شاكر رابح يكتب : سلام جوبا وشيطنة حميدتي

19 ابريل 2022م

 

في 3 من أكتوبر 2020، تم التوقيع على اتفاق السلام بين الحكومة السودانية وعدد من حركات الكفاح المسلح، ليضع حدا للصراعات القبلية في دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق والتي استمرّت زهاء العقدين من الزمان وأدت إلى تشريد الملايين ووفاة مئات الآلاف وتدمير المدن والبنيات التحتية، اختلفنا أم اتفقنا عليها، الا انها وضعت حلولاً أيضاً لمشكلات الأقاليم الشرقي والشمالي والأوسط عبر مسارات محددة بالرغم من وجود اختلافات وتباينات من أهل المصلحة.

هناك حديث منتشر بكثافة على الميديا في محاولة لذر الرماد في العيون ولي عنق الحقيقة، بعض القوى السياسية الرافضة لاتفاق جوبا وصفت فيها الاتفاق بأنّه مؤامرة من نائب رئيس مجلس السيادة راعي السلام الفريق اول محمد حمدان دقلو ضد أهل الشمال، وفي رد على هؤلاء اكد القائد حميدتي على ان هذا الحديث يراد النيل منه وشيطنته، مؤكدا (أن أهل الشمال تعرضوا للظلم مثلهم ومثل باقي الأقاليم الأخرى)، واشار الى ان ظلماً واضحاً وقع على ولايتي نهر النيل والشمالية من حيث ضعف الخدمات والتنمية، واكد انه سوف يستمر في خطه القومي ولم يعد للحرب، حفاظاً على مكتسبات ثورة ديسمبر المجيدة، وأكد أنّ اتفاق جوبا للسلام تم بمشاركة ومباركة قوى إعلان الحرية والتغيير.

وفي حوار اجرته معه الزميلة آية ابراهيم، قال الجاكومي رئيس مسار الشمال (ان حميدتي من اكثر الناس الوقفوا معانا في مسار الشمال ومن أكثر الذين دافعوا لان يكون لكيان الشمال صوت داخل مباحثات جوبا، وكان مهتما بالشمال بإفراد مساحات من الحضور)، وأضاف الجاكومي أن (حميدتي داعم ومساند وأسهم إسهاماً حقيقياً في أن يكون للشمال مسار، وأن يحافظ على حقوق أهل الشمال وتطبيق الاتفاق، ونحن لا ننسى دوره الكبير الذي بذله في دعم ومساندة قضايا الشمال).

مراقبون وصفوا اتفاق سلام جوبا بالتاريخي، وذلك لإحاطته لكثير من القضايا المهمة المسكوت عنها في كثير من الاتفاقيات، أهمية هذا الاتفاق أنه ضم تحالف الجبهة الثورية الذي يضم الجماعات المتمردة الخمس الرئيسية حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان جناح مناوي والحركة الشعبية لتحرير السودان شمال، ومساراته أخرى، هذه الاتفاقية ساهمت بشكل كبير في خلق استقرار نسبي في دارفور  وجنوب كردفان والنيل الأزرق. السؤال الذي يفرض نفسه هنا كيف لو ان القائد حميدتي استمع لنصائح السنهوري وقوى اعلان الحرية والتغيير ورفض توقيع اتفاق السلام، وواجه حركات الكفاح المسلح بقوة السلاح، كيف كان يكون الحال في الخرطوم؟ الحوار والمصالحة هما المسار الآمن الذي يمكن أن يوصل الجميع للانتخابات بعيداً عن لغة السلاح، وفي تقديري على الحكومة ضرورة استعجال تنفيذ هذه الاتفاقية، وذلك بإنشاء مفوضية السلام وتنفيذ بند الترتيبات الأمنية، كما ويتساءل المرء عن أسباب توقف المفاوضات مع مع حركة تحرير السودان جناح الحلو؟ أعتقد أن تحقيق سلام شامل ودائم في السودان يتطلّب جهوداً جبّارة يقودها القائد حميدتي مع القوى السياسية وأهل السودان جميعاً.

 

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل،،،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى