عبد الله مسار يكتب: قحت (١) تقبض ذنب الككو!!

مرت ذكرى واحد وعشرين  أكتوبر   العيد السابع والخمسين في السودان بسلام, حيث عبر الجميع بما يحلو له  وانقسم المجتمع لأربع مجموعات وهم:

١/ الجالسون في منازلهم يتفرجون على المشهد  رغم حبهم لوطنهم ولكن تغطي  وجوههم الحسرة  ويتملّكهم  الألم لوطن كبير وعريض ولديه كل خيرات الدينا ولكن يعيش منذ استقلاله على الأزمات.

٢/ جزء كبير من السودانيين مُعتصمٌ بالقصر الجمهوري ضد قحت (١) وحكومتها  بحمدوكها  وهي ترى  بأن تذهب هذه الحكومة  بخيلها وخيلائها وغضها وغضيضها دون باكٍ أو متحسرٍ على ذهابها.

٣/ مجموعة اخرى ليست مع قحت (١) ولا قحت (٢) وهي ثلة ممن كانوا من الثوار أو في كنفهم  كالحزب الشيوعي وبعض الشباب غير الحزبيين الذين كانوا وقوداً للثورة ولكنهم خرجوا من المولد بدون حُمص, اصطلوا بنار الثورة ولم يحصلوا على نورها,  وجدوا أنفسهم بعد أن فقدوا أعز إخوانهم وزملائهم على الرصيف يندبون حظاً عاثراً رمي بهم في شباك ثلة  صعدت بهم ثم سحبت السلم.

واما الفئة الرابعة فهي قحت (١) شلة الأربعة طويلة التي في غفلة من الزمان وجدت نفسها بالفهلوة حاكماً لوطن  عريض يسكنه اربعون مليون نفس ينتشرون في كل بقاعه وأمصاره, ينشدون عيشة هانئة وهادئة ورغدة وفي أمن وأمان,

ولكن حلّت عليهم وعلى وطنهم كارثةٌ, فاجعة, مصيبة تسمى قحت (١),  حكمت هذه البلاد بحكومة مُحاصصات حزبية  مخالفة لدستور المرحلة الانتقالية الذي ينص على حكومة كفاءات وطنية  برئيس حكومة أقل ما يُوصف به أنه أقصر بكثير من قامة الشعب السوداني ومعلق قلبه ولبه وفعله بالعالم الخارجي, يعتقد فيه بعضهم أنه المخلص,  وبعض من حارقي البخور يسمونه المؤسس وهو لا هذا ولا ذاك!!

هذه الحاضنة السياسية الضعيفة والتي مُتشبثة بالحكم لدرجة السُّكْر والثمالة  بقامتها القصيرة  وبقلة عددها, تقول إن الشعب معي رغم  أن سامره قد انفضّ من حولها  وتركها دون كسوة تغطي بها عورتها من الجماهير, ونظر إليها الشعب نظرة المغشي عليه من الموت.

وقف قادتها وجالوا في الخرطوم وخارجها بالولايات والأمصار يحثون الناس للخروج في ذكرى اكتوبر لمُساندتهم ضد المُكوِّن العسكري وضد (الفلول) المُعتصمين في القصر الجمهوري,  ويمنُون أنفسهم ويتمنّون أن يروا أن الأرض قد خسفت بهم في باطنها, بل ذهبوا للأمصار يحشدون مُؤيِّديهم  ويحثونهم على الخروج للشارع  ويُحرِّضونهم  ضد العسكر والفلول  والاعتصام حتى قال احدهم وهو في حمى هذا الهيجان إن المعتصمين في القصر (لا يشبهوننا على الإطلاق)!! فحمل على ظهره عُنصرية بغيضه ليقسم بذلك اهل السودان من منظوره الى درجة أولى ودرجة ثانية!!

وكانت قحت وحكومتها بالمال الذي دفع والإعلام الكثيف الذي صُرف,  ظنت أن الشعب كسابق عهده مازال تحت إشارة بنانها وبين جنبيها, ولكن الشعب غادر محطتها وتركها كشخص فالع أطرش!!

هاج وماج ياسر عرمان ووجدي صالح ومحمد الفكي وخالد سلك   وغيرهم من عصابة أربعة طويلة واحتكروا كل الميديا الحكومية ومعهم رشيد سعيد وأبو الجوخ عصابة الإعلام الحكومي الجديد,  بذلوا الغالي والنفيس حتى هدّدوا بأصحاب العيون الخُضر! ولكن الشعب السوداني الجبّار خذلهم وقال كلمته “جرّبناكم وفشلتم”، والذي يجرب المجرب حاقت به الندامة, وقال لهم الشعب: عرفناكم على حقيقتكم لا في البيت ولا في الخلا ولا عندكم أبيض دقيق ولا أبيض لبن, لا في الجامع ولا في الكنيسة ولا حتى مع الكجور, لا في الأتراح ولا في الأفراح  والسوق مُولع والمعيشة صعبة وتعليم والخدمات ماتت والجوع كافر.. إذن لماذا نخرج معكم لأنكم لا دين ولا دنيا, شابكننا فلول وكيزان ودولة عميقة ثلاث سنوات إلا نيف, قضيتم على الأخضر واليابس, أوردتم السودان موارد الهلاك مع رئيس حكومتكم الفاشل الذي وقته كله يُردِّد “سنعبر وننتصر” وقوله هذا لم يتجاوز شفتيه عملاً!!

لقد قال الشعب كلمته في ٢١ اكتوبر لقحت (٤+١):

“باي.. باي.. باي” مُشيِّعين بالتاريخ إلى مقابر أحمد شرفي أو البكري.

وقريباً ستعلمون أنّ الشّعب السُّوداني الجَبّار صانع الثورات ومُلهم الشُّعوب قد قال كلمته.

وغداً لناظره قريب

تحياتي،،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى