حسن محمد زيدان يكتب: انها انتقالية وليست انتقامية

أكبر دليل على فشل الدولة السودانية هو فشل كل الأنظمة السابقة التي تعاقبت على حكم البلاد والتي فشلت جميعها في إدارة التنوع في بلد يعتبر من اول البلدان التي نالت استقلالها من دول (الماما آفريكا) وأيضا مما يميزه عن  سواه هو شكل الخارطة  قبل (الانفصال) التي تكاد ان تطابق خارطة القارة الافريقية شكلا و تنوع في السحنات وتعدد الثقافات…

 

إن الله عذ وجل اشار إلى اسباب خلقه لهذا التنوع بقوله في سورة الحجرات الآية 13 (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير). صدق الله العظيم.

مازال انفصال الجنوب يمثل جرح نازف في داخل كل سوداني يعشق تراب هذا الوطن الذي كل مأساته لم تأتيه من الغريب بل للأسف كانت من القريب.

من منكم يستطيع النظر أكثر من دقيقتين الى خارطة السودان بعد الانفصال بشكلها الجديد غير المتجانس، فستشعر بأنك جزء من الجرم التأريخي الذي اصاب السودان، بصمتك على الانفصال الذي لم يشاور فيه أحد من أبناء الشمال وقتما كان الشمال يقصد به كل اجزاءه لنا وطنا ….

فكأن السودان أرضا وشعبا ملك من أملاك المؤتمر اللا وطني مثله كمثل قناة طيبه ومفتيها الجليل، الذي اراد الله بأن لا تطبق فتواه، التى لو طبقت لكانت مقابر الشهداء تحيط بالمولات والمنتزهات من كل جانب سوى الجانب الذي يعيش فيه ثلث الشيخ ومن وآلاه بعد القضاء على الثلثين.

 

ألم أقل لكم أن مصائب السودان دائما تأتي من القريب كما قال الشيخ فرح ود تكتوك (آخر الزمان العاقة تجيك من القريب) ……

بالأمس اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بخبر اتانا من بعض (الأقارب) من ابناء الشمال في الخارج يدعون الى إنشاء دولة جديدة تقتطع مما تبقى من تلك الخارطة، وإسمها دولة (البحر والنهر) دولة مبنية على أساس عنصري يتنافى مع المبادئ التي من اجلها تفجرت ثورة ديسمبر المجيدة ..

إن مثل هذه الدعوات العنصرية من هنا وهناك، ما هي إلا  دعوة لإنهيار دولة كان اسمها السودان وكانت تكنى بسلة غذاء العالم ……

المطلوب من جميع رواد مواقع التواصل الاجتماعي الوقفة الصلبة ضد كل من يمس الأمن القومي لأن السودان من اكثر الدول التي ينتشر فيها السلاح بشقيه

(الأبيض والناري) فالبحر سيكون أحمر بلون الدماء ولن يخلو النهر من جثث الأبرياء إنها الفتنه لعن الله من أيقظها ..

إن مأساة السودان تكمن في انصاف المثقفاتية في الخارج الذين لم يستنشقوا بمبان المظاهرات ولم تجمعهم صبة القيادة ولا نداءات ي خوانا الشاي  الشاي بى جاي ومعاه كيكة وموية صحه كمان،

وعندك جيب ماعندك شيل وبعض من الأناشيد  الوطنية والشعارات التي نبذت العنصرية البغيضة مثل يا عنصري يا مغرور كل البلد دارفور والتي استطاعت ان تألف أفئدة كل من  سيد احمد من الشمال وادم من الغرب والعوض من الجزيرة واوهاج من الشرق …….

هذا هو السودان الذي شهدناه في حقبة ديسمبر المجيدة ……

إن اتفاق جوبا الذي اعتبره البعض نغم والآخرون نعمة….

هو نغمة لمن فقد الامتيازات والهبات التي كانت تهدي له عبر منحة هذا لكم… اما من اعتبره نعمة هو من اكتوى بجحيم الحرب وتمنى وقوف نزيف الدم الذي صاحب الحكومات التي تعاقبت على الحكم فكان كل نظام كان  يسلم الآخر راية الحرب الداخلية الى ان جاءت ثورة ديسمبر المجيدة واسقطت راية الحرب ورفعت راية بيضاء مكتوب عليها ……..

فالنتحد ضد الجراح.. لنبنى الدمقراطية صااااااح

نبنيه صاح وطن الفلاح ……

وطنا مجير لا مستجير لا مستبد لا مستباح.

ملحوظة:

مازال اتفاق جوبا فاتحا ذراعيه بالوسيط يتلقى الآراء الوطنية البناءة التي من شأنها توحيد الصف السوداني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى