، كانوا يستقلون سيارات دفع رباعي، وبعد أقل من أسبوع من تلك الحادثة أعلنت قوات الدعم السريع أيضاً إحباط تهريب 138 شخصًا من جنسيات مختلفة، ومصادرتها لثماني عشرة عربة معدة للتهريب في منطقة المثلث الواقعة بالحدود السودانية.

لا بديل

وعطفاً على الجهود التي تقوم بها قوات الدعم السريع, فقد ذهب قائد قوات الدعم السريع, نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” الى أن أوروبا ملزمة بدعم قواته في محاربة الهجرة غير الشرعية, وقال لصحيفة بوليتيكو أمس الأول, إن أوروبا والولايات المتحدة ستواجهان تدفقاً للاجئين من السودان إن لم تدعم الحكومة الجديدة تحت قيادة الجيش، وانهما ليسا لديهما خيار سوى دعم الحكومة الأخيرة لتجنب أزمة اللاجئين, مشيرا إلى أن حدود السودان تُخضع لمراقبة الجيش الذي يتعرض لانتقادات من الغرب، وقال “نظراً لالتزامنا نحو المجتمع الدولي والقانون, فإننا نحد من هؤلاء الناس. ولو فتح السودان الحدود، فستكون هناك مشكلة على مستوى العالم”.

تنفيذ مهام

كثيرا ما تحدث الناطق الرسمي باسم الدعم السريع العميد ركن جمال جمعة آدم, عن الدور الذي تقوم به قوات الدعم السريع في محاربة الإتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية, وقال في تصريح سابق إنلدور قوات الدعم السريع خلال تنفيذها لمهامها المُوكلة إليها والقيام بواجبها الوطني في حدود السودان مع دول الجوار من مُحاربة الإتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية ومكافحة التهريب مؤثر جداً, مبيناً أنها أصبحت تؤثر في قوى الدولة الشاملة، ممثلة في القوى السياسية والعسكرية.

دور غير مقدر

وربما يرى رئيس حزب الأمة الوطني عبد الله علي مسار لـ(الصيحة) أن الدور الذي تقوم به قوات الدعم السريع في محاربة الاتجار بالبشر من السودان اكبر بكثير مما يظهر الآن, من واقع أنها اولاً تعمل على تنمية المجتمعات المحلية لتوفير فرص العمل في المجتمعات لمنع الشباب من التفكير في الهجرة, ومن ثم تقوم بدور داخلي كبير, اذ تنتشر لتأمين الحدود الشمالية وتنتشر في الصحراء خاصة في الحدود مع ليبيا ومصر, ما يجعلها تقوم بدور يصب في مصلحة تلك الدول بمنع التهريب إليها ومنها, كما أنها تقدم خدمة كبيرة للدول الأوروبية بمنع الهجرات غير الشرعية إليها, ولفت إلى أن الدور الذي تقوم به قوات الدعم السريع لا يجد التقدير الكافي, خاصة من الدول الأوروبية والتي ينبغي لها أن تكون شريكة في هذا الأمر, وأن تقوم بدعمه مادياً وتقنياً, وأن تصرف عليه كونه يمنع الهجرة إليها, وقال “حال انكفأت قوات الدعم السريع على تأمين السودان فقط, فإن الدول الأوروبية ستواجه أوضاعاً صعبه بانهمار المهاجرين غير الشرعيين إليها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى