إسماعيل حسن يكتب : بلا غارزيتو بلا لَمّة

 

* ما لا شك فيه أن كشف المريخ يعج بعدد كبير جداً من النجوم الموهوبين أصحاب المهارات العالية، وهو الأمر الذي يشكل هاجساً لأي مدرب يتولى تدريبه، إلا إذا كان مدرباً قديراً خبيراً صاحب نظرة فنية ثاقبة… وأحسب أن غارزيتو ليس من هذا النوع… لذا لم ينجح مع أي فريق تولى تدريبه، النجاح المؤسس الذي يحسب له..

* الإنجازات التي حققها مع مازيمبي وضح في ما بعد أنها كانت مدفوعة الثمن.. ووصول المريخ إلى المربع الذهبي لبطولة الأندية الأفريقية الأبطال في عهده عام 2015م، ثبت أن اللاعبين هم الذين لعبوا الدور الحقيقي فيه، بدليل أن الفريق عندما واجه مازيمبي في مقص المربع الذهبي سالف الذكر، وضحت قدرات غارزيتو بشكل جلي، بأخطاء كارثية في مباراة الإياب في الكونغو بعد أن كسب المريخ مباراة الذهاب في الخرطوم بهدف.

* بدأ غارزيتو مباراة الرد بتشكيلة جيدة، نجحت في إنهاء الشوط الأول بالتعادل السلبي، قبل أن تظهر قدراته على حقيقتها في الشوط الثاني حين أخرج ديديه الذي كان يشكل خطورة متناهية على جبهة مازيمبي، ويجبر خط دفاعه على البقاء في منطقته، وأخرج كذلك لاعب الارتكاز المصري أيمن سعيد لينكشف ظهر الظهير الأيسر مصعب عمر، وينضرب المريخ عن طريقه، ويودع البطولة بسبب أخطاء غارزيتو..

* أمس الأول أكدت مجريات مباراة القمة ضعف كفاءة هذا الرجل الفنية، وتواضع قدراته، وأكدت أنه لا يجيد قراءة الملعب، ولا يتقن فن وضع التشكيلات المناسبة التي تبدأ المباريات، ولا التبديلات المناسبة في الأوقات المناسبة في الشوط الثاني..

* بدأ المباراة بتشكيلة غريبة يغلب فيها الطابع الدفاعي، مع أنه يحتاج للفوز فقط بعد أن فقد البطولة..

* حتى الجزولي نوح المهاجم القناص كلفه بمهام دفاعية أكثر من هجومية، واعتمد على بكري المدينة في الهجمات المرتدة رغم أنه أكبر لاعبي المريخ سناً، ولا يتمتع بالسرعة التي تمكنه من ترجمتها.. وأشرك السماني الصاوي في الطرف اليمين مع أن الظهير الأيمن للهلال أضعف عناصر الدفاع الأزرق… وثبّت كرنقو وطبنجة في الظهيرين الأيمن والأيسر بدون أي مهام هجومية تُذكر.. ليتمكن الهلال من السيطرة على خط الوسط، ويتقدم بكلياته من اليمين والشمال في ضغط متواصل على جبهتنا من الأطراف والعُمق..

* المرة الوحيدة التي قاد فيها المريخ هجمة عن طريق الطرف اليسار، وصلت فيها الكرة إلى التش ومنه لبكري الذي أرسلها عرضية للتكت.. ليودعها بسهولة مرمى أبو عشرين..

* لو أن غارزيتو يتحلى بشيء من الدهاء الفني، لبدأ المباراة بسيف الدمازين والجزولي نوح في المقدمة الصريحة، وخلفهما بكري من الناحية اليمنى والسماني من الناحية اليسرى، والتش في صناعة اللعب، والتاج يعقوب وضياء الدين في الارتكاز مع ثلاثي خط الدفاع أمير ونمر وكرنقو أو طبنجة… لو فعل ذلك لوضع الهلال تحت الضغط طوال الشوطين بدل العكس..

* هدف الهلال الأول كان عن طريق كرة انطلق بها ياسر مزمل في الناحية اليمنى، وأرسلها عرضية أرضية لمحمد عبد الرحمن، الذي لم يجد صعوبة في إيداعها مرمانا، والهدف الثاني عن طريق فارس في الناحية اليسري ومنه عرضية لياسر مزمل الذي عالجها برأسية في قلب مرمانا..

* بكري المدينة والسماني الصاوي وأمير كمال وقعوا ضحايا لشفتنة لاعبي الهلال الذين نجحوا في إخراجهم من طورهم، وإفقادهم التركيز، لينال السماني وأمير بطاقتين صفراوين، وينال بكري بطاقة حمراء في وقت كان الفريق في حاجة لخبرته لتعديل النتيجة، مثل ما فعل في هدفنا الوحيد الذي صنعه للتكت، وكفل لنا التعادل قبل هدف الترجيح الهلالي.

* عموماً المباراة في مجملها قدمت تأكيداً على أن المريخ بحاجة لمدرب كبير بدل غارزيتو ليتولّى جهازه الفني في المرحلة المقبلة، ويقوده في البطولة الأفريقية… وليتنا نسمع اليوم قبل الغد خبر الاستغناء عنه، وتكليف إبراهومة ليقود الفريق، إلى ان يتم التعاقد مع مدرب أجنبي كبير يتولى تدريب الفريق في الموسم الجديد..

 

آخر السطور

 

* علمنا أن الرئيس المناوب لمجلس المريخ الجكومي، التقى بوزير الرياضة الاتحادي وسلمه مذكرة توضح شرعية مجلسه.. وتطلب تسليمهم منشآت النادي… فهل يا ترى يسرع الوزير في اتخاذ قراره، أم نشهد تسويفاً جديداً للأزمة..

* ويبقى السؤال.. هل تأكد مجلس حازم من أن الفيفا طلبت بالفعل الاستعانة بوزير الرياضة لحل الأزمة؟!

* في الأفق إرهاصات بأن اللجنة المنظمة تعتزم إلغاء نهائي كأس السودان بسبب المنتخب الوطني..

* والسؤال الذي يفرض نفسه، ألا يمكن قيام المباراة بدون النجوم الدوليين؟!

* هزيمة المريخ من الهلال أمس الأول ربما (جاتنا من السما) حتى لا يغرق البعض في وهم أن الهلال لن يفوز على المريخ في وجود سوداكال.. أهو فاز!!

* وكفى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى