عبد الله مسار يكتب.. اسرائيل في ١٩٠٧م

في عام ١٩٠٧م دعا السيد كامبل بانرمان رئيس وزراء بريطانيا لمؤتمر حضرته سبع دول أوروبية ليس من بينها ألمانيا، وقال لهم نحن الآن في مرحلة انحدار وبيننا خلافات كبيرة وبيننا تنافس خطير،  ولكن هل تريدون البقاء في القمة ام تريدون السقوط والانحدار، قالوا نريد البقاء على القمة وعند تلك اللحظة وزّع على كل الوفود خريطة العالم العربي، ثم قال لهم هذه المنطقة من الخليج الى المحيط هي سر قوتنا وسر ضعفنا، هذه المنطقة الآن ضعيفة ومهلهلة وجاهلة ومتشرزمة، يتقاتلون على قطرة ماء ولكنهم يمتلكون كل مقومات النهضة، يمتلكون ما لم نمتلك،  كلهم إلا بعض الاقليات البسيطة يتبعون ديناً واحداً  ويتحدثون لغة واحدة، بينما في اوروبا عشرات وعشرات المذاهب واللغات، وقال لهم من يذهب من الكويت الى نواكشوط  ومن اليمن حتى المغرب لا يحتاج الى مترجم، يتحدثون لغة واحدة مع شاسع المساحة.

هذه المنطقة تشرف على اوروبا من الشمال وعلى أفريقيا من الجنوب وعلى شبه القارة الهندية وعلى آسيا، هذه المنطقة تحتوي على المواد الخام التي يحتاجها الغرب.

هذه المنطقة تستطيع ان تخنق العالم كله من خلال مضيق هرمز وباب المندب وقناة السويس ومضيق جبل طارق.

إذن هذه المنطقة يجب أن تظل ضعيفة، ولتنهض تحتاج فقط لقيادة صالحة لأن لديهم كل مقومات النجاح.

إذن قالوا له ماذا نفعل، قال لهم يجب زرع جسم غريب  يفصل المشرق العربي عن المغرب العربي، هذا الجسم الغريب لديه ثلاثة أهداف، الهدف الأول ان يفصل المشرق العربي عن المغرب العربي، والهدف الثاني ان يكون ولاؤه للغرب، والثالث ان يجعل المنطقة في حالة لا توازن لأن التوازن يُولد الاستقرار والاستقرار يولد النهضة، ونحن نُريد أن نخلق أجواءً تمنع النهضة،  إن نهضة هذه المنطقة تأتي على حسابنا.

لهذا قرر الغرب إنشاء جسم غريب له ثلاثة أهداف، وهي فصل المغرب العربي عن المشرق العربي  ويكون ولاؤه للغرب ويعطل نهضة الأمة العربية.

ومن هذا المؤتمر ومعرفة مقرراته، قام اليهود بقيادة جاييم وايزمان وذهبوا الى بريطانيا والى ألمانيا والى كل دول اوروبا، وقالوا قرأنا المقررات وما رأيكم نحن نكون الجسم الغريب ونعاهدكم أن ولاءنا لكم في الغرب. ولكن يجب ان لا تتركونا وتعطوننا كل ما نطلب ويكون دورنا تعطيل النهضة في هذه المنطقة.

وهنا جاء العقد بين اوروبا واليهود لإقامة هذا الجسم الغريب وهو (اسرائيل) والذي شرطه الولاء للغرب وتعطيل نهضة الأمة، وكذلك عدم التوازن في المنطقة، لان التوازن يولد الاستقرار، والاستقرار يولد النهضة، والغرب لا يريد نهضة الأمة العربية.

عليه، لا يمكن ان تسمح اوروبا أو أمريكا بهزيمة (اسرائيل) لأن هزيمة اسرائيل تعني هزيمة مشروع أوروبا الذي وضع عام ١٩٠٧م، ومن هذا المؤتمر جاء وعد بلفور في عام ١٩١٧م، الذي وافقت بموجبه بريطانيا بمنح فلسطين لتكون وطناً لليهود ولتكون دولة اسرائيل، وتقوم بالمهام الثلاثة التي قررها مؤتمر لندن في عام ١٩٠٧م وهي الولاء للغرب وتعطيل نهضة الأمة وعدم التوازن والاستقرار حتى لا تولد النهضة.

الآن مواردنا مع كثرتها مُهدرة، وكل الأمة العربية تتقاتل مع بعضها وليس في الأمة قائد صالح ليقوم على جمع صف الأمة وتوحيدها والنهوض بها، ولكن الأمل موجود في الشباب العربي الجديد،  ويؤيد ذلك كل آيات القرآن.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى