داء التشظي يصيب تنسيقية الأحزاب الاتحادية

الخرطوم: الطيب محمد خير  13 سبتمبر 2022م

أعلنت الأحزاب والفصائل الاتحادية الموقعة على إعلان القاهرة فصل الحزب الاتحادي الديموقراطي الأصل من تنسيقية الأحزاب الاتحادية، وأعلنت عن شروعها في تكوين تحالف الأشقاء الاتحاديين الديموقراطيين الذي قالت إنه يجئ حرصاً على التنسيق والتوافق على وحدة العمل الاتحادي.

وبرَّرت الأحزاب في بيان لها فصل  الحزب الاتحادي الديموقراطي الأصل بتجاوزه مبادئ إعلان القاهرة ومحاولته الانفراد بقيادة التنسيقية وإجراء المقابلات دون علمهم، وشنَّت هجوماً على الطائفة ووصفتها بالمقعدة لانطلاق الحركة الاتحادية ولا ينبغي لها أن تلعب دور الحزب وهي ذات مسببات الخلافات السابقة التي أدت لانسلاخ هذه الفصائل وخروجها من زعامة السيد محمد عثمان الميرغني، في مرحلة سابقة إبان فترة التجمع الوطني الديموقراطي، ما أدى لتكاثر الأحزاب الاتحادية التي زاد عددها عن العشرة فصائل وكيانات.

في مقابل ذلك سارع الحزب الاتحادي الديموقراطي المسجل بنفي صلته بالمجموعة التي أصدرت قرار فصل الأصل من التنسقية، وأكد بقاؤه ضمن التنسيقية والعمل من خلالها وصولاً للوحدة الاندماجية الكاملة القائمة على المؤسسية بين الكيانات الاتحادية كقرار صادر من اللجنة المركزية والمكتب السياسي.    ووصف الاتحادي المسجل في بيان له قرار فصل الأصل من تنسيقية الوحدة الاتحادية بالخطوة غير الموفقة وأنه ليس طرفاً فيها ولم تتم إجازتها من مؤسسات وبالتالي تعبِّر عن رأي المجموعة التي أصدرتها دون تفويض لاتخاذ هذا القرار .

ونشأت تنسيقية الوحدة الاتحادية بين من مجموعة الأحزاب والفصائل الاتحادية في القضايا الوطنية العليا على أن يتدرج هذا التنسيق حتى تتم الوحدة الاتحادية الاندماجية الكاملة وذلك طبقاً لمبادرة أطلقها السيد مولانا محمد عثمان الميرغني، كان الدخول لها طوعاً ولم يلزم فصيل بترك فصيله أو برامجه.

وقال الناطق الرسمي باسم الحزب الاتحادي الديموقراطي المسجل -أحد الفصائل الموقعة على الاتفاق التنسيقي- محمد الشيخ محمود لـ(الصيحة): إن قرار فصل الحزب الاتحادي الأصل من التنسيقية عمل غير مؤسس ومتعجِّل ولم يعرض على أجهزة الحزب للموافقة عليه، ما يجعلها خطوة غير مدروسة وتعمِّق الشقة بين الاتحاديين وستلغي بظلال سالبة على مشروع الوحدة الاتحادية الكلي كأشواق ظلت الجماهير الاتحادية تنتظرها .

وأضاف الشيخ: صحيح هناك بعض الإخفاقات ممثلة في التجاوزات التي تمت لكنها لا ترقى لنسف المشروع كلياً بهذه الطريقة المتعجلة في وقت كانت هناك فرصة لمعالجة هذه الإخفاقات التي صاحبت عمل التنسيقية وطي تأثيراتها عبر التحرُّكات التي تجري، لكن لا يمكن بأي حال من الأحوال اتخاذ هذا النوع من القرارات المتعجلة التي لم تعرض على أجهزة الحزب واتخذ بمعزل عنها ولم يعرض عليها ليتم تداوله ومناقشته باستفاضة ومن إصدار قرارها بالموافقه عليه أو رفضه من قبل أجهزت الحزب وقياداته.

وأبلغت مصادر مطلعة في الحزب الاتحادي الأصل فضَّلت عدم ذكره لحساسية مواقفها في إعادة التوافق بين الأحزاب، وقالت لـ(الصيحة): إن التنسيقية هي مبادرة أطلقها الحزب الاتحادي الأصل كبداية لنواة لوحدة بين عدد من الفصائل الاتحادية في العمل الوطني وليس الحزبي تم التوقيع عليها من ستة فصائل، لكن البعض فهم أن هذه التنسيقية هي ملزمة للتنسيق في كل العمل والتحرُّكات في الساحة السياسية، وأشارت المصادر إلى أن هذه المجموعة سبق لها أن عقدت اً من الاجتماعات التنسيقية من بينها مقابلتها للشيخ الطيب الجد، والاتحاد الأصل لم يحتج على هذه التحرُّكات، لأن الاتفاق التنسيقي لم يلزم فصيل بترك فصيله أو برامجه، لكن حدث ذلك بمجرَّد أن تحرَّكنا من هذا المنطلق.

وأكدت المصادر أن ما أشيع عن انهيار هذه الوحدة التنسيقية حديث عارٍ من الصحة لاتزال هناك أربعة فصائل لاتزال ملتزمة بهذا الاتفاق وخروج هذا الفصيل فهم قلة لن يؤثروا في مضى الاتفاق التنسيقي حتى يبلغ غايته ولهم الخيار، وحول اتهام الحزب الاتحادي الأصل بالانفراد بالقرارات قالت المصادر: الأصل لم يتجاوز وتحرُّكه حسب مايراه من تقارب مع القوى السياسية، وهذا حق له في أن يتحرَّك، كما لهم الحق في ذلك، لأنه ليس هناك تنسيق اندماجي حتى يتم الانفراد بالقرارات، وكل حزب يعمل تحت اسمه، وتساءلت مستغربة الهجوم الذي شن على الطائفية باعتبار أن هذه المجموعة كانت تعلم وجود الطائفية وهي التي سعت للتوافق معها وتأسست التنسيقية من منطلق تراضي وليس إلزام .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى