عبدالله مسار يكتب.. التغيير التجاري

حَدَثَ تغييرٌ في السودان، البعض قال ثورة، والبعض قال هبوط ناعم، والبعض قال تغيير لصالح اللجنة الأمنية، وبعضهم قال خيانة داخلية قام بها بعض قيادات المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية وخاصة الأمنيين منهم، وبعضهم قال هو عملٌ مخابراتيٌّ لدول الغرب دور كبير فيه وخاصة بريطانيا عبر سفيرها السابق عرفان، والبعض قال تغيير من عواصم عربية تشاطر الإنقاذ الإسلامية العداء وتقف في صف العلمانيين، والبعض قال هو تغييرٌ تراكميٌّ اشتركت فيه كل هذه العناصر وزاد الأزمة الاقتصادية التي متحكم فيها خارجياً بالحصار الاقتصادي وادعاء محاربة الإرهاب، بل منع السودان من الاستفادة من موارده وإمكاناته سبب مباشر في الثورة ضد نظام الإنقاذ.

ولكن صديقنا دكتور صلاح بندر يتّفق مع الجميع في كثير مما ذكر، ويعتقد أن التغيير هو (التغيير المتحكم فيه).

بمعنى أن التغيير لصالح رأسمالية طفيلية عملت على التغيير مع جهات كثيرة لتحل محل الإسلاميين في الاقتصاد وهم مجموعة قسمت موارد السودان على النحو الآتي:

شخصٌ يُسيطر على الزراعة بشقيها الحيواني والنباتي،

وآخر يسيطر على موارد الطاقة والمعادن والخاصة البترول والنفط والمعادن، والثالث يسيطر على الاتصالات وهي الموارد الحية في البلاد، وهم أغلبهم عاملون في الدوائر الخارجية وهي دوائر المخابرات والماسونية.

وهذا التدبير محكم جداً وناعم خالص وبهدوء، وسوف يتم بتغيير القيادات المدنية التي تقود هذه المرافق الحيوية ويحل بدلها أشخاص يعملون لصالح هذه الرأسمالية العلمانية، ولكن السودانيون شطار وعندهم قدرة كبيرة للحصول على المعلومات وعندهم من الشمارات الكثير.

عليه، أعتقد أن الدكتور صلاح بندر قد بَثّ أكثر من لايف حول هذا التغيير المُتحكِّم فيه والشخصيات الرأسمالية التي وراء ذلك، بل أشار إشارات كثيرة لاجتماعات تمّت لهذا الغرض ومجموعات عمل من قِبل هؤلاء ضالعة في ذلك، بل منهم دخل مجالس إدارات بنوك وبعضهم ذهب إلى مواقع كبار الموظفين وهكذا وهم اليوم على اتفاق وغداً يختلفون، ويبدأوا في كشف المستور.

وعليه، الأخ د. صلاح بندر يبنيه إلى ذلك منذ حين، ولكن شباب التغيير المُستغفل والمُغرر به ما كان يدري مُخطّط التغيير المتحكم فيه، ولكن اكتشف ذلك بعد أن وجد نفسه خارج مؤسسات إدارة الدولة وأجهزتها، بل حتى بعض الأحزاب خارج دائرة الفعل رغم أن لها القدح المعلى في التغيير، أما عامة الشعب فهم مساكين لديهم أغبان من الإنقاذ، ولكن ما كانوا يعلمون أن البليلة تحت الماء.

على العموم، صدق الأخ الدكتور صلاح بندر أنّ في الأمر إنّ، وكل ما هو في الخفاء غداً سيكون في العلن ويُواجهه الشعب السوداني.

وإن غداً لناظره قريب

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى