محمد صالح الأمين بركة يكتب : ضريبة الشخصيات العامة

 

الشخصية العامة ليست كعامة الناس، بل هي الاستثناء في نشاطها، في مواقفها، في تصريحاتها حتى في صمتها وسكوتها، بل حتى في ظهورها اللافت وفي اختفائها وَبُعدها عن الأضواء.

دائماً الشُهْرَة مكان اهتمام خاص، وزائد في أناقتها أو العكس تماماً في بهدلتها تتابعها العيون، وتنتابها الشكوك والظنون، وفيها وحلولها تُنْسَجُ الحكايات والألغاز والفنون .!!!!

لذلك يستمر دفع فواتير ضريبة الشهرة، والمسئولية الاجتماعية والسياسية والفنية لفتراتٍ طويلة،  وباستمرار وتلاحقها الإشاعات والتسريبات والوخز بالرسم وبالكلمات وَتُتَابع متابعة لصيقة في حركاتها وسكناتها، بل تنتفي الخصوصية أحياناً كثيرة، مما يُسَبِبُ الضيق والحرج وأحياناً رَدَّة الفِعْلُ تكون عنيفة خارجة عن المألوف والسيطرة، من أصحابُ الشهرة والمكانة العَلِيَّةْ، لِتَصَرُّفاتٍ غير مسئولة واستفزازية أحياناً، بارتكاب أعمال سلوكية ومواقف حادة وشاذة نتيجة التصرفات الحمقاء والمتهورة من هُواة كشف السِّتار والأسرار.

الشخصيات العامة لا يتوقف الاستهداف والأذى فيها وعندها أو حولها فقط، الحيثية أو التهمة الهدف منها الإثارة لوجود هؤلاء حول دائرة الضوء أو الحدث، بحكم المنصب أو الجاهْ الذي يتبؤُّونه أو المسئولية السياسية أوِ الاجتماعية أوِ الفَنِّيَّةْ التي يشغلونها أو يُعْرَفُوُنَ بها.

بل يتجاوز الاستهداف الرمز المعني، ليطال المقربين منهُ ويصيب الرزاز الأسرة والقبيلة والطائفة أو الجهة أوالمنطقة أَوِ الدولة بكاملها بجريرة شخص ما بسبب الشهرة ليس إلاَّ!!

تتعرض الشخصيات المشهورة  للإساءة والإشاعة وخاتمة المطاف نَشْرُ خَبَر الوفاة بمعنى مسح سيرة ومسيرة الشخصية صاحبةُ الشُّهْرَة من الوجود بالفناء ، وهذا من بابِ الحَسَدِ لا التنافُسِ المشروع.

أحياناً الفشل في إدارة مرفقٍ ما سواءً كان منشأة عامة أو خاصة الأمر لديهم سَيَّان، وَيُعْتَبَرُ ذلك أكبر سبب لتتبع عورات الناس، وأحياناً النجاح في مؤسسةٍ ما خاصةً كانت أم عامة،  يكون سبب في إثارة البُغْض والكراهية والاحقاد لدى بعض الناس، الأمرُ عَجَبْ.

في حياة الناس سيظل التدافع مستمراً، ولن ينتهي، وكذلك البحث عن الأخطاء سيظل مستمراً، بالرغم من النجاحات الكبيرة والهائلة للبعض، ومع ذلك انشغال البعض بالبعض وظيفة أساسية للبعض بلا مقابل، لا في الدنيا ولا في الآخرة.

البعض قد يبحث عن الشهرة فيحقق السبق الصحفي في نشر خَبَر خصوصيات الناس للناس ويستمتع بذلك، والبعض يسعى للإساءة للآخرين وأيضاً يستمتع بذلك، وما بين هؤلاء وهؤلاء خيط رفيع، الوهم وعدم الفهم، ويجتهد البعضُ لَيْلَ نهار في الخراب وليس في الإعمار، والكِيِسُ مثقوب، والكَيِّسُ الفَطِنُ غَيْرَ موجود.

وإساءةُ استغلال الوسائط الإعلامية تتم بلا حدود، لا حسيب ولا رقيب ولا قانون يَسُوُد!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى