أحداث الكدرو.. مزيد من الانفلات الأمني!!

 

تقرير: عوضية سليمان    21مارس 2022م

أشعل مواطنون غاضبون, النيران في حي عشوائي يقطنه مواطنون من دولة جنوب السودان على الشريط الحدودي للسكة حديد بمدينة الكدرو مساء أمس الأول السبت. وكشف شهود عيان لـ(الصيحة) ان الاحداث تعود الى قتل شاب من المنطقة بواسطة عصابات متفلتة سرقت هاتفه وفشلت الجهات الأمنية في حل القضية, مما أثار حفيظة المواطنين في منطقة الكدرو, حيث تحرّك العشرات من أهالي المنطقة شمال بحري لمكافحة الظواهر السالبة في مجتمعهم خاصة بعد قتل الشاب وإصابة (15) آخرين في عملية اقتحام للبيوت قام بها اللاجئون في الكدرو. حيث قام المواطنون بحرق جميع المساكن والرواكيب المُشيّدة بطرق غير قانونية, وقام المواطنون بطرد المجموعات خارج المنطقة مما حدا بالمجموعات المتفلتة من اقتحام بعض المنازل بهدف السرقة, قبل ان تتدخّل قوات امنية والسيطرة على الموقف وطوقت المنطقة صباح امس واغلقت المدارس تحسباً لأي تفلتات امنية اخرى قد تحدث.

ووصف مراقبون ما حدث في الكدرو بأنه لا يحتمل التأجيل او التسويف لأنه اشبه بالحرب الأهلية, وقالوا ان الوضع الحالي في طريقه نحو الانفجار إذا لم تتدارك الاجهزة الامنية الموقف على وجه السرعة!!!

انفلات أمني

أصبحت منطقة الكدرو شمال بحري فوق صفيح ساخن نتيجة الاحداث الدامية والتخريبية, الامر الذي دفع جميع المدارس لإعادة التلاميذ الى منازلهم خوفا عليهم من الاحداث والوضع الامني الخطير.

وقال شهود عيان لـ(الصيحة) إن الدراسة أوقفت بسبب الانفلات الامني الكبير وخروج منطقة الكدرو عن السيطرة الامنية, وقالوا ان المواطن اصبح يخشى من ظهور مجموعات “النيقرز” الذين قاموا بقتل احد ابناء المنطقة ثم الانتقام من المواطنين الذين كانت ردة فعلهم حرق مساكن المتفلتين العشوائية والمنتشرة على شريط السكة حديد!!!

وبحسب شهود عيان, فإن الأحداث بدأت منذ أمس وأمس الأول, حيث احرق ذوو القتيل جميع المساكن والمدرسة الكنيسة الخاصة بالجنوبيين, كذلك احرقوا (كمبو) او ما يسمى ببيوت الشراب مما حدا بأصحابها الاستنجاد بأقاربهم الذين هبوا لنجدتهم وقدموا من الاحياء القريبة مثل حي العزبة بحري واندلعت اشتباكات وتفلتات امنية. وتدخلت الشرطة التي أطلقت الغاز المُسيل للدموع, واستمرت في تأمين الحي حتى صباح الأمس.

إبادة خمور

وروى شهود عيان من مواطني الكدرو شمال بحري لـ(الصيحة) تفاصيل الواقعة, وقالوا ما حدث لم يكن وليدة اللحظة إنما كانت الفتنة والمشكلة تنذر منذ أسبوعين, عندما هاجمت مجموعة متفلتة من تلك العصابات شاباً في مقتبل العمر من منطقة قرب الكدرو وتم قتله بعد محاولة اختطاف هاتفه عنوةً, وقالوا تدخلت الشرطة واعتقلت حوالي ستة افراد من المنطقة, وقالوا إن ما حدث يعتبر جزءا من الانفلات الأمني الذي تشهده البلاد, وأوضح مصدر بأنّ المجموعة قامت بإرهاب المواطنين شاهرين أسلحتهم البيضاء!!!

مُمارسة الجريمة

ويرى الخبير الأمني محمد بشير سليمان أن الأحداث الدامية في منطقة الكدرو شمال بحري تشير وتؤكد بأنه لا توجد هناك دولة, موضحاً بأن الأمر داخل العاصمة, ناهيك عن المناطق الأخرى. وأعاب على الشرطة وصولها الى منطقة الحادث بتوقيت الواحدة صباحاً, بمعنى أن الحادثة حصلت بكل تفاصيلها في غياب الشرطة. وقال انّ الانفلات الأمني أصبح أمراً مقلقاً, وبالتالي لا يوجد مَن يحمي او يمنع الجريمة او وقوع الجرائم كما حدث في منطقة الكدرو, موضحا أن هذا إحساس المجموعة المتفلتة بأنه ليس هنالك أمن وليست هنالك سلطة تمنعهم وتردعهم من فعلتهم, ما دفعهم الى ممارسة الجريمة بكل حرية, مضيفاً: بالتالي هذا نموذج من الأحداث القادمة. في ظل غياب الدولة وقبضتها الأمنية. وقال إن أول من يُهدِّد أمنها هم اللاجئون من دول الجوار!!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى