الغالي شقيفات يكتب : يوم في مكتب النائب

تقلّد المواقع القيادية والتنفيذية فيي العالم الثالث، مُزعجٌ ومُرهقٌ، ويتعرّض الذي يتقلّد المواقع الدستورية الی الإساءة والتجريح والانتقادات الحادّة، التي تصل حد التجريح والتشهير، خاصةً في مواقع التواصل الاجتماعي، في ظل الأوضاع الاقتصادية التي تعيشها البلاد، وشعبنا يتحمّل الآلام والتحديات والصعوبات. وفي المُقابل يبذل المسٶولون جهوداً كبيرة للإصلاح وحل الأزمات.

وقد شاهدت الناٸب الأول الفريق أول محمد حمدان دقلو، يستقبل ويُودِّع ضيوفه طوال اليوم ويستمع ويناقش، وهذا عمل طويل وشاق، ولا يخرج إلا للصلوات، وقد تناولت وجبة الغداء وهي عادية لم تكن كدستوريي النظام البائد، مثلهم مثل عامة الشعب. وإذا كان الحكام بهذا الازدحام من البرامج، أكيد يحتاحون إلی المزيد من الراحة وتقسيم الوقت، فمثلاً الرئيس السابق للولايات المتحدة ترمب يبدأ يومه بمشاهدة التلفزيون ومتابعة تويتر، وثم كتابة تغريداته، ومن ثم مكالماته الرسمية وغير الرسمية، ويصل  للعمل التاسعة والنصف صباحاً، ويُوكل بعض الاجتماعات والملفات لمستشاريه، ويسيطر علی كل كبيرة وصغيرة في البيت الأبيض.

أما الرئيس بايدن، فله جدول أعمال يومي، ويبدأ صباحه بالتمرينات الرياضية، ويقابل عدداً محدداً من الأشخاص، ويقرأ النشرة اليومية التي تأتيه من الأخبار وأخبار ولايته دويلاوير، ويستلم الملخص الاستخباراتي السري اليومي عن الأحداث حول العالم، ويجتمع مرة في الأسبوع مع وزير الدفاع أو الخارجية أو رئيس هيٸة الأركان المشتركة، ويحرص علی استدعاء أهل الثقة وكبار المستشارين.

أما الرئيس التونسي، ينهض باكراً، ويطالع ما شاء من الافتتاحيات والمقالات، ويستمع إلی الراديو والمحطات الوطنية والأجنبية، ويتناول فطور الصباح مع أفراد أسرته ومن ثَمّ يذهب إلی مكتبه يتلقّی تنويراً عن الوضع العام، ويتابع ملفاته السابقة وقراراته والذي أُنجز منها، كما يستلم القرارات والمطلوبات التي تحتاج لتوقيع وهذه مدتها نصف ساعة في الغالب، وله عناصر تساعده في اتخاذ القرار، وله مستشار في مجال الاتصالات يُزوِّده بتقرير عن أبرز مُحتويات وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي وجدول المواعيد والبروتوكولات الرئاسية.

وتحتاج قيادات الدولة إلی وقتّ للراحة والتفكير، مع الأخذ في الاعتبارات العادات والتقاليد في كل بلد، مع العلم أنّ الوظيفة الدستورية في السودان ثمنها باهظٌ ومُكلّفٌ وتسرق الوقت.

نسأل الله الإعانة والتوفيق لقادة بلادنا، والأمن الاستقرار لشعبنا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى